مقدرات بلادهم والذود عنهاالمنامة في الاول من يناير / بنا / ثمن السفير الروسي في البحرين السيد فيكتور سميرنوف التطور الملحوظ الذي تشهده علاقات بلاده بمملكة البحرين، مؤكدا عمق العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين الصديقين ببعضهما منذ عقود، ومشيدا بالمواقف المشتركة التي تتبناها الدولتان إزاء الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية.

وأكد السفير الروسي في حديث خاص مع وكالة أنباء البحرين "بنا" أن العلاقات الثنائية المشتركة بين مملكة البحرين وروسيا شهدت دفعة قوية إثر قيام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين المفدى بزيارته التاريخية لموسكو عام 2008، والتي أسفرت عن تحقيق عدد من النتائج المهمة كان على رأسها تدشين مجلس الأعمال البحريني الروسي، الذي اعتبره حجر الزاوية للعلاقات القائمة بين البلدين، هذا فضلا عن استضافة مملكة البحرين للمنتدى الاقتصادي العربي ـ الروسي وزيادة حجم التعاون والتبادل التجاري بين الدولتين، والتي تزداد يوما بعد يوم. 

واكد السفير الروسي في حديثه ترحيب بلاده بدعوة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه إلى استكمال حوار التوافق الوطني, ومساندتها لسلسلة الإصلاحات التي تشهدها المملكة, مشددا على إدانة موسكو لكافة التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للبحرين, ورفضها كافة أعمال العنف والشغب والإرهاب.

واعتبر السفير الروسي أن بلاده تدرك ماهية التحديات والمخاطر والتهديدات التي تتعرض لها البحرين، مشيرا إلى أن روسيا ارتأت منذ بداية الأحداث المؤسفة التي شهدتها المملكة إن حل أية مشكلات يجب أن ينبع من داخل البلاد ووفقا لظروفها، ودون تدخل من أية جهة، بحيث يظل الحوار الفعال والبناء هو الحل الوحيد لتجاوز الأزمات وبما يعم بالخير على المصلحة العامة، وشدد على ضرورة عدم تدخل أية دولة أو قوة خارجية، أيا كانت، في الشؤون الداخلية للبحرين, وأن البحرينيين وحدهم هم المعنيون بحماية وطنهم من التخريب والدفاع عنه بالطريقة السليمة.

وتابع قائلا أن موسكو "لا تقبل بتاتاً بالإرهاب والتطرف, وأن الحوار والتواصل هما الحل السليم لتجاوز الأزمات"، مؤكدا أن الاتحاد الروسي يرفض بشدة كل أنواع العنف والترهيب التي عاشتها البحرين من جانب أيادي التخريب, معتبرا إن مثل أعمال التطرف هذه لن تسفر عن حلول، وأن جرائم الإرهاب ليست بطريقة لتسوية المشكلات والأزمات، وأنها لن تؤدي إلا إلى حلقة مفرغة من الفشل والإخفاق الذي لا يمكن الخروج منه، داعيا مجددا إلى نبذ العنف وانتهاج الحوار بديلا لذلك.

وفي حديثه عن العلاقات الثنائية بين البلدين، اكد سميرنوف أنها علاقات ممتازة تتبلور كل يوم في إطار من الصداقة الوطيدة, معربا عن سعادته كون مهمته في مملكة البحرين بدأت منذ الزيارة التاريخية لجلالة عاهل مملكة البحرين المفدى إلى موسكو التي اتسمت بالودية والعمق وشهدت محادثات بناءة بين قادة البلدين وتوقيع اتفاقيات ثنائية في العديد من مجالات التعاون, مشيدا بعمق التفاهم القائم بين البلدين على المستوى السياسي تجاه عدد كبير من القضايا العالمية والإقليمية، وبالتعاون الجيد المشترك بينهما على الصعيد الأممي.

كما أثنى السفير الروسي على زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم ال خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الاعلى للمرأة إلى موسكو, وافتتاح سموها واحدا من أهم المتاحف بمدينة سانت بتراسبورغ الروسية, مشيدا بمستوى الحراك البحريني على صعيد قضية حقوق الإنسان, قائلا إنه خلال السنة المقبلة ستكون روسيا عضوا في مجلس حقوق الإنسان بجنيف, وستكون هناك المزيد من الفرص لإجراء محادثات حول هذه القضية التي تحتل أولوية قصوى ضمن مشروع العاهل المفدى الإصلاحي.

وفي هذا السياق، ثمن سميرنوف إنجازات المرأة البحرينية في شتى المجالات في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك, قائلا إنه يشعر بغاية السعادة والفخر حين يرى نساء بحرينيات تكرمن من قبل صاحب الجلالة الملك المفدى خلال الاحتفال بمناسبة يوم المرأة البحرينية, ما يدلل على أن مملكة البحرين تسير على الطريق الصحيح فيما يتعلق بقضية المساواة.

وأعرب عن ارتياحه تجاه التناغم بين السفارة الروسية بالمملكة ومعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة، في إشارة إلى سلسلة البرامج الفنية والثقافية التي دعمتها السفارة على منصة المسرح البحريني الجديد، وضمت عروض الباليه الروسي، وأياما ثقافية تستعرض التراث والتاريخ والثقافة الروسية على أرض المملكة, وأخرى عن الثقافة البحرينية في موسكو، وضمت معرض اللآلئ البحرينية الذي أقيم في متحف الفنون الروسي.

وأوضح السفير أن هناك نحو مئتي روسي يعملون ويقيمون بالمملكة، مرحبا في هذا الإطار بدور الجمعية البحرينية للمتحدثين باللغة الروسية، التي تأسست مؤخرا من قبل خريجي الجامعات بالاتحاد السوفياتي سابقا, مشيرا إلى أن مواطني بلاده في البحرين يعملون في مهن متعددة ومتنوعة كالهندسة والطب والفيزياء بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى، ووجه أسمى أمنياته لمملكة البحرين بالاستقرار والسلام والأمن, معربا كذلك عن أمله في الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أوسع وأرحب، خاصة في ظل احتفالات المملكة بذكرى أعيادها الوطنية وكذا بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد. 

وفي نهاية حديثه، أعرب السفير الروسي عن أمله في إقامة المعرض التجاري الخليجي ـ الروسي نهاية عام 2014 وبداية 2015, مؤكدا أن هذا الحدث المهم سيجمع بين المستثمرين الروس والخليجيين أصحاب المشاريع الصناعية لتشجيع التبادل الصناعي والتكنولوجي بين الجانبين، خاصة أن روسيا ترى باهتمام بالغ ، الخليج كشريك استراتيجي منوها إلى وجود فرص للتعاون في مجالي الغاز والألومنيوم, والقطاع المالي, مع تطلع بلاده إلى المشاركة في تشييد قطار سكة الحديد في دول مجلس التعاون.