لن تتأخر وزارة الداخلية عن تبين تفاصيل ما حدث في مركز الإصلاح والتأهيل في جو أخيراً، ولن تتأخر عن إعادة الأمور إلى نصابها بالقبض على من هربوا ومن ساعدهم على الهرب، ومعرفة من خطط ومن شارك في التنفيذ، فاللغز ليس غامضاً إلى الحد الذي يدفع إلى الاحتفاظ به في أرشيف الزمن وتسجيل القضية ضد مجهول، كما أن لدى الأجهزة المعنية بالداخلية الخبرة الكافية التي تعينها على معرفة تفاصيل التفاصيل. هذا إن لم تكن قد توصلت إلى ذلك حتى الآن. ولأن أمراً كهذا يستحيل أن يقوم به أفراد لا يمتلكون الخبرة في هذا المجال ولم يشاهدوا مثل هذه العمليات إلا في الأفلام وفي أحلام اليقظة لذا فإن الطبيعي هو الاعتقاد بأن جهة أجنبية خططت وأعانت على التنفيذ بواسطة عناصر لها في الداخل حصلوا على ما يكفي من تدريب كي يقوموا بتنفيذ مثل هذه العملية. وبسبب سلوك إيران ودعمها العلني لكل من يسعى إلى التخريب في البحرين وفي دول مجلس التعاون لذا فإن الطبيعي أيضاً أن توجه الاتهامات إليها. ومن الطبيعي كذلك أن تنكر حكومة الملالي تورطها في مثل هذا العمل وستقول ذلك بصوت عالٍ حتى مع توفر الشواهد والبراهين، وباللغة العربية الفصيحة!على مدى ست سنوات قدمت إيران كل ما يحتاجه ذلك البعض الذي اعتقد في لحظة أن الوصول إلى السلطة سهل يسير طالما أنه مدعوم من بلاد يحكمها معممون، وطالما أنه وعد إيران بإعطائها كل ما تريد فور تسلمه السلطة، فوفرت له الأموال والكثير من الفضائيات التي تبث بلغات متعددة، وعملت ولاتزال على شحن المواطنين وتأليبهم ضد الحكم.المثير في هذه الحادثة أن أحداً من ذلك البعض أو المتأثرين به، من الذين لم يدركوا بعد ما يراد لهذا الوطن، لم يزعم -كما جرت العادة- أن «ما حدث في جو كان مسرحية من تأليف الحكومة»، وهو أمر غريب وقد يحتاج الالتفات إليه والسؤال عن السبب، والمثير أيضاً أن الفضائيات «السوسة»، الإيرانية وتلك التابعة لها والممولة من إيران، تناولت الحدث بشماتة ظاهرة وبفرحة كانت تفضحها عيون مذيعيها ومقدمي برامجها، ولولا الخبرة لبثت الخبر قبل أن ينتشر محلياً وتؤكده وزارة الداخلية. المراقبون وكل المهتمين بالشأنين الخليجي والإيراني يؤكدون أن إيران لن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي إلا إن تم ردعها، فهذه الدولة لا تعرف الأصول التي تعرفها دول التعاون وتلتزم بها، فهي لا تفهم إلا لغة القوة، ما يعني أنه إن استمر الحال على ما هو عليه فإنها ستستمر في غيها ورعونتها ولن تكتفي بالتدخل قولاً أو تخطيطاً وتمويلاً ودعماً وقد تصل قريباً إلى اللحظة التي تعينها على ارتكاب حماقات أكبر. للتذكير فقط، إيران نظمت العديد من المظاهرات والمسيرات ضد حكومة البحرين في طهران ومدن إيرانية عديدة، وفي بغداد ومدن عراقية عديدة، وفي دول أخرى، ونظمت معارض الصور الرامية إلى الإساءة للبحرين، ونظمت الندوات، وتعرضت للبحرين من على المنابر في إيران والعراق على وجه الخصوص، والأكيد أنها دربت عناصر على استخدام الأسلحة كي تستفيد منها في تنفيذ العمليات فور أن يحين وقتها، والأكيد أنها سعت إلى تهريب الأسلحة إلى البحرين ونجحت في مسعاها أحياناً. من تابع المقابلة التي أجرتها فضائية «الميادين» قبل يومين مع نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» في العراق أبومهدي المهندس لا بد أنه تعرف إلى جانب من الطرق التي تتبعها إيران وشياطينها لتغيير ملامح الخليج العربي ومستقبله.