شارك 4 من طلبة الصف الثالث الثانوي المكفوفين مؤخراً بالمرحلة التجريبية للامتحانات الوطنية، تمهيداً لانطلاقتها الفعلية العام المقبل. وتهدف الامتحانات إلى قياس أداء المخرجات التعليمية، والوقوف على فرص التطوير الممكنة في العملية التعليمية في مراحل التعليم الأساسي والثانوي، وتأتي مشاركة الصف الثالث الثانوي فيها لتسهم بشكل فعلي في تأصيل ثقافة جودة التعليم، وربط الامتحانات في مرحلة تصميمها بحاجات سوق العمل المتنامية ومتطلبات معايير جودة التعليم العالي. وقالت الرئيس التنفيذي لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب د.جواهر المضحكي، إن الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة يمثلون عنصراً بشرياً فاعلاً من عناصر بناء التنمية الشاملة في قطاعات الحياة، لافتة إلى أن الهيئة يقع على عاتقها مسؤولية ضمان جودة التعليم والتدريب لجميع أبناء الوطن دون استثناء بمن فيهم ذوو الاحتياجات. وذكرت أن مشاركة الطلبة المكفوفين هي الرابعة منذ بدء انطلاق الامتحانات الوطنية عام 2009، موضحة أن المشاركة تأتي في سياق الجهود التنسيقية بالتعاون مع المعهد السعودي البحريني للمكفوفين، وتتضمن تعديل صيغة قراءة الامتحانات الوطنية إلى لغة برايل لتتناسب واحتياجات المكفوفين في القراءة، مع الحرص على جاهزية الامتحانات لقياسها ذات الكفايات التي تقيسها عادة، والخروج بالنتائج المرجوة في تحسين أداء المخرجات التعليمية. وأضافت أن عملية التعديل تجري وفق الإطار المعتمد لإجراء الامتحانات الوطنية بالهيئة، بإشرافٍ الشريك الدولي للهيئة قسم كامبريدج للامتحانات الدولية في بريطانيا، وتتم عملية التعديل بناء على استشارات ودراسة متبادلة من قبل الأخصائيين المعنيين بالهيئة ومعهد المكفوفين. وكانت المضحكي أوضحت في تصريح سابق، أن طلبة الصف الثالث الثانوي يحصلون على نتائج امتحاناتهم الوطنية التجريبية سبتمبر المقبل، قبل انطلاق الامتحانات الفعلية عام 2013، واعتماد نتائجهم في الامتحانات باعتبارها أحد شروط القبول في جامعات البحرين كافة، تبعاً لمذكرة التعاون الموقعة بين هيئة ضمان الجودة ومجلس التعليم العالي عام 2009. من جانبه نوه مدير المعهد السعودي البحريني للمكفوفين عبدالواحد الخياط، بالدور الريادي للامتحانات الوطنية التابعة لهيئة ضمان الجودة في تحقيق المشاركة الفاعلة للطلبة المكفوفين في الوقوف على فرص التطوير الممكنة، بما يلبي احتياجاتهم وتضع تحدياتهم التعليمية جنباً إلى جنب مع أقرانهم، معتبراً أن الاهتمام يجعل من فرص تطوير التعليم والتدريب متكاملة وتخدم شرائح المجتمع البحريني كافة. ولفت إلى أن مشاركة الطلبة المكفوفين في تأدية الامتحانات الوطنية، تعزز من خطى دمج فئة المكفوفين مع أقرانهم، وجلوسهم معاً على مقاعد الدراسة، مبيناً أن دور هيئة ضمان الجودة بوصفها جهة تقييم مستقلة تقيس أداء مستويات مؤسسات التعليم والتدريب ومخرجاتها، يؤكد أهمية حصول الطلبة المكفوفين على فرص تعليم مميزة، تفتح لهم آفاقاً واسعة للمنافسة في سوق العمل، وخوض غمار تجربة التعليم العالي بكفاءة واقتدار. شارك في تأدية الامتحانات الوطنية 4 طلاب مكفوفين، في 3 مواد أساسية تشمل اللغتين العربية والإنجليزية، وحل المشكلات “الرياضيات التطبيقية”. ويجري حالياً تصحيح أوراق الامتحانات وفق المعايير المعتمدة لدى الهيئة، بما يضمن مصداقيتها وشفافيتها، وتستمر عمليات التصحيح ورصد الدرجات وتسجيلها حتى 9 أبريل.