أقام جامع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بالمحرق يوم الإثنين الماضي ندوةً بعنوان " المرأة المسلمة في ظل الحياة المعاصرة " أبان فيها عن مدى اهتمام الإسلام بالمرأة ، وأوضح دورها في الحياة ، وعُلُوَّ منزلتها ، وفضلها في تثبيت ركائز الإسلام منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد أوضح الشيخ محمد حمزة في محور " المرأة المسلمة في الشريعة الإسلامية " مكانة المرأة وما جاء من إكرامٍ لها ، وأن الشريعة جاءت بمساواة المرأة بالرجل في أصل التكليف بالعبادة ، وأن من أحسن في ذلك سواء كان ذكراً أو أنثى كانت الجنة هي جزاؤه مستدلاً في ذلك بقول الله جل وعلا : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ، كما أكَّد على حق المرأة في التربية والتعليم وحُسن الرعاية ، ونبَّه على أهلية المرأة في التعاقد ، واستقلاليتها في تصرفاتها المالية ، وأن الشريعة قد حفظت لها هذا الحق ، وذكر جُملةً من النصوص الشرعية في ذلك ، ثم أبان بأنه لم تأتِ شريعة بإكرامٍ للمرأة كما جاء في الشريعة الإسلامية منذ أن أنزلها الله تبارك وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وتناول الشيخ أحمد العازمي في محور " المرأة المسلمة وتحديات العصر " أبرز التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في الحياة المعاصرة ، وتحدث عن أسباب انشغال الدول الغربية بالمرأة المسلمة ، وأنها لا تهتم سوى بنزع المرأة المسلمة لحجابها وتركها لعفتها ، وأنها لو كانت صادقةً في الاهتمام بالمرأة لانتصرت لها في سوريا حيث يُعتدى عليها أمام مرأى ومسمع الجميع دون أن يحرك ذلك شيئاً من الضمائر ، ثم تحدث عن خطورة الاتفاقيات الدولية التي تطالب بالمساواة التامة بين المرأة والرجل في جميع الميادين ، حيث لا تراعي الفروق الطبيعية والتكوينية لكل جنس ، وأبان عن الآثار السلبية لتطبيق هذه الاتفاقيات ، كما حذَّر من دور المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تسعى لفرض هذه الاتفاقيات وما تتضمنه من بنود مخالفة للشريعة الإسلامية .
وتحدث الشيخ عبدالله الحسيني في المحور الأخير الذي كان بعنوان " سبل الحفاظ على المرأة المسلمة " عن أهم ما جاء في الشريعة الإسلامية من سبل للحفاظ على المرأة ، وأبان عن دور الحجاب في ذلك ، وحذر من التبرج والسفور والخضوع في القول ، وذكر خطورة الاختلاط بين الرجال والنساء وأن أول من يكتوي بناره المرأة ، وأكَّد على أهمية الزواج وتيسير أموره وأنه تاجٌ للفضيلة ، وأن الغيرة على المحارم من الأمور المحمودة ، ثم نبه على دور الآباء والأمهات والأزواج والمربين والمربيات وأهل الإعلام وأصحاب القرار في الحفاظ على المرأة المسلمة .
وفي ختام الندوة شكر مقدم الندوة أحمد مؤيد المحاضرين الفضلاء ، كما توجه بالشكر الجزيل للحضور الكريم على حسن استماعهم وإنصاتهم ، وسأل الله جل وعلا أن يكتب لهم الأجر والثواب ، وأن يجزيهم خير الجزاء .