يعرف معظم الناس معنى «الطابور الخامس»، وهو ببساطة مجموعة من الناس تعمل على محاولة تهديد أمن الدولة من الداخل، وتعمل هذه الجماعة في صالح جماعة العدو الخارجي أو عدو داخلي يتربص بأمن الدولة. وتنطوي أعمال هذه الجماعات على التخريب والتضليل والتجسس، وينفذها مؤيدو القوة الخارجية ضمن خطوط الدفاع بكل سرية. ويتسع مصطلح «الطابور الخامس» ليشمل أيضاً مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية، كما يشمل «الطابور الخامس» أيضاً مسؤولين وصحافيين وبعض ممن يزعمون أنهم «مثقفون». هذه الجماعات هم «جواسيس»، لا يعبهون مطلقاً بمصلحة أوطانهم ولا بأمنها ولا بمستقبلها، أشخاص أقل ما يوصفون به بأنهم «خونة». وتتنوع أنشطة «الطابور الخامس» وقد تكون علنيةً أو سريةً، وفي بعض الأحيان تقوم هذه القوات السرية بمحاولة حشد الناس علنًا للمساعدة في هجوم خارجي.
ولو أسقطنا هذا التعريف على ما يقوم به «الإرهابيون في البحرين»، فسنتعرف عن قرب على هذا المصطلح، وسنجد للأسف أنه يوجد فيما بيننا «طابور خامس»، يخطط بالتعاون مع جهات خارجية من أجل إضعاف أمن البحرين داخلياً، سنجد أن من بيننا «خونة» يتلقون التعليمات من الخارج للإضرار بأمن بحريننا الغالية، وأعتقد أن صدور مرسوم بتعديل أحكام بإنشاء جهاز الأمن الوطني، والذي يمنح الضباط وضباط الصف وأفراد جهاز الأمن الوطني صفة مأموري الضبط القضائي، والذي سيقتصر فقط على الجرائم الإرهابية دون غيرها، هي خطوة صحيحة، لاسيما في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة التي تعيشها المنطقة من تهديدات أمنية وإرهاب. ولا شك في أنه سيخرج لنا «نفر» من الناس ليبدوا انزعاجهم من هذا المرسوم، وسيدعون بأن قانون «أمن الدولة» قد عاد من جديد، وسيتباكون أمام المنظمات الخارجية والجهات التي تمولهم وتدعم إرهابهم طلباً في المساعدة لإلغاء هذا المرسوم، الذي سيصفونه بعدة صفات، وسيعطونه صفة «العنصرية والاستهداف».
إن هذا المرسوم هو مطلب شعبي، وهو أمر لا يقلق أي مواطن يخشى بالفعل على أمن وسلامة بلاده، فعندما يكون المجني عليه «وطن» ويكون الجاني «مواطناً خائناً» و»طابوراً خامساً» يستوجب علينا جميعاً الدفاع عن أمنه وسلمه بشتى الطرق، علماً بأن هذا المرسوم واضح وبيّن، وهو يختص فقط «بالأعمال الإرهابية»، وهو إجراء في الطريق الصحيح بعد أن زادت وتفاقمت الأعمال الإرهابية في المنطقة بشكل عام، وفي بلادنا البحرين بشكل خاص، وأخذت العمليات الإرهابية منحى جديد، وتطور نوعي، وبات الأمر مقلقاً للشعب المحب للسلام.
إن الطابور الخامس، هم «قلة» من الخونة، الذين باعوا وطنهم بأبخس الأثمان، وتعاهدوا مع جهات خارجية، من أجل الإضرار بأمن ومصلحة أوطانهم التي احتضنتهم، هؤلاء «الخونة» الذي أصبحوا دون ولاء للوطن، ودون غيرة على مكتسباته، هؤلاء الذين استباحوا كل شيء يخل بأمن وطنهم من أجل حفنة من «المال أو الوعود»، هؤلاء «الخونة» الذين يدبرون ويخططون للإضرار بمصلحة الوطن والمواطن، هذا الطابور الخامس الذي يعيش وسطنا وولائه مع العميل الخارجي. وفي المقال المقبل نتحدث حول «الطابور السادس»..
وللحديث بقية