لم يوفق الجهازان الإداري والفني للمنتخب الوطني لكرة اليد في اختيار توقيت إبعاد النجميين جعفر عبدالقادر وصادق علي من قائمة المنتخب الذي يستعد لخوض نهائيات كأس العالم التي ستقام في فرنسا خلال يناير المقبل، وهما اللذان أسهما مساهمة كبيرة في انتصارات المنتخب في العديد من البطولات وآخرها البطولة الآسيوية التي احتل فيها منتخبنا الوصافة لأول مرة وتأهل بالتالي إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة.
نعلم بأن اختيار قوائم المنتخبات الرياضية يكون من مسؤولية الجهاز الفني بالدرجة الأولى، ونحن نقف مع هذه القاعدة ولا نعترض عليها، ولكن لكل قاعدة استثناءات وهنا كان يستوجب أن تتدخل هذه الاستثناءات لوقف قرار الإبعاد بحق هذين اللاعبين المتميزين في أدائهما الفني والبدني وبما يمتلكانه من خبرة دولية نحن في أمس الحاجة إليها في مثل هذه البطولات الكبرى، خصوصاً وأن ظهورهما بمستويات متميزة في الآونة الأخيرة يشفع لهما بالتواجد مع الفريق، بدلاً من التسرع في اتخاذ قرار إبعادهما من القائمة دون ذكر المسببات، الأمر الذي أدى إلى ردود أفعال سلبية في الوسط الرياضي الذي اعتبر قرار الإبعاد بمثابة المفاجأة والصدمة لهذين اللاعبين اللذين يقتربان من نهاية مسيرتهما الدولية وكانا ينتظران أن تكون النهاية سعيدة من خلال الاستحقاق العالمي!
اتحاد كرة اليد من الاتحادات التي عودتنا على النهج الإداري المثالي في تعاملها مع لاعبي المنتخبات الوطنية، ولعل العملاق الأسمر سعيد جوهر وعميد حراس المرمى محمد أحمد في مقدمة الأمثلة على هذا النهج الذي كنا نتمنى أن يشمل النجمين جعفر وصادق لكونهما يشكلان قامة من قامات كرة اليد البحرينية والخليجية...!
إن الإبقاء على اللاعبين جعفر وصادق مع المنتخب لم يكن ليحسب من باب المجاملة لأنهما أساساً من أعمدة المنتخب في استحقاقاته الأخيرة ولايزالان يقدمان أداء متميزاً، وهو ما ظهر عليه جعفر عبدالقادر في المباراة التجريبية المحلية الأخيرة أمام المنتخب السعودي، ولذلك أتمنى ألا يتسلل اليأس والإحباط إلى نفوس اللاعبين نتيجة لهذا القرار الذي تم في توقيت غير موفق من الجهازين الإداري والفني للمنتخب، وأن يستمرا في تقديم أدائهما المميز فيما تبقى من مسيرتهما في ملاعب كرة اليد المحلية أو الخليجية لكي يكون ختام مشوارهما مسكاً.