في الوقت الذي بدت الاستثمارات القطرية تهيمن على أبرز المشاريع في الدول الأوروبية، وتركز ثقلها في بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، لكن هذا لم يمنع وجودها بقوة في الولايات المتحدة.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فبعد مرور 8 أعوام على تدشين أكبر مشروع تطوير عقاري خلال العقدين الماضيين في العاصمة الأميركية واشنطن، بدا مشروع "سيتي سنتر دي سي" كمساحة واسعة كئيبة تضم باحات مخصصة لوقوف السيارات على مساحة 7 مبانٍ في أفضل موقع لمشروع عقاري في وسط المدينة، وهو المشروع الذي توقف بسبب الأزمة الاقتصادية، حسبما يقول مسؤولو مدينة واشنطن.
وفجأة ظهرت قطر، الدولة الصغيرة التي تمتلك أضخم حقل للغاز الطبيعي في العالم، وبالتالي لديها "ثروة عظيمة" لا يمكن تخيل حجمها.
وفي عام 2010، قرر ذراع قطر للاستثمارات العقارية ضخ 650 مليون دولار في مشروع "سيتي سنتر دي سي"، لتصبح بذلك المالك الرئيس للمشروع، الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية مليار دولار ويجري إنشاؤه في موقع مركز واشنطن للمؤتمرات القديم الكائن في شمال غربي واشنطن.
وفي الأسبوع الماضي، انتقل أول 10 مستأجرين إلى الشقق السكنية في مشروع "سيتي سنتر دي سي"، كما ستفتح 40 متجرا أبوابها للتسوق في الخريف المقبل.
فيضان الاستثمارات القطرية الذي تدفق مؤخرا على العاصمة لم يكن الأخير من نوعه، فقد ضخ القطريون مزيدا من الاستثمارات في شيكاغو، حيث اشترت مجموعة الفيصل القطرية فندق راديسون بلو أكوا العام الماضي، كما قالت المجموعة إنها تسعى لشراء المزيد من العقارات الأميركية.
وهذا العام، اشترت قطر تلفزيون "كارنت تي في" مقابل 500 مليون دولار ووظفت 800 صحافي لتطلق "الجزيرة أميركا"، مما يسهم في دخول القناة الجديدة إلى مزيد من المنازل في الولايات المتحدة الأميركية.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن خطط لتوسيع خدماتها في السوق الأميركية في عام 2014 من خلال تسيير رحلات جديدة على دالاس وميامي وفيلادلفيا، بالإضافة إلى الرحلات التي يجري تسيرها إلى هيوستن وواشنطن ونيويورك وشيكاغو.
وفي نفس السياق، أعلنت قطر الشهر الماضي أنها ستنفق 19 مليار دولار لشراء 50 طائرة بوينغ 777 جديدة، ضمن صفقة ضخمة جرى توقيعها بين شركة بوينغ الأميركية وقطر والإمارات.
وعلى الرغم من شهرة القطريين كمطورين عقاريين يعملون في عدد ليس بقليل من الدول الموزعة على أربع قارات، فإن اهتماماتهم الأساسية تنصب على لندن وأوروبا وليس الولايات المتحدة الأميركية، فخلال الستة أعوام الماضية، استثمرت قطر 33 مليار دولار في بريطانيا في برج "شارد"، وهو أطول مبنى في أوروبا الغربية.
من جهته، قال خالد السبيعي، الرئيس التنفيذي لشركة "المستثمر الأول"، الذراع المصرفي الاستثماري لبنك بروة، "تعد السوق العقارية الأميركية بالكثير من المميزات الجاذبة للمطورين خلال الأعوام القليلة المقبلة، مما يجعلها تحتل مكانا مهما في المحفظة العقارية لأي مستثمر".
مشروع قطر في سيتي سنتر دي سي يحتوي على 674 وحدة سكنية وساحة عامة وشوارع للمشاة، ويُعد جزءا مهما من خطة واشنطن لإنشاء موقع تجاري في وسط المدينة يوفر لقاطنيه فرصة مثالية لأن يعيشوا ويتسوقوا ويعملوا في مكان واحد. ويقول المطور العقاري للمشروع إنه جرى بيع 70% من الوحدات السكنية المعدة للتمليك، والتي تضم الواحدة منها شقتين تحتوي كل واحدة على غرفتي نوم، مقابل 1.2 - 1.5 مليون دولار.