يقولون في الأمثال، «لكل امرئ من اسمه نصيب»، أي وجود قاسم مشترك بين الاسم وصاحبه. وإن كنت لا أتفق كثيراً مع هذا المبدأ، إلا أنه أحياناً كثيرة يصدق المثل أو المقولة وتثبت صحتها. وعند ثبوتها يبقى الأمر نسبياً ومرتبطاً بحالة فردية، وأفضل الفرديات عندما تتحول إلى حالة نموذجية.
فمن يعرفني جيداً يعلم أنني بطبعي لا أقدم المجاملات الزائدة عن معدلها الطبيعي، لأنني أرفض أساليب التزييف والتزليف ولكن «كلمة الحق» لا بد أن نكون لها ناطقين.
الأمر بالمختصر هو حصول وزير شؤون الشباب والرياضة الشاب «هشام بن محمد الجودر» على وسام البحرين بناء على الإرادة الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.
يأتي هذا التكريم لهذا الوزير الإنسان بطبعه وأخلاقه، وإشرافه بنفسه على ترجمة الهدف الذي يعكس رؤية قيادتنا الغالية «شباب بحريني الهوية عالمي العطاء» حيث نسعى جميعاً متعاونين، متضامنين ومتحدين إلى تطبيقه لكم ومعكم وبكم، لذا فمن المعيب أن نكون لإنجازات هذا الوزير من الغافلين.
فقد استطاع أن يكسر بعزيمته كل الصعاب التي تحول دون جعل «المنامة عاصمة الشباب العربي»، وأن يتمكن بطبيعته وتفاعله الإيجابي من اكتساب محبة الشباب البحريني له دون استثناء.
ثم السؤال الآخر الذي يطرح نفسه: هل يعتبر هذا الوزير الشاب، الشخص المناسب في المكان المناسب؟ من معرفتي المتواضعة فقد تدرج في عدة مناصب تعنى بالشباب خلال فترة لا تقل عن 14 عاماً. عايش الشباب وتوجهاتهم وتعرف على طموحاتهم عن قرب ونفذ المشاريع والبرامج التي ساهمت بصقل مهاراتهم العلمية والإبداعية وعمل على تذليل الصعاب لهم، وبنى الجسر الذي يربط ما بين الشاب البحريني والثقافات الدول والشعوب الأخرى. والإنجازات العديدة التي قام بها تشهد على ذلك.
أستاذي، أخاف مدحك فيتم النقمة عليّ ويعتبرني أصحاب النفوس الضعيفة أنني أنتمي لخانة المنافقين. ولكني أدين لك بأكثر من درس وإن استرجعتهم الآن في ذاكرتي وشاركتهم القراء الأعزاء لعرفنا جميعاً ما هو السر وراء نجاحك المتميز، دروس لا يمكنني التغافل عنها.
أولاً مبدؤك والذي يتسم بحسن الظن حيث قلت لي «أحسني الظن بالناس يا ميّ كأنهم كلهم خير.. واعتمدي على نفسك كأنه لا خير في الناس..»، وفي مرة ذكرت لي الحديث القدسي «يا ابن آدم لو اجتمعت الأمة على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»، والذي يمثل عقيدتك، وقناعاتك المبنية على مبدأ إلهي، وهو «تبينوا».
ولا يمكنني أن أضيف يا أستاذنا العزيز سوى أنك «إنسان بمرتبة وزير». وفقكم الله العلي القدير لما فيه خير وصلاح شباب الأمة الذين هم الركن الأساسي وعمود كيان إنجازاتها المتقدة، والمسيرة لم تنتهِ بعد.