بداية وقبل أي شيء، لا بد من تذكير الناس أن ثقتهم بوزارة الداخلية البحرينية يجب أن تكون مطلقة، وهذا الأمر راجع لأسباب عدة.
أولها، حجم المسؤولية التي تضطلع بها في مواجهة مخططات منظمة تقف وراءها جهة خارجية تكن لنا العداء الدائم، ولها في دول عديدة وليست في البحرين فقط أذرع وعملاء وخونة داخليون.
ثانياً، لولا جهود وزارة الداخلية ووزيرها ورجالها في التصدي للإرهاب لانفلت الأمن الوطني، ولانقلبت حياة البشر، وفي سبيل ذلك فقدنا عديداً من شهداء الواجب رحمهم الله، وتعرض مئات لإصابات متباينة بين بليغة وأقل مستوى.
ثالثاً، هناك إحصائيات وأرقام عديدة تبين نجاح وزارة الداخلية في الكشف عن أوكار إرهابية، ومستودعات أسلحة، وضبط عمليات تهريب بحرية قادمة من إيران، أو محاولات هروب إرهابيين لها.
وعليه، أنا كشخص أقدر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأقارن حجم ومستوى نجاح الجهاز الأمني في عديد من الملفات بحالات محدودة تحصل بسبب ظروف معينة، وتكون مسؤولية الوزارة بالتعامل الفوري المباشر معها، وغالباً ما تنجح في احتواء الموضوع ومعالجته.
أكتب هذا الكلام لأن قناعتي راسخة بأنه من الخطأ توجيه النقد القوي لوزارة تتحمل الكثير من المخاطر والمسؤوليات الأمنية الجسيمة بطريقة تهز صورتها وتهز ثقة الناس فيها، إذ الدورالمطلوب مني كمواطن هو التضامن معها والتعاون معها، فالنقد أمر سهل جداً، ومثل هذه المواضيع جوانب النقد فيها متاحة وبشكل واسع، ويمكنني وأنا جالس في بيتي أن أكتب معلقات أنتقد فيها أو أقترح معالجات وكأنني متخصص أمني، أو أن أطالب بكذا وكذا، في حين أن المشهد الواقعي أكبر من ذلك كله، والجهد المبذول قد نعجز عن مقارعته نحن لو كنا في موقع المسؤولين عن الملف الأمني في البلد.
بالتالي، موضوع الأمس بشأن ما حصل في سجن جو، رغم افتقارنا لكافة تفاصيل الحادثة، وهو أمر بديهي كونه يخص مسألة ترتبط بالأمن القومي، موضوع يفرض علينا بيان ثقتنا المطلقة في جهازنا الأمني، والجزم بقدرته - كما حصل في مرات سابقة - في القبض على الإرهابيين والمجرمين ومن يقف وراءهم، خاصة وأن العملية تبين وجود تخطيط مبرمج للمسألة تقف وراءه بشكل واضح الخلايا الانقلابية الإيرانية، ولو تمت المسألة كما يخططون له لوجدتموهم قد هربوا بحراً لإيران التي ينفون ارتباطهم بها.
عموماً ثقتنا بوزارة الداخلية كبيرة، فواضح أن ما يواجهونه مسألة أكبر من كونها حادثاً اعتيادياً.
لكن في جانب آخر، مسألة الاعتداء على السجن والتي أسفرت عن سقوط شهيد جديد من رجال أمننا البواسل، مسألة تعاطت معها وسائل إعلامية عالمية حتى، كثير منهم أشار للعمل بوصفه فعل إرهابي قام به إرهابيون والمستهدف به تحرير إرهابيين ومجرمين.
مثل هذه الأمور تبين للعالم حجم الاستهداف الإرهابي الذي تعاني منه البحرين، وحجم الضلوع الإيراني لنظام خامنئي في دعم الإرهابيين وصنع الخلايا النائمة وتجنيد الخونة وإمدادهم بالسلاح، وحتى دعم جمعيات انقلابية استماتت وهي تنفي ارتباطها بالولي الفقيه الإيراني، وتدعي أن حراكها نابع من رغبتها بمزيد من المكاسب الديمقراطية، وأحد الأدلة بأن أحد المعارضين وهو نائب لرئيس جمعية معارضة انقلابية هو هارب الآن في إيران، ويصرح ويتحدث منها، وهو كان ينفي ارتباطه وجمعيته وعناصرها بإيران.
دعوا العالم ينظر لحجم الإرهاب الذي يستهدفنا، حتى لا يخرج علينا بعدها أحد يرتدي لباس حقوق الإنسان ويتفلسف على إجراءات الدولة الأمنية، ويدعوها لإطلاق سراح الإرهابيين المحكومين والمثبتة عليهم التهم بالأدلة، انظروا لأي مستوى وصلوا.
أخيراً ندعو لجهود وزارة الداخلية أن تكلل بالتوفيق وهم أهل لهذه المهمات الصعبة، تعاونوا معهم وادعوا لهم بالتوفيق وشدوا من أزرهم، إذ من الاستحالة لدي أن أقلل من جهود ومسؤولية جهة في آلاف المرات اجتهدت وضحت بأرواح لأجل أن تضمن للبلد وأهله العيش في سلام وأمان.
وفقكم الله ورد كيد الخونة والانقلابيين في نحورهم.