تعبنا ونحن نكتب ونتكلم، ونقول لعديد من البشر الذين آثروا أن يبيعوا نواصيهم لبشر ذوي أجندات شخصية، بدل أن تكون نواصيهم لله رب العالمين، تعبنا ونحن نقول لهم لا تتركوا أنفسكم لقمة سائغة، ولا تجعلوا مصائركم لعبة في يد أشخاص يخاطبون مشاعركم، وهم لا يهتمون بكم، بل بـ «جثثكم» تهمهم أكثر ليتاجروا بها.
من صدقوا ممثل خامنئي في البحرين عيسى قاسم حينما أمرهم بأن يخرجوا على بلادهم التي عاملتهم كأبناء لها، وحينما طلب منهم «سحق» رجال الأمن، ومن وعدكم بجنة الله على الأرض حينما تقلبون نظام الحكم، ها هو يفضح اليوم وبالأدلة والشواهد، حينما يتبين أن لديه أربعة حسابات بنكية في بنك إيراني يحتوي على مبلغ يصل إلى 5 ملايين و300 ألف دينار!
تخيلوا فقط حجم المبلغ الذي يملكه هذا الشخص الذي يصور لأتباعه أنه شخص زاهد في الدنيا، وأنه إنسان يناضل من أجل حقوقهم، وأن الدنيا لا تهمه وهو مستعد للتضحية بنفسه، بينما هو محتم بالناس ولا يقوى على الحضور لأخذ أقواله في النيابة بموجب إحضاريات وجهت له.
من أين هذه المبالغ؟! هل هي مبالغ إيرانية أرسلت إليه، وطبعاً دخولها سهل جداً من خلال التحويلات الداخلية للبنك الإيراني؟! وهل هي أموال الناس البسطاء التي تم جمعها تحت ذريعة الخمس وغيرها من ذرائع؟!
أناس أغلبهم بسطاء يتم إيهامهم من قبل «تجار الجثث» بأنهم يعيشون «مظلومية» داخل هذه البلد الطيبة، من قبل أناس في حساباتهم ملايين، ويشترون بها عقارات، ويمولون بها أمورا نجزم بأنها تدخل في إطار دعم الإرهاب والإرهابيين.
هل خدعكم عيسى قاسم؟! هل ضللتكم الوفاق؟! هل بالفعل جروا أكثركم لداخل حضن «ولاية الفقيه» وتحت مظلة خامنئي رغماً عنكم؟!
والله نعرف كثيراً من الإخوة الكرام في الطائفة الشيعية، لسان حالهم اليوم يحسب على قاسم و»الوفاق»، بعضهم نادم على أنه صدق هؤلاء، وظن أن ما حدث قبل خمسة أعوام كانت حركة مطلبية لمزيد من المكاسب والحقوق، لكنها سرعان ما اتضح «خباثة» أهدافها، وأن كل ما قيل وسيق ما هو إلا غطاء لمسألة أكبر وأخطر تتمثل بمحاولة انقلابية تتم لصالح إيران.
والمهزلة أنهم ينفون ارتباطهم بإيران، وخامنئي هو من منح عيسى قاسم صفة «آية الله»، وقاسم لديه حسابات في بنك إيراني، وأموال بالملايين، فما أوضح من ذلك؟!
هؤلاء عملاء إيران، الذين يحمدون ربهم على أن بلادنا وقيادتنا بهذا المستوى المتقدم من التعامل الإنساني حتى مع من حاول الانقلاب عليها، إذ كل المؤشرات تقود للتأكيد على أن هؤلاء ما هم إلا عملاء لديهم تواصل صريح ومباشر مع دولة عدوة، ويتحصلون على دعم وتمويل مالي كبير يسخر لضرب أمن البلد والتحريض ضد قيادتها.
خمسة ملايين دينار في حسابك وتدعو الناس وأبناءهم للخروج لمواجهة قوات الأمن وقتل رجال الواجب الأبطال، بينما أنت مختبئ في بيتك! وخادمك علي سلمان يدعو للنضال ولا يتكلم إلا في صندوق زجاجي، وحينما تجرأ وخرج في مسيرة «شم» رائحة مسيل الدموع فقط، حولوها لمحاولة اغتيال!
والله خسأ عملاء إيران، وتظل البحرين بقيادتها الواعية، وشعبها المخلص بسنته وشيعته أكبر وأقوى منكم بفضل من الله.
قليل من العقل، خمسة ملايين في حسابه ويقول لكم «اذهبوا وموتوا ولكم الجنة»! نعم.. لكم «القبور» وله «الكاش» والنقود!