كتب - محمد لوري: أكد طلاب بحرينيون يدرسون في المملكة المتحدة أن طلبة معارضين لا زالوا يمارسون أساليبهم الممنهجة لتشويه صورة مملكة البحرين بالادعاءات الكاذبة، رغم إعادة الابتعاث إليهم بعد سحبه بسبب مشاركاتهم في التظاهرات المناهضة للبلاد. وقالوا، في تصريحات لـ«الوطن”، إن بعض الطلبة البحرينيين المبتعثين على حساب الدولة يعملون على تشويه صورة البحرين ونقل أكاذيب وادعاءات عن الأحداث في البحرين، مطالبين الجهات المعنية بضرورة اتخاذ اللازم تجاه هؤلاء، خاصة أن ما يقومون به يتجاوز حدود حرية التعبير عن الرأي التي كفلها دستور وقوانين المملكة. وأشاروا إلى أن هؤلاء الطلاب يستخدمون أساليب ممنهجة ومعروفة هي ذات الطريقة التي تستخدمها المعارضة البحرينية التي تستخدم الطلاب كدروع واقية للقيام بعملياتها لتضليل الرأي العام العالمي والبريطاني، إذ يتجمع بعضهم بحضور وسائل الإعلام ويرفعون شعارات معادية للبحرين وتدعو لإسقاط النظام، وادعاء الأكاذيب والتهويل، مبيّنين أن الإعلام الأوروبي لم يسمح لهم بالتحدث للرد على المعارضين ما يدل على تحيز هذه الوسائل وعدم مصداقيتها. وأضافوا أن العديد من الطلبة المبتعثين من قبل وزارة التربية والتعليم وبرنامج ولي العهد هم قيادات في المعارضة البحرينية في الخارج والتي تسير وفق أجندة خارجية لا تمت للبحرين بصلة، مؤكدين ضرورة التصدي لهم من قبل الجهات الرسمية لكشف كذبهم وادعائهم. وشدد الطلبة على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة تجاه هؤلاء وسحب البعثات منهم وإعطائها لمن يستحقها من الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص والذين يبذلون الغالي والنفيس في الدفاع عن وطنهم في حدود إمكانياتهم على أرض الواقع ومواقع التواصل الاجتماعي. وطالب الطلبة بضرورة وضع معايير لاختيار الطلبة المبتعثين مبينين أن الطالب يعد سفيراً لبلاده ويجب عليه تمثيل بلده بأجمل صورة ممكنة لا أن يقوم بعملية تشويه صريحة ومطالبة بإسقاط نظام يقوم بدفع تكاليف دراسته ومعيشته في بلاد الغربة. المقيمون أكثر بروزاً أكد الطالب أحمد بوجيري وجود طلبة بحرينيين في بريطانيا يتظاهرون ضد البحرين ويطالبون بإسقاط النظام، موضحاً أنهم ليسوا جميعاً من المبتعثين من قبل الدولة وفيما يتعلق بتحركات الطلبة المبتعثين فكانت من تحت الطاولة على حد علمه فالتحركات الفعلية كانت عن طريق المقيمين في المملكة المتحدة من أكاديميين وإعلاميين محسوبين على المعارضة كنوع من التشهير لكسب الرونق الإعلامي. وبيّن بوجيري أن هناك من الطلبة من قامت الحكومة بسحب بعثاتهم من المعارضين ولكن يبقى هناك عدد كبير ليست عليهم رقابة ومازالوا مكفولين من قبل الدولة ولكنهم يعملون في الخفاء. وأوضح “من سحبت بعثاتهم كانوا طلبة استحقوا ذلك من خلال نشاطاتهم السياسية والطائفية حيث قام العديد من الطلبة المبتعثين المعارضين بالهجوم على إخوانهم من الطلبة بسبب انتمائهم الطائفي أو السياسي ولكن بحمد الله تم سحب بعثاتهم”. وأبدى بوجيري استغرابه من الحكومة وآلية الابتعاث التي تتبعها إذ لوحظ أن الدارسين على حسابهم يكونون أكثر كفاءة من المبتعثين الذين يحاولون الإضرار بأمن الوطن من خلال تحركاتهم. وتساءل بوجيري عن آلية الابتعاث لدى الجهات المعنية وما هي الضوابط أم هل هناك تلاعب في نظام الابتعاث من قبل الموظفين السابقين في الوزارة لابتعاث طلبة ينتمون لطائفة أو توجه سياسي معين؟. القائد مبتعث!! من جهته أكد محمد نجم، وهو أحد خريجي مدينة “نيوكاستل”، أنه شهد واقعة الدعوة لإسقاط النظام في المدينة حيث ذهب الطلبة إلى أكثر مناطق المدينة حيوية بحضور الـ«BBC” والعديد من أجهزة الإعلام الأجنبية لتصوير الطلبة والذين معظمهم من المبتعثين وهم يحملون شعارات تطالب بإسقاط النظام والتحريض ضده، موضحا أن قائد هذه الحملة هو طالب مبتعث من قبل الحكومة، وهو من شرع بالتحدث إلى وسائل الإعلام ناقلاً ما يحدث في المملكة مدلساً عليهم حيث كان يروي قصصاً من نسج الخيال إضافة إلى الأخبار والأكاذيب المفبركة وكل ذلك في سبيل تشويه صورة مملكة البحرين وحكومتها التي تصرف عليهم خلال فترة دراستهم. وأوضح نجم أن الإعلام الأوروبي لم يسمح لهم بالتحدث بادعائهم أنهم مرسلين ومدسوسين ومدفوعي الأجر من قبل الحكومة. وقال نجم “الدستور كفل حرية التعبير عن الرأي والمطالبة بالمصالح المشروعة ولكن المطالبة بإسقاط سيادة دولة بعيد كل البعد عن الحرية، والمستغرب أن من يطالب باسقاط النظام يكفله”. أما في مدينة “مانشستر” فيروي أحد الطلبة، فضل عدم ذكر اسمه، أن المبتعثين من قبل الوزارة نظموا اعتصاماً يطالبون فيه بإسقاط النظام بصورة صريحة حيث تصدى لهم عدد من الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص وكادت أن تصل للاشتباك بالأيادي لولا تدخل الأمن وذوي العقول الراجحة من الطرفين. ضعف الوزارة لا السفارة وقال الطالب عبدالله العسومي إن هناك العديد من الطلبة ممن خرج في اعتصامات لإسقاط النظام في الفترة ما بين فبراير ومارس العام الماضي وتم سحب هذه البعثات ولكن سرعان ما أرجعت لهم، موضحاً أن البعثات سحبت منهم لفترة بسيطة وذلك بسبب ضعف وزارة التربية. وبيّن العسومي أن الطلبة المدافعين عن المملكة معظمهم ممن يدرسون على حسابهم الخاص، إضافة إلى أن سفارة المملكة هناك لا تتخذ أي إجراء ضد من يطالب بإسقاط النظام. وقال العسومي “تكلمنا كثيراً عن موضوع الابتعاث وفعلاً نجد أن أكثر من طالب بإسقاط النظام مبتعثين والذين يدافعون عنها غير مبتعثين! فأنا لا ألوم السفارة البحرينية في بريطانيا بسبب حرية الرأي في المملكة المتحدة ولكن ألقي باللوم الكامل على وزارة التربية وموقفها الضعيف جداً!”. وطالب العسومي وزاره التربية والتعليم بأخذ موقف صارم مع من حاول الإضرار بالأمن ورفع شعارات إسقاط النظام وتشويه سمعة بلاده في الخارج، فالتشويه المتعمد لصورة الوطن يعد تهمة تضر بالوطن كثيراً أمام الرأي العام فيجب على كل الطلبة المنتشرين في شتى بقاع العالم أن يعكسوا أجمل صورة لوطننا سواء كنا مبتعثين أم ندرس على حسابنا الخاص فهذه الأرض نشأنا وترعرعنا فيها. لوبيات خفية وكشف أحد الطلبة، فضّل عدم ذكر اسمه أن المعارضة البحرينية ورؤساءها تستخدم الطلبة كدرع واق لهم، مستشهداً بحادثة اقتحام المعارض موسى عبد علي حفل عيد الأضحى، مفسداً الفرحة وماحياً الابتسامة التي ارتسمت على شفاه الحضور بعد محاولته التهجم على السفيرة أليس سمعان وصراخه في وسط الحفل بإسقاط النظام والموت للعائلة الحاكمة. وأضاف أن العديد من الطلبة يعملون تحت إمرة هذا المدعي موسى عبد علي وهو ما سهل عملية دخوله للحفل إذ كان المدعوين مسجلين بالاسم إضافة لعملية التصوير وتسريب المقطع لفلول المعارضة المنتشرة هناك لنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من الفخر بإفسادهم حفل قامت به الملحقية الثقافية والسفارة البحرينية في المملكة المتحدة. وأوضح الطالب أن هناك عدداً ليس بالقليل من المبتعثين عن طريق برنامج ولي العهد يعدون قيادات في المعارضة ويرجع إليهم الأصغر منهم في عملياتهم الإعلامية وتنظيماتهم للاعتصامات أمام السفارة البحرينية والسعودية مشددين على التخفي بقطع قماش أو ما شابه لإخفاء ملامحهم عن العدسات. وفيما يتعلق بالأنشطة السياسية للمعارضة أكد الطالب وجود منظمات متطرفة ترى في الطلبة كنزاً لإغوائهم ضد النظام وتجنيدهم إعلامياً ومعنوياً ليكونوا معارضين بارزين ضد النظام وذلك بحشو أفكار متطرفة والسير على أجندة طائفية لها نظرة سياسية مختلفة للترويج لنظام ولاية الفقيه الذين يسعون لنقله إلى البحرين. أين العقوبات؟ وقال الطالب أحمد شوقي الماجد من جامعة ويلز “للأسف الشديد هذه الظاهرة موجودة بشكل كبير في المملكة المتحدة التي يقوم فيها عدد كبير من الطلبة الذين تلوثت أفكارهم بالتحريض والكراهية للنظام من قبل رؤوس الفساد والفتنة الموجودين هناك في بريطانيا حيث يقومون بعمل الندوات والمحاضرات والمؤتمرات التي تبث السموم في أفكارهم وتشجعهم على كره النظام الذي يجب أن يفتخر كل بحريني وبحرينية به لعدله المشهود عالمياً وبشفافيته واحترامه لذات المواطن ولحقوق الإنسان”. وأضاف “ما يؤسفنا كطلبة أيضاً أن هؤلاء الطلبة المشوهين لصورة وسمعة بلدهم بنشر الأكاذيب الضالة وتزييف الحقائق والخروج بصورة المظلومية أمام المجتمع الدولي لكي يشككوا في نزاهة دولة الحرية والقانون ومعظم هؤلاء الطلبة الخارجين في المسيرات و الاعتصامات المنددة بتشويه الصورة هم من الطلبة الذين يدرسون على نفقة الدولة وهم من مبتعثي جميع وزارت الدولة وبرنامج ولي العهد.. فهم لم يقدروا كل هذه العطايا ولم يحمدوا على هذه النعمة بل تجرأوا وتمادوا في تشويه الصورة لأبعد الحدود. وقال “على النقيض نرى أبناء البحرين الأوفياء الذين لم يتوانوا في لحظة من اللحظات في الدفاع عن وطنهم الغالي بالغالي و النفيس ليدحروا كل هذه الأكاذيب الضالة ليس لطلب جاه و لا مال و إنما دافعهم الوحيد بحرينهم الغالية التي ترعرعوا على أراضيها و نمت لحوم أجسادهم من خيرها .. ونرى أن الدولة لم تهتم لجهودهم و لم تسعى لكي توقف هؤلاء الطلبة و معاقبتهم على أفعالهم المشينة و اتخاذ الإجراءات الصارمة في حقهم ولو تطلب الأمر إيقافهم عن الدراسة وسحب بعثاتهم لكي يكونوا عبرة لمن لا يعتبر و يتلقنوا درساً يكون عبرة لرؤوس فسادهم قبل أن يكون درساً قاسياًَ لهم”. وتساءل الماجد “أين المسؤولون والمختصون في هذا الأمر من هذه الفوضى العارمة؟، وأين العقوبات التي تقوم جميع الدول المتقدمة بفرضها في مثل هذه الحالات التي تسيء لجميع أطياف المجتمع البحريني الأصيل؟. لا ترضوا المفسد وتساءل الطالب القطري علي السعدي عن أي بند من بنود القانون البحريني يتم السماح فيه لابتعاث طالب يعيث في سمعة البلاد ويحرض الغير ضد بلاده؟ وكيف يتم قبول طلاب في برنامج الابتعاث وتصرف عليهم الدولة أموالاً طائلة وهم يهينون البلاد ويعملون ضدها؟. وقال السعدي “مما لا شك فيه أن مملكة البحرين تمشي في تيارين لا ثالث لهما تيار إصلاح وتيار فساد فعلى الحكومة البحرينية أن تدعم تيار الإصلاح وتدحض التيار الآخر الذي يعيث الفساد ويشوه سمعة البحرين، وكي لا تصل إلى نقطة لا تستطيع أن ترضي الإصلاحي ولا تصلح المفسد مما يدخلها في دوامة لا تعلم نهايتها. وقال “نحن خليجيون لم ولن نتخلى عن دورنا الإصلاحي في البحرين الحبيبة التي نعدها دولتنا الثانية بعد قطر وسنظل معها قلباً وقالباً حتى تكون كلمة الله هي العليا”. طائفية لا وطنية وأكد الطالب محمد الغامدي أن دول الخليج تغلب الطائفية على الوطنية في أحيان كثيرة وهذا ليس في البحرين فقط بل في أغلب الدول الخليجية حيث يكون هناك تقديم للطائفة الدينية على الوطنية، لذلك غير مستغرب أن تنشأ مثل هذه الطقوس المعادية للدول من داخلها ومن أبنائها. وقال الغامدي “أرى أن مايسمى بالمعارضة البحرينية تحمل ولاء لدول خارجية لذلك هي تضرب بالحائط كل جميل قامت به الحكومة تجاه شعبها من ابتعاث وغيره وهذا هو السبب الأول وراء عدم نجاح ما أسموه بالثورة وهو أنها تحمل شعاراً طائفياً لا شعبياً”.