«البحرين قلب الخليج العربي هوية وتاريخ وجغرافيا وستبقى بإذن الله وشعب البحرين وأبناؤه هم أهلنا وأبناؤنا وسيبقون بإذن الله». تغريدة لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وشعب البحرين يؤكد أننا لم نشعر بقوة اتحادنا كخليجيين كما نشعر هذه الأيام، وقد جسدت تلك التغريدة التي نشرها الشيخ محمد شعور أهل الخليج ونظرتهم للبحرين ومكانتها عندهم أنها القلب لهم، القلب الذي يمدهم بالنبض بهويتها العربية وعمقها التاريخي وموقعها المتوسط جغرافياً من دول الخليج.
هنا في البحرين تجتمع الهوية ومن هنا يعاد بث النبض الخليجي من أرض البحرين من عروبة الهوية البحرينية الممثلة في تنوع شعبها ولغتها ولهجتها، من أصولهم ومن أعراقهم ومن انتماء مستعربيهم الذين اختاروا طواعية الانتماء العروبي وقدموا لهذا البلد لهذه الأرض عطاءات لن يمحوها التاريخ ولن تنساها الذاكرة.
البحرين تلك البوتقة التي صهرت الاختلافات ووحدتها، ونسجت من خيوطها الملونة علماً واحداً بلونيه الأحمر والأبيض ليضمهم جميعاً تحت رايته.
ذلك النسيج وتلك الوحدة الوطنية هي ثمرة نجاح لأي نظام حكم سياسي يستطيع أن يذيب تلك الفوارق العرقية والمذهبية والدينية ويجعلها كلها تفخر بانتمائها لهذه الأرض، وتتغنى بانتمائها ولا ترضى بغيره بديلاً.
المجموعة التي حلمت وعملت على إسقاط النظام وتشعر بأن انتماءً أجنبياً له الأفضلية على انتمائها العروبي البحريني صغيرة رغم شرها، المجموعة التي تشعر بأن الخندق الذي يجمعها مع أشباهها ليس خندق الوطن بل هو خندق الطائفة، صغيرة رغم حقدها، المجموعة التي ترنو لأشباهها مذهبياً من عراقيين وإيرانيين، وتراهم أقرب لها من شركائها في الوطن أو في العروبة، المجموعة التي ترى في الجرائم التي تجري في حلب «انتصاراً»! فقط لأن جامعاً طائفياً يجمعها بالقتلة ويفرقها عن الضحايا، هؤلاء يمجهم الوطن ويبرأ من تخندقهم الطائفي، مذهبيتهم جعلتهم يتلذذون بطعم الدم والموت إن كان الضحية من غير مذهبهم، نسوا حضن الوطن الذي أكلوا من خيره وتربوا في عزه، هؤلاء من انتصرت البحرين على مخططهم لقتل القلب الخليجي الذي يغذي الجسد الخليجي بالانتماء العروبي، انتصرت عليهم بفضل تكاتف شعبها وتضحيات أبنائها وأبناء الخليج الذين سالت دماؤهم على أرضها لحماية قلبهم وحماية هويتهم وتاريخهم وجغرافيتهم.
إن ما قاله الشيخ محمد تذكير وتهديد لمن تسول له نفسه بالمساس بأمن الخليج من خونة الأوطان، إن أحلامهم ستتحطم هنا على صخرة البحرين، وتلك المجموعة التي تمنعت مطارات دول مجلس التعاون عن استقبالها لأنها سمعت بأذنها ورأت بعينها كيف صاحت تحت لافتة «باقون حتى يسقط النظام»، لن تجد لها موطئ قدم خليجية، مجموعة صغيرة لا تذكر أمام حائط الصد البحريني من شيعة البحرين وسنتهم.
هذا التوحد الخليجي هو حصننا الذي نستند إليه هو جامعنا هو ثوابتنا هو هويتنا وسيبقى بإذن الله.
لم تذهب تضحيات شهدائنا هباءً منثوراً، لم يمت هؤلاء إلا دفاعاً عن هذا القلب وعن بقية جسدنا الخليجي، وقاتلهم واحد، في البحرين واليمن وفي الحدود السعودية، ومن أراد بخليجنا شراً سيجد الرد من أصغر أطفالنا وأضعف نسائنا كافياً لردعه، ولن ننسى شهداءنا أبداً وستبقى كلمة سمو الشيخ محمد بن راشد في ذاكرتنا بإذن الله ولن ننسى ما حصل.