عبر رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات المسلحة الأردنية الفريق الركن محمود فريحات عن قلق الأردن من تقدم فصائل «الحشد الشعبي الشيعية» في اتجاه مدينة تلعفر في العراق، محذراً من إمكانية إقامة حزام بري يصل إيران بلبنان إن استمر تقدمها في اتجاه الحدود السورية.
لسنا وحدنا كدول خليجية من يعرف أن الحشد الشعبي يعني إيران وإيران تعني الحشد الشعبي، فالأردن صرح بقلقه من تقدم قوات الحشد الشعبي اتجاه الحدود السورية، لأن ذلك يعني تقدم إيران فعلياً على الحدود مع لبنان ومع الأردن.
الأخطر من كون تلك القوات إيرانية قلباً وقالباً، حين تتورط دولة حليف كالولايات المتحدة الأمريكية بعمليات قذرة كالتي تتولى القيام بها فصائل من ذلك الحشد، حين تقوم قوات أمريكية بتدريب تلك التنظيمات الطائفية المرتبطة بإيران، فذلك يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت متورطة مع إيران في تهديد أمن دول الخليج وغارقة أكثر في المستنقع الطائفي.
تلهف إدارة أوباما في أيامها الأخيرة على إحراز أي تقدم لها في «الموصل» ينسب لها فضل القضاء على داعش قبل مغادرة البيت الأبيض، وخوف أوباما من أن يترك هذه الفرصة لترامب وإدارته جعله يشيح بوجهه عن نصائح جنرالاته العسكريين بعدم التورط مع «الحشد الشعبي» فأمر بتدريب وتسليح الحشد الذي حذرت الأردن ودول الخليج منه.
ذلك ما كشفت عنه صحيفة لوس أنجلوس تايمز مؤخراً في عددها بتاريخ 14 ديسمبر «عن بدء القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق في تسليح وتدريب المئات من المقاتلين المنتمين لميليشيات شيعية معروفة تاريخياً بعلاقاتها بإيران».
وأشارت إلى أن «الميليشيات الطائفية يجري تدريبها لعملية استعادة مدينة الموصل العراقية، وفي الوقت الذي مازال فيه مستقبل الموصل غير واضح، فإن هذا الجهد التعاوني من المتوقع أن يقوي القوات الشيعية عسكرياً وسياسياً».
وأضافت أن «الولايات المتحدة زودت عناصر تلك الميليشيات بمئات البنادق والتدريب خلال الأسابيع الأخيرة، في مؤشر على مستوى جديد من التعاون، على الرغم من تحرك المسؤولين العسكريين الأمريكيين سريعاً للتقليل من شأن ذلك، من خلال الحديث عن أن المقاتلين الحاليين المدربين لا تربطهم علاقات بمجموعات مدعومة من إيران والتي استهدفت الأمريكيين في الماضي.
وعلى الرغم من تأكيد متحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد جون دوريان عن أن من ينضمون للتدريب يتم فحصهم أولاً لضمان عدم ارتباطهم بميليشيات ملوثة أيديها بدم أمريكيين أو على صلة بالحكومة الإيرانية، إلا أن مسؤولين أمريكيين اعترفوا بصعوبة الفحص الكامل لكل أفراد الميليشيات، كما أن القيادة الرئيسة للقوات الشيعية من بينها أشخاص صنفوا إرهابيين من قبل الولايات المتحدة.
ووفقاً لخبراء فإن العراق به ما لا يقل عن 40 ميليشيا مسلحة بها من 80 ألفاً إلى 100 ألف عضو نشط». (المرصد الاستراتيجي)
القوات الأمريكية إذاً رغم التحذيرات ورغم كونها حليفاً لدول الخليج إلا أنها وضعت يدها مباشرة في يد شخص كهادي العامري زعيم منظمة بدر الذي تلوثت يداه بدماء العراقيين والذي يدير غرفة عمليات خاصة بالميليشيات في الفلوجة، منفصلة عن غرفة عمليات الجيش العراقي، حيث يقول مراقبون إن الأوامر حول العمليات والمعارك تصدر من هذه الغرفة وبإشراف من سليماني نفسه.
وأفادت تقارير بأن «اللغة المتداولة بين ميليشيات الحشد الشعبي العراقية وقادة الحرس الثوري الإيراني عبر أجهزة اللاسلكي هي «الفارسية»، بينما تتوسط غرفة العمليات صور للخميني، مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، وشعارات وهتافات طائفية يطلقها عناصر الميليشيات أثناء كل معركة». (العربية نت)
جنرالات الجيش الأمريكي حذروا أوباما من هذه الورطة، فالجنرال ديمبسي رئيس هيئة الأركان حذره من خطر الميليشيات الشيعية وكذلك فعل الجنرال ديفيد بترويس قائد سلاح الدبابات ورئيس الاستخبارات الأمريكية السابق في تصريح له نشر في مارس العام الماضي قال فيه بالحرف «إن تجاوزات الميليشيات الشيعية ضد المدنيين السنة تشكل تهديداً لكل الجهود الرامية إلى جعل المكون السني جزءاً من الحل في العراق وليس عاملاً للفشل». وأكد أن تنظيم داعش لا يمثل الخطر الأول بالنسبة لأمن العراق والمنطقة «لأنه في طريقه للهزيمة، لكن الخطر الأشد يأتي من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران»، على حد تعبيره.
وكذلك فعل الجنرال ماتيس الذي اختاره ترامب كوزير للدفاع والملقب بالكلب المجنون يرى هو الآخر أن إيران هي المهدد الرئيس لأمن المنطقة، صم أوباما أذنيه عن جميع تلك التحذيرات وقام بإقحام الولايات المتحدة الأمريكية في الصراع الطائفي لا في العراق فحسب بل في المنطقة بأسرها!