كتب – حذيفة إبراهيم ونور القاسمي:
تصاعدت المخاوف من تكرار سيناريو الأمطار التي شهدتها البلاد أمس الأول، خلال يومي الجمعة والسبت المقبلين، الذين يتوقع أن تهطل فيهما الأمطار وفقاً لإدارة الأرصاد الجوية. وأكد عدد من المواطنين أن اللجان التي تكونت لدرء آثار الأمطار وتفادي إعاقتها لحركة المرور في الشوارع وقفت عاجزة أمامها، وعن توفير مصارف وصهاريج لشفط المياه من الشوارع الداخلية والخارجية التي غرقت معظمها وشكلت بركاً متقاربة. من جهتهم جدد بلديون انتقادهم لوزارتي «البلديات و»الأشغال»، مؤكدين أن المجالس مازالت تشكو العدد المحدود لصهاريج الشفط.
«الأشغال» لا تتعلم
وقال عضو بلدي الوسطى خالد عامر إن بلدية المنطقة الوسطى لم ترسل صهاريج المياه خلال الأوقات المطلوبة وتأخرت في إرسال الـ 30 صهريجاً المخصصة للمحافظة لشفط المياه مما أدى إلى تفاقم المشكلة.
وأشار إلى أن وزارة الأشغال بدورها لم تتعلم من الخطأ السابق في سحب مياه الأمطار بصورة سريعة من الخزانات ما أدى إلى امتلائها مجدداً وعدم الاستفادة منها، مشدداً على ضرورة محاسبة الوزارتين من قبل المجلس النيابي نظراً لتقاعسهما في تأدية المهمة.
وبيّن أن الوزارة وعدت منذ الأمطار السابقة بتغيير الخطة ورؤية جوانب النقص فيها، فيما لم يتم أي من ذلك خلال الوقت المطلوب، ولم تنفع تحذيرات إدارة الأرصاد الجوية في تحريك ما هو ساكن، مؤكداً أن جميع ما يدعونه من وجود خطط هو «حبر على ورق» .
أمطار المغرب لم توارَ
بدوره قال العضو البلدي أحمد الأنصاري إن منطقة الرفاع بأكملها لا تمتلك إلا 3 صهاريج فقط لنقل المياه وبدأ عملها من الصباح الباكر وانتهى بعد المغرب، لتبقى حصيلة أمطار بعد المغرب دون نقل وإزالة إلا بعد فترة.
وأكد أن مدينة عيسى تملك 3 صهاريج أيضاً وعالي والمناطق المجاورة صهريجين، وسترة ونويدرات صهريجين أيضاً، مبيناً أن كمية الأمطار لا يسعها ضعف هذا العدد حتى! خصوصاً أن هذه المناطق مناطق كبيرة وعامرة بالسكان وطرقها مزدحمة على مدار الساعة، لذلك تحتاج إلى صهاريج أكثر لتجنب هذه الازدحامات والأضرار.
وأشار إلى أن الوضع في منطقة الرفاع ومدينة عيسى والمناطق المجاورة مزر جداً، حيث إن وزارة البلديات وعدتنا بتوفير صهاريج لنقل الماء لكنها لم تف بأي شي، مؤكداً أنه إلى الآن شوارع المناطق غارقة بالماء والمدارس متضررة والمناطق السكنية محاصرة بسبب عمق المياه المتراكمة بالقرب منها، إضافة إلى الازدحامات الخانقة وإعاقة الحركة المرورية التي استاء منها العديد.
وأضاف الأنصاري: من المخزي أن تقف وزارات المملكة عاجزة عن حل هذه الأزمة خصوصاً أننا مررنا بتجربة مماثلة من فترة وجيزة، ووزارة الأرصاد تعلن من فترة عن هطول أمطار يومي الاثنين والثلاثاء، وكان الأجدر بالجهات المعنية أن تقوم بترتيباتها قبل هطول الأمطار لا أثناءها، لكنهم ينتظرون مناقصات وتوقيع عقود مؤجلة لم توقع إلا بعد هطول الأمطار، لكن ما حدث اليوم إن دل على أمر دل على عدم تنسيق وعدم توافر خطة للطوارئ، إضافة إلى ضعف في الاستعدادات والتعاون من وزارتي الأشغال والبلديات. كما إنها أعلنت عن تجدد هطول الأمطار يومي الجمعة والسبت المقبلين.
وأكد أنه اضطر إلى تأجير سيارة على حسابه الخاص عند هطول الأمطار لأول مرة بسبب عدم توفير الوزارة المعنية بالأمر لصهاريج نقل، بهدف مساعدة الأهالي وفتح الطرقات المرورية والمنافذ الرئيسة في المناطق، مبيناً أن الأعضاء البلديين ما هم إلا حلقة وصل بين الأهالي والوزارات المعنية، مردفاً: للأسف لا نجد وزارات تتعاون معنا لأداء واجباتنا البلدية.
وشدد الأنصاري على وزارة الأشغال تنظيم شبكة خاصة لتصريف مياه الأمطار، مردفاً: ما نعاني منه من مشاكل في تصريف المياه لا يحل فقط بتوفير الصهاريج، وعلينا كدولة فقيرة الأمطار ألا نتعرض لهذه الحالات السيئة عند هطول كمية بسيطة من الأمطار، لافتاً إلى أنه بوجود هذه الشبكات الخاصة لتصريف المياه سنتمكن من الاستفادة من مياه الأمطار وإعادة استخدامها عند تحليتها وتنقيتها لأغراض متعددة كالري والشرب وغيرها، لكن للأسف الدولة تفتقر لسياسة تنظيم شبكات لتصريف الأمطار والاستفادة منها.
وبين الأنصاري أن وزارة البلديات تعرف جيداً أماكن تجمع المياه، راجياً منها أن تتصرف بشكل أفضل من هذه المرة في المرات المقبلة عن طريق توفير صهاريج ثابتة في أماكن تجمع المياه تلك. وأكد أنه رغم ما تعانيه المملكة كل عام عند هطول الأمطار، للأسف لا نجد أي تحسن، ولا نسمع عن محاسبة جهة معينة أو مساءلتها لتحسين عملها في المرات المقبلة.
تراكم المشاكل بالجنوبية
بدوره قال عضو البلدي محمد البلوشي إن المشاكل كالعادة لم يتغير شيء، فيها، إلا بعض مواقع الخزانات الأرضية، ولكنها لم تشهد أي متابعة ولم ترسل صهاريج لسحب المياه، مما أدى إلى تراكمها.
وأشار إلى أنه وبعد مطالبات طويلة، جاءت صهاريج وزارة الأشغال إلى المواقع لتسحب جزءاً من المياه، فيما وعدت بشفط الباقي لاحقاً نظراً لقلة الصهاريج.
وذكر أن بعض الأهالي اشتكوا من دخول مياه الأمطار إلى منازلهم، وتضررت من ذلك على الأقل 10 عوائل في الدائرة الأولى من المحافظة الجنوبية.
وبيّن البلوشي أن شبكة تصريف المياه في بعض الأماكن كانت تصب في أرض خاصة، إلا أن صاحب الأرض قام بردم المصب الرئيس وازدادت المشكلة منذ 7 سنوات. وأكد أن الخطط الجديدة التي وعدت بها الجهات المختصة لم تنفع، بينما ساعدت بشكل جزئي وجود بعض الخزانات الأرضية التي أنشأتها الأشغال.
من جانبه، قال عضو بلدي العاصمة غازي الدوسري: إن الأمطار جاءت أقل من المتوقع، فيما لم تشهد العاصمة العديد من المشاكل سوى في بعض القرى، مشيراً إلى أن خطة الطوارئ التي وضعتها وزارة البلديات آتت أكلها. وأشار إلى أن الخزانات الأرضية جاءت بنتائج طيبة في احتوائها للأمطار، إلا أنه يجب تطوير خطط الطوارئ لتتماشى مع كميات الأمطار الكبيرة، مشيراً إلى أهمية الاستعداد لبقية فصل الخريف.
ومن ناحيته، أكد رئيس بلدي المحرق عبدالناصر المحميد أن الأوضاع جيدة بشكل عام في المحرق، حيث شهدت تجمعات للأمطار إلى أن فرق عمل الطوارئ في البلدية استطاعت التصرف بشكل سريع وإرسال صهاريج المياه خلال وقت قياسي، مما أدى إلى تخفيف الأضرار المتوقعة، فيما لم تتعرقل حركة السير بشكل كبير في المحرق، مشيراً إلى أن بعض المناطق في المحرق مازال العمل جارياً فيها على شفط المياه، إلا أن الكميات ليست كبيرة جداً، ويمكن الانتهاء منها بسهولة.
«التربية» تسحب الأمطار
أكد مدير إدارة الخدمات بوزارة التربية والتعليم أن الوزارة عملت اليومين الماضيين على مدى 24 ساعة، على إزالة مياه الأمطار من عدد من المدارس.
وأشار إلى أن فرق العمل بالتعاون مع شركات مقاولات متخصصة قامت بشفط المياه المتجمعة بواسطة الصهاريج والمضخات من الساحات والملاعب، قبل حضور الطلبة للدوام المدرسي صباحاً، بالإضافة لإصلاح الانقطاعات الكهربائية.