انطلقت في ابوظبي, اليوم الأحد, أعمال الندوة المشتركة عن "التعاون الإعلامي الإماراتي-البحريني في ظل التحديات الراهنة في المنطقة العربية"،وذلك في "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" بالتعاون مع "جمعية الصحفيين" في مملكة البحرين، التي تستمر يومين .
وقال الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في كلمته الترحيبية لدى افتتاحه أعمال الندوة المشتركة، ان التأثير المتنامي للإعلام بوسائله وتقنياته كافة، ضمن آليات إدارة العلاقات الدولية في الوقت الراهن .
واوضح أنه إذا كان الإعلام يمثل منذ عقود مضت، أحد مكونات ما يعرف بالقوة الناعمة للدول، فإن دوره هذا، بات يشهد تحولات متسارعة بفعل تجليات ثورة المعلومات وتطبيقاتها في مجال الإعلام مشيرا الى ان الإعلام يمثل منذ عقود مضت، أحد مكونات ما يعرف بالقوة الناعمة للدول، فإن دوره هذا، بات يشهد تحولات متسارعة بفعل تجليات ثورة المعلومات وتطبيقاتها في مجال الإعلام .
واكد ان الندوة تناقش اهمية التعاون الإعلامي بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين"، وهي أهمية ذات أبعاد متعددة، أهمها ما يتعلق بطبيعة التحديات الاستراتيجية المشتركة التي نتقاسمها، وما تتطلبه هذه التحديات من استجابات مشتركة لمواجهتها والتصدي لها على الصعد كافة، ومنها بطبيعة الحال الصعيد الإعلامي .
واضاف أن منطقة الشرق الأوسط باتت ساحة لأشد صراعات القرن الحادي والعشرين وطأة حتى الآن، في ظل ما تموج به المنطقة من تغيرات واضطرابات وتحولات تتداخل فيها العوامل الطائفية والمذهبية والسياسية والعرقية وحسابات المصالح وطموحات فرض السيطرة والنفوذ والهيمنة الإقليمية، وغير ذلك من عوامل ومحركات للصراع والاضطراب في هذه المنطقة الحيوية من العالم .
وقال الدكتور جمال السويدي في كلمته أن الإعلام يلعب دوراً بارزاً فيما تشهده المنطقة من أحداث , فهناك أدوار مؤثرة للفضائيات المتلفزة في تشكيل الرأي العام وبناء القناعات، بل تحريك الأزمات وإدارة الاضطرابات؛ وهناك أدوار موازية تلعبها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت متغيراً لا يستهان به، في فهم ديناميات الأزمات الداخلية التي تشهدها بعض دول المنطقة.
واضاف "ان التعاون اصبح في المجالات كلها، وفي مجال الإعلام على وجه التحديد، خياراً حتمياً لا مفر منه بالنسبة إلى دولنا؛ لأن التحديات باتت تتزايد وتتكاثر بوتيرة متسارعة، بعد أن أصبحت التحديات عابرة للحدود، وأصبح الإعلام إحدى الأدوات الفاعلة في التنافس الاستراتيجي وصراعات النفوذ والسيطرة في النظام العالمي الجديد، ضمن ما يعرف بحروب الجيل الرابع، وغيرها من استراتيجيات الصراع ونظرياته، التي توجب تنسيقاً وتعاوناً وتبادلاً للخبرات بين الدول" .
واكد إن دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، تمتلكان إرادة سياسية راسخة وموروثاً عميقاً ورصيداً تاريخياً في مجال التعاون المشترك في المجالات كافة، كما تمتلكان كذلك خبرات كبيرة في العمل الإعلامي، وتشهدان طفرة نوعية في هذا المجال الحيوي، على المستويين التقني والمهني، بما يؤهلهما لبلورة رؤى وصيغ فاعلة للتعاون المشترك؛ من أجل مواجهة التحديات على المستويين الداخلي والخارجي، وتبادل الخبرات على صعيد مواجهة الحملات الإعلامية الخارجية التي تتعرض لها الدولتان، وكذلك التصدي للدعايات الخارجية المسيئة والمغرضة التي تتعرض لها بين الفينة والأخرى مملكة البحرين الشقيقة؛ بهدف النيل من الأمن والاستقرار والتأثير سلبياً في مسيرة العمل التنموي .
واضاف انه في هذا الإطار، تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى راسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة على تأكيد دعمها الدائم ومساندتها القوية والمستمرة للأمن والاستقرار في مملكة البحرين .
وقال انه انطلاقاً من هذه القناعة الراسخة، فإن "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، يضع كل خبراته ورصيده المعرفي والعلمي في خدمة مملكة البحرين، ساعيا إلى بذل الجهد وبناء قنوات اتصال فاعلة، وتعاون وتنسيق متواصلين؛ من أجل دراسة التحديات المشتركة في المنطقة العربية على الصعيد الإعلامي وغيره من الصعد، وبلورة آليات التعامل معها، بما يضمن لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جميعها الأمن والاستقرار، ويحفظ لشعوب هذه الدول المكتسبات التنموية التي حققتها، ويهيِّئ لها البيئة الملائمة للمضي في تحقيق مزيد من التقدم والازدهار" .
واكد في ختام كلمته ثقته بان الندوة، ستفتح آفاقاً جديدة في مقاربة موضوع النقاش، وتضيف قوة دفع نوعية للعلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين .
وتناولت الجلسة الأولى أهمية دور التعاون الإعلامي في مواجهة التحديات الداخلية، وتحدثت فيها الكاتبة والصحفية سوسن الشاعر عن جماعات التطرف الديني وحرب الشبكات، وعن دور الإعلام في تغطية الأحداث بطريقة يمكن أن تكون لها نتائج كارثية على الاستقرار الأمني، وكيف تلعب مؤسسات المجتمع المدني دوراً مهماً في بث رسائلها الخاصة إلى العالم والتأثير على الرأي العام .
كما تحدث في الندوة الأستاذ محمد الحمادي، رئيس تحرير "جريدة الاتحاد" في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث اكد أهمية التنسيق والتعاون الإعلامي بين مؤسسات الدولة الواحدة، والمؤسسات الإعلامية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في نقل المعلومات والاخبار، واستغلال تلك الوسائل بطريقة سلبية .
وتطرق الحمادي إلى أهمية الرجوع إلى كتاب مدير عام "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، الدكتور جمال سند السويدي، "وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحديات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك" الذي يرصد تطور دور وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الاجتماعي في المستقبل، وما سيعكسه ذلك من تغييرات على كثير من المسلَّمات الراهنة.
وتطرقت الجلسة الثانية والأخيرة في اليوم الأول إلى أهمية التعاون الإعلامي في مواجهة التهديدات الخارجية، حيث ذكر الأستاذ مؤنس المردي، رئيس تحرير "جريدة البلاد"، ورئيس جمعية الصحفيين في مملكة البحرين، أن هناك مؤامرة تستهدف دول الخليج العربي ويجب التنبه إلى الخلايا النائمة والمنظمات الحقوقية المسيَّسة، ودور الإعلام الخارجي وتعاطيه مع قضايا المنطقة.
كما تناول الأستاذ راشد العريمي موضوع التعاون الإعلامي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث أشار إلى أن هذا التعاون ليس خياراً، بل هو ركن أساسي لضمان الاستقرار.
ودار محور المناقشة المفتوحة حول ضرورة وجود سياسة إعلامية مشتركة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفقاً لخطة استراتيجية تدعمها حكومات دول المجلس، ويجب أن تكون السياسة الإعلامية مدروسة تستند إلى مبدأ الفعل وليس التعامل مع ردود الفعل، وشدد المشاركون على أهمية دور "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" في بناء مثل هذه الاستراتيجيات والخطط الإعلامية التي يجب أن تواكب المتطلبات والمتغيرات التي تتسارع في منطقتنا".