في بادرة جديدة، أعلنت جامعة الخليج العربي عن فتح باب التسجيل لدراسة مجال إدارة الابتكار، وقد لفت نظري شخصياً اسم التخصص، ودار في بالي عدد من الأسئلة، فما هو الابتكار؟ وكيف ستكون مخرجات هذا التخصص الجديد كلياً في سوق العمل ليس البحريني فحسب، إنما سوق العمل الخليجي والعربي؟ وبالطبع قادني الشغف للبحث حول هذا التخصص، حتى أصبحت اليوم أحد الطلاب المنتظمين فيه، حيث أقنعني عميد الدراسات العليا ورئيس قسم الابتكار بأهمية هذا التخصص لاسيما في ضوء التنمية التي تنشدها دول مجلس التعاون ورغبة دول مجلس التعاون في سن استراتيجيات جديدة تعتمد على التنوع في الدخل وابتكار خطط جديدة في هذا المجال، وقال لي واصفاً هذا البرنامج التعليمي في الدراسات العليا «إن الابتكار جزء من الاستراتيجية العامة لجميع دول الخليج دونما استثناء، وإن توفير بيئة مبتكرة ستكون مسؤولية أبناء شعوب الخليج، وأنتم الأولى بداسة هذا التخصص الجديد على المنطقة والذي سيساهم في نهضة الدول الخليجية وشعوبها».
لم أحتج إلى وقت طويل لكي أؤمن بما قاله لي المسؤولون عن تخصص الابتكار، حتى بدأت أرى الاهتمام بالابتكار حاضراً في عدد من دول الخليج بشكل عام وفي البحرين بشكل خاص، على جميع الأصعدة والمجالات، ولعل احتضان سمو الشيخ خالد بن حمد لملتقى «#لنصنع_ الابتكار»، وهو ملتقى شبابي جامعي يعنى بالاهتمام بالابتكارات الطلابية ومشاريع تخرجهم هو دليل واضح على اهتمام مملكة البحرين بمجال الابتكار.
هذا الملتقى الرائد الذي يحتضن بحوث الطلبة ومشاريع تخرجهم هو مشروع مهم جداً، فوجود مراكز أبحاث هو أحد أهم أساسات وجود ابتكارات في أي مجتمع. وقد تحدث عدد من الوزراء في هذا الملتقى الرائد وأوضحوا أنهم جميعاً مهتمون بابتكارات الطلبة، وأكدوا وجوب احتضان هذه الابتكارات وتطويرها والاستفادة منها لكي يكون مجتمعنا مجتمعاً مبتكراً، فهل سنشهد في القريب العاجل تطوير مستدام مبني على ابتكارات وبحوث كتبت وتشكلت بأيادي بحرينية؟ وهل سنشهد وجود مراكز أبحاث علمية تهتم بهذه الابتكارات؟
«#لنصنع_ الابتكار»، هو ليس مجرد ملتقى بل هو ثقافة وتأسيس رائع لثقافة الابتكار لتنمية مجتمعاتنا الخليجية، ونأمل في أن نرى ابتكارات هؤلاء الطلبة المبدعين تؤثر بشكل إيجابي في حياتنا، وأن تلاقى الاحتضان والدعم. ونأمل في أن يكون هناك مركز ابتكار باسم صاحب السمو الشيخ خالد بن حمد للابتكارات البحرينية، كما نأمل في أن تكون هناك إدارات للابتكار في عدد من المجالات الحيوية في البحرين، كالابتكار في مجال الطاقة، أو الابتكار في مجال السياحة، أو الابتكار في مجال المواصلات، أو الابتكار في الخدمات الإلكترونية، على غرار ما هو موجود في دولة الإمارات العربية المتحدة.