قال وزير الداخلية معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة في كلمة له بمناسبة يوم الشرطة البحرينية «إن مهمتنا الأمنية الشريفة، هي لمن أراد أن يكون في الطليعة، وفي مقدمة الصف الوطني، حفاظاً على أمن البلدان، ولمن وجد في نفسه النزاهة والأمانة والثبات على الحق والتحلي بالانضباط.. واعلموا أن المؤسسات الأمنية في أي مكان مستهدفة من عديمي الضمائر، ولكن لن نسمح بذلك، أو بأن يكون بيننا من هو متخاذل أو متردد أو فاسد».
قد نجد في الكلمة التي نشرت لمعالي وزير الداخلية رسائل مهمة تتصل بمدى التحديات الأمنية المقبلة والتي تتطلب من الجميع المزيد من بذل الجهد لضبط النفس وتوحيد الصف، حيث إن المرحلة المقبلة التي ستشهدها البلاد في عملية التنمية والنماء هي مرحلة مصيرية، ولجعل هذا الأمر عملاً مستمراً ومتجدداً لا سيما في جهود المملكة وخطواتها الثابتة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وقد يعي المتلقي لهذه الكلمات مدى حزم ومتانة المنظومة الأمنية التي أسست بشكل متناسق مراعية لجميع الحقوق والواجبات وعلى رأسها الحفاظ على مستوى الجاهزية الأمنية لمواجهة الإرهاب بجميع أشكاله.
إن التحدي الأبرز الذي يواجه الأجهزة الأمنية في المملكة هو الأحداث الخارجية التي تجري خلف قضبان الحركات الراديكالية والمنظومات الإرهابية والنظم السياسية الفاسدة، فالعمل الأمني لا يقتصر فقط على توفير الكادر البشري ومجموعة من الأدوات لتحقيق مستوى أمني مواكب ومتصدٍّ لهذه الجماعات، حيث وضعت مملكة البحرين نصب أعينها أن غرس روح الانتماء والمواطنة ضمن سلم الأولويات لبرامجها الإستراتيجية الأمنية، معتمدة على أحدث الوسائل الحديثة والعصرية المؤثرة في الجمهور، إلا أنه يتطلب أن يكون لتلك البرامج داعمون من قبل قادة الرأي في البحرين، ومنهم خطباء المساجد ورجال الدين وصولاً إلى رب الأسرة، حيث تمثل جميعها سلسلة متكاملة من الخطوات التي يمكن من شأنها الحد من عمليات التأثير على شبابنا، حيث إن الدولة ممثلة بوزارة الداخلية قد مدت يدها للجميع للمساهمة في تحقيق الأهداف المستقبلية وتوفير الأرضية المناسبة للأجيال القادمة لحمل تلك الأجندة والمواصلة عليها وتطويرها.
ومن الرسائل المضمنة في كلمة معالي وزير الداخلية، عبارة («المتخاذلون وعديمو الضمائر» لن يكون لهم مكان بيننا)، فهذه العبارة تمثل نقطة تحول في عملية الحزم بما يتعلق بالمعطيات التي دارت على الساحة المحلية، بمعنى أن وزير الداخلية شدد على أهمية أن يكون النسيج البحريني هو نسيج مبني على التعايش وعلى تحقيق السلم الأهلي، والترابط بين جميع مكونات المجتمع المحلي، ليعكس مدى حزم وإرادة المملكة للتصدي لجميع أشكال التهديد سواء الداخلية أو الخارجية وخاصة الجهات المعادية لمملكة البحرين.
وعلى الصعيد نفسه، لا بد أن نستذكر شهداءنا البواسل الذين رفعوا راية بلادنا حفاظاً على سلامة إقليمنا الخليجي والعربي من اعتداءات جماعات إرهابية تريد زعزعة أمننا واختراق بنائنا الوطني، إذ إن تضحيات الشهداء هي وسام يمثل لدى المواطن البحريني فخراً واعتزازاً بمملكتنا الغالية كونها جزءاً لا يتجزأ من الكيان العربي.
مهما عبرنا أو فاضت مشاعرنا تجاه هؤلاء الشهداء فإننا مقصرون بحقهم، لأنهم كانوا الدرع المنيع للمحاولات الانقلابية على مملكتنا الغالية، فهم سطروا للتاريخ نجمة بازغة في سماء العالم بمدى التضحيات التي قدموها للوطن ولشعبه، وإن تخصيص يوم للشهداء ليس كافياً فكل يوم يمر على المملكة من تحديات أمنية يكون رسالة من الشهداء ودافعاً لزملائهم بأن يواصلوا عزمهم للحفاظ على أمن البلاد وعروبته.
أيها المتخاذلون، وعديمو الضمائر، إن بلادنا حظيت بقيادة حكيمة وبرجال سخروا أنفسهم وأرواحهم فداء للوطن والذود عن ترابه الغالي، فكلمات معالي وزير الداخلية لم تأت إلا لإيصال رسالة مهمة لهؤلاء بأن المملكة لن تكون بأيدي من يعبث بأمنها ومصيرها السياسي، وأن سلاحها الأقوى هو وحدة الكلمة والصف، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يمد رجالنا البواسل بروح العزيمة والإصرار للحفاظ على مكتسباتنا الوطنية، وأن يرحم شهداءنا، ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.
* زاوية محلية:
هناك شكاوى تتعلق بالمحاكم الشرعية بوجود الكثير من القضايا التي تؤجل بخصوص النفقة، مع علمنا ويقيننا بان وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف رجل يدرك أهمية استعجال هذه النوعية من القضايا كونها تتعلق بالمستوى المعيشي للمطلقات، نتمنى من الوزارة إيضاح الجهود التي تتم حول فترة ومدة إصدار الأحكام بالقضايا الشرعية.
* رؤية:
عندما تكون الصحراء قاحلة لا يعني أنها لا تملك ما ينفع البشر، فيكفي أنها بصلابة سطحها تحمل في باطنها خيرات الطبيعة، فهذا هو الإنسان أحياناً تراه صلباً ولكنه يملك في داخله أحاسيس تذيب الصخور.