تستهلك دول الخليج حالياً نحو 70 غيغاواط من الكهرباء، وهو رقم مرشح للتضاعف بثلاث مرات بحلول عام 2025، ما يتطلب استثمارات تقدر بـ100 مليار دولار نظراً لضخامة المشاريع المطلوبة لتوفير الطاقة.
وذكرت قناة العربية في تقرير لها اليوم الاربعاء أنه ظهرت مؤخراً تقنيات أصغر وأقل تكلفة وأكثر أماناً للبيئة يتم من خلالها توفير الطاقة المطلوبة لضمان مستقبل أفضل، وبرزت أولويات جديدة من أكثرها إلحاحاً استدامة مصادر الكهرباء.
وتشير التقديرات إلى نمو الطلب على الكهرباء في المنطقة بما لا يقل عن 7%، سنوياً في المستقبل المنظور.
ويتطلب توفير الطاقة مبالغ طائلة بالتأكيد، وبنظرة واحدة على كيفية نقل الكهرباء للمنازل أو المصانع وغيرها تتوضح هذه التكلفة، حيث يعتمد الخليج حالياً توليد الكهرباء من خلال محطات ضخمة مركزية للكهرباء، وتنتقل الطاقة المولدة عبر شبكات ضخمة لـ transmission وبعدها إلى محطات فرعية للنقل والتي بدورها توزع الكهرباء من خلال شبكات واسعة للمستهلكين. وبالطبع كلما كانت المناطق النائية كلما أصبحت العملية أكثر تكلفة وتعقيداً.
وقد ظهرت خيارات جديدة لتوليد الكهرباء وجعل العملية أقل كلفة، وأكثر استدامة وأقرب من نقطة الاستهلاك، وهذا هو مستقبل الطاقة، والطريف في الأمر أن المستقبل يسير بالطريقة نفسها التي بدأ منها الماضي.. نتحدث عن الطاقة الموزعة وهي بالفعل كانت وراء أول محطة للطاقة أنارت شوارع نيويورك عام 1882 بفضل توماس إيديسون.
منطقة القصيص في دبي استفادت من هذه الفرصة في واحدة من أكبر مكبات النفايات في الخليج، حيث نفذت كل من بلدية دبي وشركة جرين إنيرجي سولوشينز تجربة رائدة في المنطقة في تحويل هذه النفايات من مصدر أساسي لغاز ثاني أوكسيد الكربون الخانق إلى كهرباء!
ولا يزال أمام المنطقة العديد من الفرص لتوظيف الطاقة الموزعة بما يضمن توفير مصادر مستدامة للكهرباء مقابل تكلفة أقل ودون أن تتحمل البيئة الفرق.. والأمثلة عالمياً على ذلك في تزايد مستمر، ومنها مركز تكساس الطبي في هيوستن الذي يعتمد أيضاً على تقنيات الطاقة الموزعة لتوفير الطاقة بمعدل كفاءة يبلغ 82%، ما يسهل عمل المشفى في استقبال 5.5 مليون مريض سنوياً.
أما مطار JFK في نيويورك فيعتمد على الطاقة الموزعة في توفير 7000 طن من مياه التبريد سنوياً لتكييف المطار الذي يستقبل 9 ملايين مسافر سنوياً، وفي مناجم نيوكريست في أستراليا تعتبر الطاقة الموزعة هي السبيل الوحيد للكهرباء دون أن تشكو يوماً من الظلام!
ما يبدو كأمثلة فردية قد يصبح مستقبل توزيع الكهرباء.. تماماً كما بدأت الحكاية عندما أضاء أديسون جزءاً صغيراً من ولاية نيويورك.