تربينا منذ نعومة أظافرنا على حب القيادة، وكأن هذا الحب هو حب فطري، حيث نكبر ويكبر معنا هذا الحب، مثله مثل حب الوطن وحب الوالدين، ومعظم الدراسات الأجنبية تجاهد من أجل الوصول إلى تحليل منطقي لتحليل علاقة الشعوب الخليجية بحكامها، وتحاول تشويه صورة هذه العلاقة من خلال اختلاق مصطلحات سياسية محرفة كـ«الإذعان السياسي»، أو «الطاعة العمياء»، للشعوب لحكامهم.
ولكن الحقيقة لخصها رئيس تحرير صحيفة «الوطن» والكاتب يوسف البنخليل في إحدى كتاباته عندما قال إن هناك نسقاً اجتماعياً في مجتمعات الخليج يتحكم في علاقة المواطنين بالحكام، يتمثل في الإذعان الطوعي المتوارث جيلاً بعد آخر، المدعوم ببيئة دينية تشجع ديمومة الحاكم حفظاً لاستقرار المجتمع، ووقاية للصراعات التي تعد أشد فتنة من القتل.
وهذا النسق متوارث طوعياً بين الأفراد، ومن يحاول المساس به فإنه يواجه مقاومة مجتمعية عفوية من الأفراد وليس من الحكومات أو النخب، لذلك تفشل جميع محاولات التغيير، والتاريخ شاهد على ذلك.
وبعيداً عن الكلمات والمصطلحات السياسية، فإن جل ما أفقه في مجال علاقة الشعب بالحكام على مستوى الخليج بشكل عام وعلى مستوى البحرين بشكل خاص هو «الحب» المتبادل بين القيادة والشعب، حيث إننا نتربى على حب قادتنا، وهو نوع من التلاحم الرائع الذي يجعل من الدولة دولة محصنة داخلياً بسبب التفاف الشعب حول قيادته، ولهذا نشعر بالفرح عندما نرى قادتنا في أي محفل، وتدخل البهجة إلى نفوسنا، ونشعر بالفخر عندما يحقق قادتنا أي منجز حتى ولو كان هذا المنجز على المستوى الشخصي، وهذا بالضبط ما شعر به الشعب البحريني المخلص عندما طالعتنا وسائل الإعلام بنجاح النتائج الطبية التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر، فقام جميع شعب البحرين بالدعاء والتضرع إلى الله حيث إن صاحب السمو الملكي عمود من أعمدة هذه الدولة، وشعب البحرين المخلص يقدر لسموه كل الجهود التي يقوم بها في سبيل تنمية الوطن والمواطن.
فحفظ الله خليفة بن سلمان وأمد في عمره وأسبغ عليه وافر الصحة والعافية.