مجدداً تمضي إيران لتستهدف دول الخليج العربي بشكل عام، والبحرين بشكل خاص.
حديثهم هذه المرة مرتبط بالمجزرة الإنسانية الحاصلة في حلب، والتي ينفذها مرتزقة إيران من عصابات المجرم بشار الأسد، ومرتزقة «حزب الله» وقادة التنظيمات العسكرية الإيرانية.
هم يريدون إزاحة أنظار العالم عما يحصل هناك من أهوال تنتهك كل أعراف الإنسانية وحقوق الإنسان، وكل شيء يمت للإنسانية بصلة.
إيران بدل أن تواجه العالم وتعترف بما ترتكبه من انتهاكات صارخة، لا تصدر عن أناس لديهم دين أو ذمة أو ضمير، تواصل «هرطقتها» وتستهدف دول الخليج بالتصريحات العدوانية والاستفزازية.
هم يتحدثون عن انتصارات في حلب، وعلى مسمع ومرأى من العالم، في تفاخر حقير وضيع لا يصدر إلا عن مجرمين تجردوا من كل صفات البشر، بل صفات المخلوقات التي لا ينزع الله من قلبها الرحمة، والله حتى الحيوانات أرقى وأسمى نفساً من مجرمي خامنئي وبشار ونصر الشيطان.
العالم بأسره يبكي حلب، من الغرب والشرق، الأجانب قبل العرب، لكن ما النتيجة المنتظرة، هل سيظل أصحاب القرارات في دولهم يكتفون بالتصريحات المنددة فقط؟! هل ستظل الأمم المتحدة «تقلق» حتى آخر قطرة دم تراق في سوريا؟! هل «استعراض عضلات» مؤسسات حقوق الإنسان الدولية فقط يأتي على حساب البحرين ودول الخليج، بينما المجزرة الحقيقية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان واضحة وضوح الشمس في سوريا؟!
جربنا التنديد في فلسطين، فماذا كانت النتيجة؟!
تكلمنا بحرقة عن العراق، فماذا كانت النتيجة؟!
بكينا سوريا مرات ومرات، ولعنا سفلة الأرض من خامنئيين وأسديين، فماذا كانت النتيجة؟!
فلسطين ها هي رهينة للعدو الغاصب، مصير أهلها بيد أعدائهم، ومهما قاموا، فلا قوة لهم في وجه عدو مدجج بالسلاح ومؤزر بالحلفاء.
العراق تحول لولاية إيرانية، نفطه منهوب لصالح خامنئي، ومصيره مسلوب من أهله، وشعبه يعاني الأمرين، خيانة عملاء الداخل، واستعباد الرئيس الحقيقي لبلادهم.
واليوم سوريا تنقلب فيها المعادلات، فبعد أن بدأها بشار الجزار، وحول الأرض العربية لمستعمرة إيرانية تراق فيها دماء الشرفاء من أهل السنة، أظهروا لنا الدواعش ليحرفوا أنظار العالم عن أشنع وأبشع جريمة ترتكب في التاريخ الحديث.
أليس الادعاء اليوم بأن الجميع يحارب «داعش» التي صنعتها إيران والكتيبة الإدارية لنظام باراك أوباما، بالتالي لماذا يرسل خامنئي أزلامه ويسن الأسد سيوفه ليعملوا القتل في أهل حلب؟! أهم داعشيون، أم لأنهم من المعارضين لحكم المرشد الإيراني وخادمه الأسد؟!
ما حصل في حلب يأتي في وقت يستدعي تحرك العالم، وما يفترض أن يستفز القوى العالمية أكثر، هي تلك اللهجة الإيرانية الصفيقة التي تزيد في الغي والتهديد، فتتفاخر بجرائم الإنسانية في حلب، وتتوعد دول المنطقة بمثيلاتها، تؤكد ضلوعها في اليمن وارتباطها بالحوثيين ودعمهم بالسلاح والمال، وهي التي كانت تنفي ذلك وتعتبره اتهامات باطلة.
نظام خامنئي، المستعبد للشعب الإيراني في الداخل، والمستهدف لبلدان وشعوب عديدة في الخارج، أبرزها دول الخليج العربي، هذا النظام وصل لمرحلة تفرض على العالم أن يعلن بأن الجهة الأولى الراعية للإرهاب هي إيران، وليست تنظيم القاعدة ولا تنظيم «داعش» ولا حتى كوريا الشمالية بأسلحتها النووية وقائدها المثير للجدل.
إيران بنظامها الحالي «عجل الله في تمزيقه» مثلما مزق الفاروق عمر «حكم كسرى» بدعوة من رسولنا الكريم، إيران هي الإرهاب بعينه، وخامنئي هو «الدجال الأعور» لهذا الزمن، وأزلامه وعملاؤه هم أعداء الأمتين العربية والإسلامية، بل الإنسانية جمعاء.
السكوت على هذا الإرهاب ليس مؤشراً إيجابياً أبداً، الاكتفاء بالتنديد والشجب أدوات عفى عليها الزمن، ولم تعد أبداً تحتسب على أنها «تأدية واجب» بل باتت تؤكد السلبية والضعف والقبول بالوضع الراهن.
لو أراد العالم أن يوقف المجزرة الحاصلة في حلب لأوقفها، أولم يتم نسف العراق وقتل صدام وبمبرر اتضح بعد سنوات أنه خيالي ولا وجود له؟! فكيف لا يحصل نفس الأمر في سوريا، والأدلة واضحة والجرائم مثبتة؟!
ما يحصل في حلب ليس عاراً فقط في جبين الأمة العربية والإسلامية، بل هو عار بحق كل شخص في هذا الكوكب يقول إنه مع حقوق الإنسان وضد الظلم والإرهاب.