د. هاشم: «النادي» ريادة صحافية تخلق جيلاً واعياً بأصول ممارسة المهنة
الشهابي: نجومية الصحافي لا تأتي إلا من خلال التدريب والتأهيل الجيد
متدربون: منحتنا فرصة ذهبية ورعاية كاملة لم نحلم بهاكتبت ـ سلسبيل وليد:
كشف رئيس تحرير صحيفة «الوطن» يوسف البنخليل، أن صحفاً سعودية تتجه لاستنساخ تجربة نادي «الوطن» للصحافة، فيما عدّ رئيس جمعية الصحافيين البحرينية مؤنس المردي المشروع رائداً بفكرته مميزاً بتوقيته، في حين قال متدربون إن النادي أهلهم ووضعهم على سكة العمل المهني الاحترافي.
وقال البنخليل إن الصحف السعودية أعجبت بالفكرة بعد أن لاقت قبولاً بين الإعلاميين وصدى واسعاً على المستوى المحلي، موضحاً أن العمر المهني القصير للصحافي البحريني كان الدافع الرئيس وراء إنشاء النادي.
وشرح في تصريح له أن فكرة المشروع تقوم على تدريب الصحافيين المبتدئين مدة 6 أشهر على أساليب الكتابة الصحافية الاحترافيـــة، وامتهان الفنون الإعلاميـــة المختلفة والإبداع فيها، لافتاً إلى أن «الوطن» تسمح للمتدربين بالكتابة على صفحاتها وممارسة العمل الصحافي في ختام التدريبات النظرية، وعينت عدداً ممن أظهروا كفاءة ورغبة وميلاً للكتابة الإعلامية.
وأضاف أن «الوطن» خرجت الدفعة الأولى من المتدربين، حيث سجل بالنادي حوالي 53 متقدماً قبل منهم 20، فيما وصل عدد المتقدمين بالدفعة الثانية إلى 30 قبل منهم 22 متدرباً، مشيراً إلى أن التجربة مستمرة ولن تنتهي، وهي بمثابة نواة لاستقطاب الشباب الراغب بتطوير أدواته الكتابية ومهاراته الصحافية.
وأبدى البنخليل فخره بالمستوى الراقي لعناصر الدفعة بعد تخرجها من التدريبات النظرية والتطبيقية، آملاً أن تشكل هذه المواهب مستقبلاً واعداً في عالم الصحافة البحرينية.
فكرة رائدة
من جانبه، قال رئيس جمعية الصحافيين البحرينية مؤنس المردي، إن هناك صحفاً أخرى أقدم من «الوطن» خرجت أجيالاً من الصحافيين، مستدركاً «إلا أن الوطن وضعت إطاراً لعملية التدريب الصحافي، وكان المشروع رائداً بفكرته مميزاً بتوقيته».
وأضاف أن «الوطن» أول جريدة بحرينية شبابية تنظم نادياً صحافياً، يهدف لإعداد كادر شبابي وجيل إعلامي جديد يتقن فن الإعلام ويدرك قضايا المجتمع المحيط.
وأوضح أن «الوطن» فتحت الباب واسعاً لاستنساخ التجربة وتطويرها، مؤكداً أن النادي نقطة مضيئة تحتسب لرئيس تحرير صحيفة الوطن يوسف البنخليل، هدفها تقديم شيء لأبناء البحرين وتدريبهم على أيدي إعلاميين ذوي خبرة وكفاء عالية.
المجال الخصب
وأوضح أستاذ الإعلام بجامعة البحرين د.هاشم عوض، أن النادي يحسب لصحيفة الوطن ويمثل ريادة صحافية في مجال خصيب، من شأنه خلق جيل شبابي واع بالممارسة المهنية الصحافية.
واعتبر عوض فكرة النادي، بادرة على قدر كبير من المسؤولية الصحافية، لافتاً إلى أهمية التدريب المهني لطلبة الإعلام والخريجين الجدد، من خلال دورات تدريبية منظمة مستمرة تستكشف المواهب وتنمي القدرات وتصقل المواهب.
وقال إن الوطن حريصة على تنمية المواهب الإعلامية، عبر إفساح المجال وإتاحة الفرصة أمام الشباب الراغب في ممارسة الصحافة وامتهانها على أسس احترافية.
وعد عوض حسن اختيار العناصر المقبولة بنشاط كهذا، حجر زاوية أساس في قضية التدريب والتأهيل الإعلامي، موضحاً أن كثيرين ممن لديهم رغبة مزاولة الإعلام لا يملكون المهارة والقدرة الحقيقية للعمل، ما يجعل برامج التدريب والإنفاق عليها تدور في حلقة مفرغة.
وأكد أن الوعي بتصميم الخطط والبرامج التدريبية اللازمة لهذا التأطير المهني يعد شرطاً لنجاح التجربة، داعياً إلى بناء شخصية الصحافي وشمول هذا الجانب بخطط وبرامج التدريب، خصوصاً ما يتعلق بالثقافة العامة المتخصصة والمهارات الصحافية الضرورية، إلى جانب الاتجاهات الإيجابية نحو المهنة وأخلاقياتها، والتركيز على السلامة اللغوية في الكتابة الصحافية.
نبع لا ينضب
وقال الصحافي غسان الشهابي إن المتدرب بمجال الصحافة يستطيع أن يبرز بالجد والاجتهاد وامتلاك أدوات الكتابة الصحافية بمرور الوقت، لافتاً إلى أن النجومية تأتي لاحقاً خصوصاً إذا استفاد المتدرب من دورات التأهيل وسعى جاهداً لتطوير مهاراته.
وأضاف الشهابي أنه حلم دوماً بإنشاء مركز تدريب صحافي دائم ومستمر، مشيراً إلى أن تجربة نادي الوطن للصحافة ليست الأولى في المملكة، إذ سبقتها مؤسسات أخرى.
ونبه إلى أن الصحافي يعمل بمعدل 12 ساعة يومياً، داعياً أصحاب المؤسسات والشركات الإعلامية والصحافية، إلى تخصيص جزء من موازناتها لتدريب كوادرها وتأهيلهم على مختلف الفنون الإعلامية، وتزويدهم بالأساليب والطرق الجديدة في الكتابة الصحافية.
وقال إن الخدمة المدنية تشترط أن يكون طالب التوظيف خاضعاً لدورات تدريبية لا تقل عن 50 ساعة، مشيراً إلى أن بعض الصحف لا تدرب موظفيها عكس أخرى تتطوع لتدريب الراغبين بتعلم أساسيات المهنة وفنونها.
وأعرب الشهابي عن أمله أن تتحول تجربة نادي الوطن، إلى شيء راسخ واستراتيجية واضحة لتدريب الكوادر الشبابية والاستفادة من قدراتها بعد صقلها ومنافسة باقي الصحف وتصدرها.
وأضاف الشهابي أن المهارات الأساسية في الصحف الحديثة اليوم تتمثل في البحث عن المعلومة وتحليلها، مشيراً إلى أن التدريب دائماً ما تنقصه استراتيجية ووجودها في بعض الصحف حالة امتياز.
رأي المستهدفين
من جانبها، أبدت المتدربة ريناتا عزمي إعجابها الشديد بالنادي، وقالت إن رغبتها في الحصول على الخبرة المطلوبة في ميادين الكتابة الصحافية دفعها للانضمام للنادي.
وأضافت أنها تسعى لتعزيز ثقافتها بعيداً عن الكتب والمقررات الجامعية، متوجهة بالشكر لصحيفة الوطن لمنحها هذه الفرصة أمام طلبة الإعلام والخريجين الجدد والباحثين عن فرص وظيفية.
وأكدت أنها استفادت من النادي على جميع الصعد، وتعلمت على يدي إعلاميين ذوي باع طويل في المجال، كيفية كتابة الخبر توظيف المعلومة وتحليلها، وطرق التعامل مع المصادر وانتزاع المعلومات منها، واكتساب علاقات اجتماعية واسعة وتوسيع المدارك المعرفية.
وأوضحت أن الاستفادة لا تقتصر على كتابة الخبر وبنائه وتصدير عنوانه فقط، وإنما معرفة بأشياء كثيرة كانت مجهولة لدى المتدرب المبتدئ، ومصطلحات جديدة أسهمت في إغناء معارفه وإثرائها.
وتمنت عزمي أن يتجسد العمل الصحافي بروح الفريق الواحد المتآلف المنسجم، وأن تزداد ساعات العمل النظري في الدورات المماثلة، مبينة أن أوجه القصور غالباً ما تكون من جانب المتدربين لا المسؤولين عن الدورات.
وخاضت ياسمين صلاح تجربة الصحافة باعتباره مسار تخصصها، يضاف لحبها للمهنة ورغبتها في التقدم للنادي والاستفادة من خبرات المدربين.
وأوضحت أن اكتساب الخبرة المهنية من خلال الدورات التخصصية تسهل دخول سوق العمل، لافتة إلى أن النادي صقل موهبتها الصحافية ومهاراتها في الكتابة وجعلها تقابل أشخاصاً كثر وتكوين صداقات معهم.
وقالت إنه كان ينقصها إثبات انتمائها لأسرة صحيفة الوطن عندما كانت تذهب لأية تغطية، مشيرة إلى أنها لم تعد عائقاً بعد أن أصبحت صحافية ممتازة.
وقال محمد محيسن إنه اختار نادي الوطن خصوصاً لأنها شبابية وتهتم بالشباب ومشكلاتهم، إضافة إلى حبه للتعرف أكثر على البحرين، وأكد أن حبه للكتابة وعيشه في مصر بعيداً عن البحرين كان له دور بانضمامه للنادي.
وأضاف أن أسلوبه بالكتابة الصحافية تطور بعد الدورة، من خلال ما تعلمه في ساعات التدريب النظـري والتغطيات الميدانية والاتصالات بمصادر المعلومات. وتمنى محيسن زيادة عدد ساعات التدريب النظري وأن تكون ثابتة أسبوعياً. وأوضح عبدالرحمن خليل أن النادي فتح مجالاً جديداً أمام الصحافيين الشباب، فضلاً عن كونها تجربة جديدة تنمي المواهب والقدرات وتصقل شخصية الفرد وتطور كتابته، موضحاً أن حب الاطلاع دعاه للانضمام للنادي.
وترى نورهان طلال أن نادي «الوطن» منحها ما لم تكن تحلم به، و زادها خبرة ومهــــــارة، عبر الخــــــوض فــــي مجال التطبيق العملـــي بعيــداً عن كتب الدراسة والنظري، إضافة إلى التعرف على المصادر باختلاف أنواعها والتعامل معها بثقة وجرأة أكبر.
وقالت إن انضمامها للنادي أكسبها معرفة واطلاع واسعين على مشاكل وقضايا المجتمع البحريني، متمنية زيادة عدد ساعات التدريب النظري وتعلم كيفية كتابة المقالات الصحافية بغض النظر عن نوعها تعليقاً كانت أم تحليلاً، فضلاً عن خوض المتدربين في التغطيات الميدانية وليس التصاريح الهاتفية فقط، حيث إنها تولد جرأة وثقة أكبر.
في حين تقول سلمى إيهاب إن النادي يعلم التوازن بين العمل والدراسة، حيث إنه لم يؤثر سلباً على مستواها الدراسي أو إنتاجها المعهود قبلها.
وتمنت على «الوطن» إتاحة الفرصة أمام المتدربين لاختيار القسم المرغوب للعمل، سوء كان قسم المحليات أو الاقتصاد أو الرياضة أو المنوعات، لافتة إلى أن بعض المصادر لا تثق بالصحافيين الجدد ولا تزودهم بالمعلومات، ما يؤثر سلباً على حماسهم ورغبتهم بالعمل.