إن النجاح والنمو الهائل الذي حققته العديد من الشركات اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، لفت الانتباه لممارساتها الإدارية ودفع الكثيرين إلى مقارنتها بالإدارة الأمريكية التي كانت تتباهى وتزهو بإنجازاتها ومنهجها، وفي الجزء الثاني من المقال نستكمل استعراض بقية الفروق بين الإدارتين، على النحو التالي:7- العائد: تركز الشركات الأمريكية على العائد والاستثمار «ROI» أو النتيجة النهائية. وقد لا تركز بجدية على كيفية تحقيقه حيث تنفق الشركات الأمريكية وقتاً أقل لتأسيس عملياتها، بينما تركز المنظمات اليابانية بالإضافة «للعائد على الاستثمار» على كيفية الوصول إلى أعلى نسبة منه. على سبيل المثال، فإنها تقيم كيفية إنشاء عمليات للمشروع بحيث تعتبر تكلفته أو قيمة إنشائه ضمن مجموع التكاليف.8- المحاسبة الإدارية والرقابة: نظم المحاسبة والسيطرة اليابانية خاضعة لاستراتيجية الشركة، وتستخدم أساساً للتأثير على سلوك الموظفين. أما في الإدارة الأمريكية فاستخدام نظم المحاسبة والرقابة بشكل أساسي يكون لإبلاغ الإدارة بأداء الشركة.9- التخطيط والتطوير: في الإدارة اليابانية، يستند التخطيط والسيطرة على منهج التدفق من أسفل إلى أعلى حيث تشارك أقل الرتب الإشرافية والعمال في وضع الأهداف والتطوير، ورصد أكثر ردود الأفعال، والبحث الحثيث عن التغذية الراجعة عند تنفيذ هذه الخطط. في الإدارة الأمريكية يستند التخطيط والتطوير والرقابة على منهج عكسي من «أعلى إلى أسفل»، حيث تضع الإدارة العليا الموازنة والخطط ويتم إرجاع الموازنة المالية إلى أسفل أو بعبارة أخرى دحرجتها إلى أسفل داخل المنظمة لمراجعته.10- توجهات الاستثمار: يعتمد اليابانيون في القرارات على تحديد جدوى استثمارهم على المنظور طويل الأجل، حيث يتم التركيز على النمو، وزيادة احتياجات حصة مؤسساتهم في السوق، والمرونة وخدمة العملاء. ويتم اتخاذ القرارات باستخدام نهج «ناماواشي Namawashi»، الذي يتضمن مزيداً من المشاركة من قبل مديري المستويات الأدنى. على الجانب الآخر في الشركات الأمريكية يرتكز قرار تحديد اتجاهات الاستثمار على الآثار المالية في المدى القصير والبحث عن العوائد السريعة، وتقنيات اتخاذ قرارات الاستثمار الأمريكية التقليدية، ولا تعتمد بشكل كاف على العوامل غير الملموسة التي تؤثر على الوضع التنافسي في المدى الطويل للشركة. بالإضافة لذلك يعتمد اليابانيون على استغلال أفضل للعلاقات المتبادلة بين وحدات الأعمال لتحقيق - أو الحفاظ على - ميزات تنافسية وعلى استراتيجية أفقية لتنسق قرارات الاستثمار عبر مجموعة كبيرة من الانقسامات تكون مترابطة كـ «وحدات».ما ذكر أعلاه وفي الجزء الأول من المقال، بعض من أهم الفروق وهي كثيرة بين النهجين في الإدارة، اللتين أثبتتا بالتجربة والنتائج نجاحهما. المؤكد أن الإدارة اليابانية نجحت في أن تستلهم روح شعبها وثقافته وأن تنطلق لتحقق نهجاً رائعاً ومميزاً في إدارة المنظمات شكل ندية حقيقية للإدارة الأمريكية، ومن ثم بدأت الأخيرة تقتبس وتتعلم منه. ونحن على يقين أننا نمتلك أسساً صلبة نقدمها للعالم عن إدارة عربية متميزة تنتشل مؤسساتنا من حالة التكلس والجمود والاسترزاق الطفيلي على المناهج الإدارية للآخرين، ولعلنا نتناول ذلك في مقالات قادمة.* استشاري تطوير أعمال وقدرات بشرية
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90