كتبت - زينب أحمد:
قال شيوخ دين ورجال أعمال إن ارتفاع حالات الطلاق إلى 4 يومياً نتيجة منطقية للممارسات غير المسؤولة من قبل الشباب، فضلاً عن الضائقة المالية التي يدخل الشباب أنفسهم فيها بسبب حب المباهاة والتظاهر، مطالبين بمزيد من الدراسات الخاصة بالطلاق من النواحي النفسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأرجع رئيس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور الأسباب الرئيسة لارتفاع نسبة الطلاق في البحرين إلى الجانب المادي، مشيراً إلى أن الزوج يجد نفسه بين حيرة من أمره وعدم قدرته على تلبية رغبات الزوجة فيلجأ إلى الاقتراض والديون وفي النهاية يرى نفسه غير قادر على سداد الديون فيلجا إلى الطلاق. ودعا العصفور الحكومة لزيادة فرص العمل للشباب، مشيراً إلى أن البعض يطرد من وظيفته فيجد نفسه عاطلاً.
وبحسب الشيخ بو إبراهيم فإن الطلاق نتيجة للتعامل بالربا، مشيراً إلى أنه عندما يقبل الشاب على الزواج دون قدرة مالية يلجأ إلى القرض الربوي وبفائدة ربحية، لافتاً إلى أن ذلك يندرج تحت الربا أي أخذ مبلغ وإرجاعه بفائدة عليه .ووجد بو إبراهيم الحل في تربية الأبناء على التعاليم الدينية، وعدم تركهم للانجراف وراء الماديات.
بدوره أكد رجل الأعمال سمير عبدالله ناس أن ارتفاع نسبة الطلاق في البحرين نتيجة لسوء الاختيار وعدم التفاهم والتوافق بين الطرفين، ورغبة الزوجة بالمظاهر على حساب الزوج، لافتاً إلى أهمية تربية الأبناء على الحياة الكريمة وعلى وجود أشياء أخرى مهمة غير المادة.
ومن جانبه أشار عضو مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة كاظم السعيد إلى جملة من الأسباب وراء ارتفاع نسبة الطلاق، منها الزواج العائلي غير المقنع من الطرفين، انحلال الشباب وجريهم وراء المحرمات، كذلك تدخل الوالدين في شؤون أبنائهم، إلى جانب مشاكل السكن التي تشكل الدرجة الأكبر لارتفاع وتيرة الطلاق.
وشدد السعيد على المدارس والمساجد إلقاء مزيد من المحاضرات لتثقيف الشباب، وطالب الحكومة الإسراع بمنح المواطنين السكن الملائم، حيث يشكل عاملاً مهماً من عوامل الطلاق. ومن ناحيته أكد رئيس جمعية الاجتماعيين البحرينية سلمان درباس أن الدراسات تشير إلى ارتفاع نسبة الطلاق في البحرين نتيجة لعوامل منها تدخل الوالدين في الأمور الزوجية لأبنائهم مما يؤدي ذلك إلى افتعال المشاكل بين الزوجين، كذلك بسبب انعدام التفاهم واختلاف الآراء بين الزوجين، والاعتداء بين الزوجين بضرب أحدهما للآخر، ودخول الشك في نفوسهم وعدم احترام بعضهما البعض، كما أن الزواج المبكر وعدم النضوج أحد الأسباب. وشدد درباس على المراكز الإرشادية والتوعية ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها التعريف بالآثار السلبية للطلاق.
وتشهد مملكة البحرين 4 حالات طلاق يومياً أغلبها من الزيجات الحديثة، حيث وصل عدد المطلقات في مملكة البحرين 1440 حالة طلاق في السنة خلال العام الحالي، وشكلت نسبة الطلاق في مملكة البحرين خلال العام 2011 نحو 23% من حالات الزواج، وفي العام 2012 ارتفعت نسبة الطلاق بشكل كبير وبلغ عدد الحالات (1572) حالة طلاق أي بمعدل من 3 إلى 4 حالات يومياً. وتشير الإحصاءات إلى أن المحاكم الشرعية أصدرت 5 آلاف و706 وثائق زواج، فيما أصدرت خلال الفترة نفسها 1361 وثيقة طلاق. وتحتل مملكة البحرين المرتبة الرابعة خليجياً إذ سجلت نسبة حالات الطلاق فيها 34%، وفقاً لإحصاءات حديثة، وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة الأُولى بنسبة 40%، وتلتها قطر بنسبة 38% من حالات الطلاق، والكويت في المرتبة الثالثة بنسبة 35%، واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الخامسة بنسبة 21%. وعلى صعيد متصل، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري مؤخراً، أن مصر تحتل المرتبة الأولى في أعلى معدلات الطلاق على مستوى الدول العربية بمعدل حالة طلاق كل 5 دقائق، فيما تحتل البحرين المرتبة السادسة على مستوى العالم العربي.