إنه إفلاس أخلاقي، لقد أفلس المجتمع العربي والمجتمع الدولي أخلاقياً.. نعم فسقوط حلب يبين هذا الإفلاس.. فالجريمة واضحة والمجرم معروف، ومع ذلك لا المجتمع الدولي ولا المجتمع العربي حرك ساكناً، وكل ما يفعلانه هو عقد اجتماعات للدبلوماسيين وعقد لجان طارئة، وهو الأمر ذاته منذ بداية الثورة السورية ولم يغير الأمر شيئاً في مسار الأحداث. وقد نشرت 25 منظمة غير حكومية من غازي عنتاب التركية بياناً نددت فيه بما أسمته «الإفلاس الأخلاقي للمجتمع الدولي». وتلك المنظمات وهي على خلاف الدول الكبرى تقوم بشيء مفيد لسوريا، فهي المنظمات التي تعمل بشكل دؤوب على إيصال المساعدات للناس. وقد قالت تلك المنظمات التي تؤمن مساعدات إنسانية لأكثر من خمسة ملايين سوري إن «دخول النظام مدعوماً بالجيش الروسي والميليشيات يكشف الفراغ والعجز والإفلاس الأخلاقي للمجتمع الدولي».
ولكن قبل أن نندد بالمجتمع الدولي، يجب أن لا ننسى أن سوريا بلد عربي وهي مسؤولية عربية، قبل أن تكون مسؤولية دولية وقد ذكرت في مقال سابق كتبته عن الحبيبة حلب، أن تخاذلنا جعل من أزماتنا، ورقة يساوم عليها الدب الروسي، العم سام. لماذا تركنا مصير حلب للروس وللأمريكيين وللميليشيات المسيرة من قبل إيران. أعود وأسأل أين العرب؟
ماذا ينقصنا للإمساك بزمام الأمور بين أيدينا؟ ماذا ينقصنا لتشكيل قوة عربية مشتركة تواجه الميليشيات العميلة لإيران؟ لماذا نترك هذا السرطان ينخر في جسمنا العربي ونتركه ينتشر في سوريا؟ أليس لدينا المناعة لمواجهته؟ أليس لدينا القدرة على استئصاله؟ أليس لدفاعنا الجوي المستورد من أمريكا ذي التكنولوجيا المتطورة القدرة على إسقاط المقاتلات الروسية البدائية؟ ماذا ينقصنا؟ أخبروني، ماذا ينقصنا؟
الروس يفزعون حينما يقوم العرب بالمناورات العسكرية، فلماذا لم نأخذ المبادرة لإنقاذ سوريا؟ لماذا تركنا حلب ليستأثر بها المجرمون؟
لقد نددت المنظمات غير الحكومية التي تساعد الشعب السوري، بالمجتمع الدولي، أما أنا فأندد بالمجتمع العربي، لأن حلب قبل أن تكون مسؤولية دولية، فهي مسؤولية عربية.