كشفت دراسة حديثة للباحث نوح خليفة, اليوم السبت, عن وجود علاقة مضطردة بين الإنفتاح المهني على المستويين القديم والحديث وبين الحراك البشري الخليجي السائد في البحرين خصوصاً والخليج عموماً، وبينت الدراسة أن تنمية المقومات والقواسم المشتركة الأحدث بين دول الخليج العربي على المستويات المهنية والتجارية والاشتراك في تنمية مجالات حديثة متقدمة وزيادة تبادل المنفعة في مجالات متعددة مثل تنشيط الناتج السياحي أو الإقتصاد الحكومي والشعبي بالشكل الذي ينمي مقومات التقدم والتنسيق المشترك في المنطقة، ويوفر بيئة جاذبة ومجزية تحقق تطلعات كل فرد خليجي في أي بلد في ربوع الخليج العربي عوامل هامة يمكن الإستناد عليها في تشكل ملامح أحدث لنهضة إقتصادية خليجية مشتركة تعزز النمو الإقتصادي والتدفق الشعبي الخليجي بين دول المنطقة.
وأشارت الدراسة إلى وجود نسبة من المقيمين العمانيين الجدد في البحرين وأغلبهم شباب يعيشون في البحرين لأسباب دراسية أو عملية مرتبطة بفرص عمل متقدمة مثل الهندسة أو الطيران أو غيرها من التخصصات الحديثة، وعزت الدراسة ذلك إلى موقع البحرين كوجهة للعمل والتعليم من جهة وتنافس الشركات لإستقطاب القوى البشرية المؤهلة من جهة أخرى والتطورات الأخيرة التي تعيشها عمان في التنمية البشرية في مجالات التعليم والعمل ومختلف مجالات النهضة الحديثة.
وأشارت الدراسة إلى وجود إختلافات جوهرية في طبيعة الموارد البشرية المتدفقة إلى البحرين على المستوى الحديث مقارنة بالموارد التي تدفقت إلى البحرين قديما ً مبينة أن 22% من العمانيين المقيمين في البحرين يحملون مؤهلات علمية عليا مقارنة بنسبة 42% مؤهل متوسط و21% يقرأ ويكتب و 15% أمي، كما كشف البحث بروز تغيرات على الواقع المهني السائد قديماً وإنحسار أعداد العمانيين العاملين في مجالات تقليدية متعددة مثل (البناء والزراعة والصيد وتربية المواشي) وغيرها من المهن التقليدية التي كان العمانيون أكثر من يشغلها على مستوى البحرين وذلك على العكس تماما عما كان سائداً خلال المراحل التاريخية السابقة.
وكشفت الدراسة أن 53% من المبحوثين أكدوا أن المهن التي يمارسونها الآن تغيرت عن المهن التي كانوا يعملون بها بداية وصولهم البحرين مقابل 47% قالوا أن المهن التي يمارسونها الأن نفس المهن القديمة. وبينت الدراسة أن نسبة العمانيين العاملين في المجالات التقليدية في البحرين إنخفضت من 19% إلى 1% مقابل إرتفاع العاملين في القطاع العام من 28% إلى 40% أما العاملين في القطاع الخاص فقد إنخفضت حديثاً من 31% إلى 26% مقارنة بالمجالات المهنية التي عملوا بها بداية وصولهم إلى البحرين مقابل وجود نسب متفاوتة من المتقاعدين والطلاب وربات المنازل.
وصرح الباحث نوح خليفة عن عزمه إطلاق أنتاجه العلمي الجديد الموسوم العمانيون في البحرين مظاهر التعايش الإجتماعي والثقافي والمهني "تحليل تارخي – معاصر" فور تحديد خطة العمل المناسبة لفعالية تدشينه مشدداً على ضرورة التعمق في الإمتداد التاريخي للإتحاد البشري البحريني العماني الذي شق طريقه في وجه الحياة التقليدية منذ قبل إكتشاف النفط إنطلاقاً من العمق المهني والإقتصادي.
وأشار خليفة إلى مظاهر التعايش الإجتماعي والثقافي والمهني بينت وجود إحتياجات إقتصادية للبشر في تلك الحقبة التاريخية من ناحية وعززت التدفق الشعببي واللحمة من ناحية أخرى سواء إحتياجات بحرينية لأعداد بشرية أكبر للإستفاد منها لصالح النمو الإقتصادي والإنفتاح العالمي الذي تشهده البحرين آنذاك وتطلب اعداد بشرية أكبر للعمل أو إحتياجات بين العنصر البشري العماني إلى العمل ومحاولته الإستفادة من الإنفتاح التجاري في البحرين قديماً.
وكشف خليفة أن التماثل الثقافي وتشابك المصالح الإقتصادية عاملين رئيسيين حددا دوافع تدفق العمانيين إلى البحرين آنذاك مبيناً أن توافق إحتياجات شيوخ البحرين وسكانها المهنية والتماثل الثقافي بين الشعبين وقابلية العمانيين للإنخراط في مختلف المهن وخبراتهم المسبقة فيها مثل القنص وتربية الجمال والزراعة والبناء وغيرها عوامل جعلت العمانيين المفضلين عند حكام البحرين ونظرائهم البحرينيين.
وراوح أن الوجود العماني في البحرين تحول من وجود مهني في بداياته إلى وجود إجتماعي مبيناً أن 51% من زوجات العمانيين في البحرين بحرينيات مقابل 27% عمانيات و7% جنسيات أخرى مقابل 15 % من العمانيين من فئة غير متزوج الأمر الذي وصفه الباحث بأنه مؤشر ذو دلالة كبيرة على أن الزواج من بحرينيات من الأسباب الرئيسية لذوبان العمانيين في الهوية الوطنية البحرينية مقارنة بنظرائهم الذين عادوا لمباشرة حياتهم الإجتماعية في سلطنة عمان.