مشروعان لا بد أن تعزل «المجموعة الانقلابية» عنهما، مشروع الوحدة الوطنية والمصالحة ومشروع تعزيز وجود قوى سياسية معارضة.
هذان مشروعان وطنيان بجدارة ويجب دعمهما وبقوة ونشد على يد الدولة إن هي تفكر كدولة أن تعمل على تهيئة الأجواء لهما، فهو تفكير ذكي واستباقي.
إلا أنه بالرغم من أن الوقائع والشواهد والحقائق والمعطيات تؤكد حقيقة المشروع الإيراني التوسعي في الدول العربية والذي يعتمد على عملائه فقط لا غير في تلك الدول وعلى تسهيلاتهم التي يقدمونها لإيران، وبالرغم من معرفتنا بمجموعة العملاء فرداً فرداً في البحرين وفي بقية دول الخليج، إلا أنه مازالت المحاولات تتم للالتفاف على ما حصل للبحرين ونجونا من مخططه، معتقداً أن الموضوع انتهى وطويت صفحته، فتعمل على تسويق جديد لوجوه الانقلاب وإعادة نشرهم من أجل مشروع «المصالحة الوطنية» أو فقط كي يقال إن عندنا «معارضة» ونحن بلد ديمقراطي!!!!
من يعتقد أن طريق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية لا بد أن يتم عن طريق إعادة تبييض وجوه عملاء إيران، أو إعادة تسويقهم من جديد فهو إما ساذج ويستغله هؤلاء استغلالاً يخدم أجندتهم، وإما شريك معهم.
لأن من يظن أن الطريق للمصالحة والوحدة الوطنية بين مكونات الشعب البحريني لن يتم إلا عبر مجموعة «باقون حتى يسقط النظام» فهو لا يعرف البحرين وأهلها ولا يعرف سنتها وشيعتها، فهو بسذاجته يظن أن تلك المجموعة هي «الشيعة» وأن شيعة البحرين ممثلون في تلك المجموعة، فإن تصالح السنة مع تلك «المجموعة» سادت الوحدة الوطنية وتحقق الوئام بين سنتها وشيعتها وأغلق ملف الأجندة الإيرانية ومشروعها التوسعي ورضت عنا الخارجية الأمريكية وباركت خطواتنا!!
كيف نعيد أخطاءنا ونستنسخها من جديد بهذه السذاجة، تلك الوجوه منحت العفو ومنحت الفرصة وأفسح لها المجال بلا قيود وسخرت كل تلك الأدوات لمشروعها، كيف أعيد من جديد تسويق أي اسم ارتبط بـ«باقون حتى يسقط النظام» وهو مشروع إيراني بجدارة؟
الخلوات التي تنعقد لإعادة تسويق «باقون حتى يسقط النظام» مشروع فاشل سيلفظه الشعب البحريني قبل أن يفتح فمه.
نجاح المشروعين «المصالحة وتشجيع القوى السياسية» –إن كانت هناك جدية- لابد أن يبتعد ابتعاداً تاماً عن تلك المجموعة ومثله كذلك يبتعد ابتعاداً تاماً عن المتملقين المستفيدين الذي يشيعون الأجواء الاحتفالية لتفخيم وتضخيم مبادراتهم، فالاثنان ثبت فشلهما.
المشروعان بحاجة لمبادرات شبابية وجوه لم تصعد على منصة «باقون حتى يسقط النظام» واحترقت ولفظها المجتمع البحريني، مشروع يستند على عروبة البحرين أولاً وعلى الإقرار بعداء إيران لهذه العروبة ثانياً، مشروع يبعد الدين كمعتقدات ويتركها للمواطن وربه، مشروع يخلص شبابنا البحريني من الولاءات الخارجية كالولي الفقيه أو المرشد العام ويعيد الولاء للعلم والدستور البحريني، مشروع يطلق مبادرات تقف على ثوابت وطنية دستورية، مشروع يفتح باب الجامعات والمعاهد والأندية للنقاش حول تلك الثوابت التي عبثت بها تلك المجموعة، مشروع يعيد تأهيل الهوية البحرينية الجامعة لكل الأطياف.
لا أحتاج لأيرلندي يعلمني كيف أتعايش بين السني والشيعي لا أحتاج إلى وفود تقدم الولاء نهاراً وتخذلني وتصمت عن قول الحق وتتهرب منه ليلاً، لا أحتاج إلى أن ترضى أمريكا عن مبادراتي المعلبة والمستوردة، لا أحتاج أن أستورد «كاتلوج» المصالحة من أحد، أحتاج أن أنزل للواقع، للشارع المختطف، وأخلص أبنائي من غول «المرشدين» وأعيدهم لهويتهم الأصلية، أحتاج أن أفتح المجال للشباب كي يعبروا أولاً عن استيائهم إن وجد على الأداء الحكومي دون ملاحقة وتضييق، هذا إن شئت أن أفتح المجال لتشكل قوى سياسية معارضة بديلة عن الوجوه التي احترقت.
هذه أفكار أولية جادة لمن يريد حقاً مصالحة وطنية ووحدة وطنية وفتح المجال لقوى سياسية وطنية تعمل ضمن الإطار الدستوري، بدلاً من محاولات إحياء العظام وهي رميم!!