آلاف البريطانيين والمقيمين في العاصمة لندن ينتظرون صباح أول أيام العام الجديد من كل عام بفارغ الصبر، ويفترشون الأرض أمام كبرى المتاجر البريطانية للظفر ببضائع يعلن عن خصومات عليها تصل إلى 90%.
وكان متجر "هارودز" الشهير في العاصمة البريطانية لندن من أوائل المتاجر الكبرى التي قامت بالإعلان عن بضائع وسلع باهظة الثمن بخصومات غير عادية فقط في أول أيام العام الجديد، ومثال على ذلك ساعة بقيمة ألف دولار تعرضها بـ100 دولار فقط.
وغالبية المتاجر الكبرى تقوم بعرض بعض السلع كنوع من تحفيز الزبائن والسياح على الشراء، ولا يتوقف الأمر عند متجر هارودز، بل هنالك عشرات المتاجر التي تسير في نفس النهج وتقدم عروضاً مغرية في صبيحة أول أيام العام الجديد مثل "سيلفردجز وهاوس أوف فريزر وليدل وهارفي نيكلز" وغيرها.
يقول أحمد العنزي "بريطاني من أصل عربي" لـ"العربية.نت" إنه عمل لدى متجر هارودز لأكثر من 4 أعوام، كان يتفاجأ بالطوابير التي تفترش الأرض في مساء الليلة الأخيرة من كل عام، حيث تنتظر فتح أبواب المتجر صباح أول أيام العام الجديد.
وأضاف العنزي أن المتجر يحتوي على الكثير من البوابات، وكل بوابة يجلس أمامها قرابة الألف شخص على أقل تقدير، مبينا أنه ما أن تفتح الأبواب حتى يهرع الزبائن جريا إلى تلك العروض الخاصة.
وأكد أن الكثير من الزبائن يقومون بزيارة المتجر قبلها بليلة، ليتأكدوا من المكان الذي ستعرض فيه السلعة، فمثلا إذا تم الإعلان عن بيع كاميرا معينة بسعر مغرٍ، فإن الزبائن تأتي لتتعرف على الرف الذي سيتم عرض تلك السلعة عليه، وهكذا فإن كل شخص يبحث عن البوابة المناسبة الأقرب للبضاعة التي يضع عينه عليها.
وأوضح العنزي أن متجر هارودز يتحول إلى ساحة ماراثونية، فكل زبون يجري في اتجاه، ومن يحصل على مبتغاه يكون قد ربح كما لو كانت تلك السلعة بالمجان، لأن الخصم حينها يتجاوز الـ90%، وعادة ما يقوم المتجر بعرض قطعتين أو ثلاث فقط من كل سلعة يضعها ضمن قائمة العروض الخاصة لصباح أول أيام العام الجديد.
باتريشيا غريفن مواطنة إنجليزية في الستين من عمرها، لكنها لا تمانع من النوم بقرب أحد أبواب تلك المتاجر مع زوجها باتريك، وتقول لـ"العربية.نت" إنها جربت الأمر مرتين، لكنها لم تظفر بشيء، إلا أن زوجها تحصل على جهاز "كوفي ميكر" بسعر زهيد جدا، مضيفة أن العروض تستحق التضحية بليلة رأس السنة.
وأشارت باتريشيا إلى أن هذه العروض باتت من تقاليد ليلة رأس السنة، ويتوافد بعض الإنجليز من خارج المدينة، ليفترشون الأرض ليلا، حتى يتسنى لهم الحصول على فرصة شراء تلك النوعية من البضائع.
وبينت باتريشيا أنه عادة ما تنفق حوالي ألف جنيه إسترليني على خصومات مناسبتي الكريسماس ورأس السنة، فهنالك بضائع تستحق الشراء، لتدني أسعارها في هذا الوقت من كل عام، بينما لو أنها ابتاعت تلك البضاعة في الأيام العادية فإنها ستضطر لإنفاق أكثر من 4 آلاف جنيه تقريبا، وبذلك ترى أن "موسم الخصومات" فرصة ذهبية للأسر الإنجليزية لشراء ما تحتاجه طوال العام.