في كل عام أنبهر بالاحتفال الوطني «البحرين أولاً»، الذي يقام برعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وبتنظيم مشرف من وزارة التربية والتعليم. ولكني أعتقد أن النسخة العاشرة منه أتت مختلفة عن باقي النسخ التي لا أستطيع وصفها إلا بـ«الرائعة».
فهذه النسخة أوضحت إنجاز وزارة التربية والتعليم على أكثر من صعيد، سواء على صعيد التطور في العملية التعليمية، وخصوصاً ما يخص مقررات الرياضيات والعلوم، وحصول البحرين على المركز الأول عربياً في امتحانات «Timss»، وتطوير مناهج الثقافة العددية والتمكين الرقمي. وإضافة إلى كل ما ذكرته من إنجازات في مجال المسيرة التعليمية، هناك ما شد ولفت انتباه الجميع وسرق الأضواء فعلاً في هذه الفعالية الوطنية، ألا وهو المشروع الوطني الإنساني في دمج الطلبة من ذوي الإعاقة مع قرنائهم الطلبة، هذا المشروع الذي يستحق أن نرفع له القبعة وننحني أمام سمو رفعته وإنسانيته.
وأنا أتابع هذا الحدث الوطني الرائع شدني وجود ذوي الإعاقة، ليس هذا وحسب، بل مشاركتهم الرائعة التي لامست أفئدتنا وكلماتهم الصادقة التي وجهوها لحضرة صاحب الجلالة، عاهل البلاد المفدى، الذي أبدى جلالته تعاطفاً وفخراً وعزة بمشاركة الطلبة من ذوي الإعاقة في هذا المحفل الوطني.
إن هذه الاحتفالات تعزز الوطنية وهي رافد يجب ألا ينضب لما له من أهمية في غرس قيم المواطنة لدى أبنائنا الطلبة، فمشاركة الطلبة في مثل هذه الفعاليات الوطنية تعمق لديهم مفهوم المواطنة. فما أجمل أن نسمع الطلبة وهم يهتفون «البحرين أولاً.. البحرين أولاً..»، وكم هو جميل أن نسمعهم وهم يهتفون وتتعالى أصواتهم «عاش الملك.. عاش الملك..».
وكم هو جميل منظر أبنائنا الطلبة وهم يتغنون في حب البحرين ويحتفون برؤية قائدهم حضرة صاحب الجلالة.
إن للأطفال قلوباً لا تعرف الكذب أو النفاق، وهم أروع صورة من الممكن أن تصور حب المواطنين لوطنهم ولقيادتهم، وها نحن نرى الأطفال يرتجلون كلمات الحب والولاء للبحرين وللقيادة وها هم يعبرون عن سعادتهم المفرطة برؤية صاحب الجلالة.
ومن المشاهد التي لفتت انتباهي أيضاً الفيديو الذي انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي للطفلة مريم التميمي، وهي طفلة من ذوي الإعاقة، وقد شاركت في فعالية «البحرين أولاً»، والتي عبرت عن أمنيتها بالسلام على صاحب الجلالة، فمن ذا الذي لا يتطلع إلى السلام على مليكنا الغالي الذي نحمل له في القلوب محبة عظيمة.
شكراً جزيلاً لوزارة التربية والتعليم على هذا العمل المتقن والمستمر في سبيل تعزيز المواطنة لدى الطلبة، والشكر الأكبر على مشروع الدمج الذي جعل ذوي الإعاقة يندمجون في المجتمع متحدين إعاقتهم، هذا المشروع الرائد والذي يهدف إلى دمج وإشراك وزيادة فعالية ذوي الإعاقة.