أكد وكيل الوزارة للشئون الإسلامية الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح ضرورة قيام العلماء والخطباء ورجال الدين بواجبهم تجاه تلك الأعمال الإجرامية التفجيرية النكراء ومن يتصفون بها وينفذونها، لافتاً إلى أن الخطباء والدعاة والوعاظ ينبغي أن يكونوا صمام أمان للمجتمع من خلال إرشادهم وتوجيههم وإنكارهم أفعال المضللين الذين اتخذوا من العنف والترويع سبيلاً ومنهاجاً بهدف نزع استقرار الوطن وتهديد أمنه والقضاء على نسيجه الاجتماعي ووحدة شعبه، مشيراً إلى أن ما يفعله أولئك المخربون هو خيانة للدين والوطن فحفظ النفس والدم أهم المقاصد الشرعية التي جاء الإسلام بها.


وقال الدكتور المفتاح: إن استهداف أمن واستقرار الوطن بأعمال إجرامية تفجيرية يعني تحول أولئك المجرمين العابثين بأمن الوطن إلى مرحلة خطيرة تستهين بالحياة البشرية وتستبيح الدماء التي حرمها الله تعالى حيث يقول سبحانه: (مِنْ أَجْلِ ذَ?لِكَ كَتَبْنَا عَلَى? بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا..)، ويقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُه). وقد ورتب الله العقوبة التي يستحقها أولئك العابثين بالدماء والأرواح في قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ? ذَ?لِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ? وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).


وشدد وكيل الوزارة للشئون الإسلامية على ضرورة إدانة هذه الأعمال الإجرامية من قبل جميع فئات الشعب وبخاصة دعاة وخطباء المنابر، وقال بأن رفض الإرهاب وإدانته أصبح واجباً وطنياً يحتمه الشرع والعرف والانتماء للوطن، فالمؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً.

وأضاف المفتاح: بأن السكوت وعدم الإنكار على تلك الأفعال الإجرامية يعد تغطية لأعمالهم الإرهابية المستنكرة، ومن لا يدين الإرهاب بشكل واضح وصريح ودون مواربة يتحمل مسئولية وتبعات ذلك فلا منطقة وسطى فإما أن نكون مع أمن الوطن وسيادته أو ضد ذلك.

وأوضح وكيل الوزارة للشئون الإسلامية بأن خطابات الكراهية والعنف الصادرة عن بعض من يرتقون منابر الخطابة والوعظ والإرشاد تعد وقوداً يفجر مثل هذه الأعمال الإرهابية، داعياً إلى ضرورة التحلي بروح الأمانة والمسؤولية على الوطن حفظاً للدماء وحرصاً على نسيج الوحدة الوطنية.

وقال: إن ما أعلنته الجهات المختصة من إحباط عدد من المحاولات الإجرامية التي كانت تستهدف أمن واستقرار البحرين يعد مؤشراً خطيراً، الأمر الذي يدعو الجميع إلى استشعار الخطورة البالغة إزاء هذا التطور الإجرامي الخطير، وعلى الجميع أن يعي ضرورة التفرقة والفصل بين الخلافات السياسية وبين نبذ العنف والإجرام والإرهاب والتطرف المستنكر شرعاً وعقلاً وعرفاً وقانوناً.