كتب ـ حذيفة إبراهيم:
حمل ممثلو ائتلاف الجمعيات السياسية في حوار التوافق الوطني، الجمعيات الخمس مسؤولية تعطيل الحوار والسعي المستمر لإفشاله عبر خطوات تصعيدية.
ونبه ممثلو الائتلاف إلى أن الجمعيات الخمس اتبعت طرقاً ملتوية لإفشال الحوار، بدأتها بالتراجع وتوجيه المناقشات لأمور ثانوية، واتباع سياسة استفزازية تنبع من أجندة فئوية وحزبية ضيقة.
وأوضحوا أن محاولات تعطيل القرارات، والدخول في جدول الأعمال كان السمة الأساسية للجمعيات الخمس حول طاولة الحوار، بعد أن دخلت الحوار مرغمة لا راغبة، لافتين إلى أنهم كانوا ينتظرون القرارات من خارج قاعة الحوار.
وقال ممثل الائتلاف عن جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة، إن الائتلاف دخل الحوار على اعتباره «أمراً استراتيجياً» وليس مناورة كما فعلت الجمعيات الخمس، حيث تمر البحرين بأزمة يجب حلها عن طريق حوار جاد وصادق.
وأضاف أن الجميع تابع «تهريج» الجمعيات الخمس بعد دخولهم الحوار بضغوطات أجنبية متضاربة، حيث فرض عليها الغرب دخول الحوار، بينما تبنت إيران المقاطعة، فقرروا الدخول مع نية تعطيله لإلقاء اللوم على الحكومة لاحقاً.
وبين أن التراجعات ثم الانتقال للتأزيم، وتعليق الجلسات الجزئي أو الكلي، انتهى بالجمعيات إلى الانسحاب، وهو تصعيد مارسوه خلال مشاركتهم في جلسات الحوار.
وأكد أن ائتلاف الجمعيات السياسية وباقي الأطراف المشاركة في الحوار، انتظرت الجمعيات الخمس للعودة إلى طاولة الحوار، إلا أن رفض الأخيرة المتوقع، يحملها مسؤولية توقف الحوار وتعليق جلساته.
ولفت جمعة إلى أن موقف الجمعيات الخمس ينبع من أجندة غير وطنية، توظف لخدمة مصلحة شخصية وحزبية وفئوية ضيقة، منوهاً إلى أنهم أرادوا استفزاز الائتلاف خلال وجودهم في الحوار، إلا أن الائتلاف لم ينجر إلى الاستفزاز.
من جانبه قال ممثل جمعية المنبر الوطني الإسلامي خالد القطان، إن الجمعيات الخمس لم تكن جادة منذ البداية في دخول الحوار، وسعت لإفشاله منذ الوهلة الأولى.
وأضاف أن ممثلي الجمعيات الخمس بدؤوا بإغراق طاولة الحوار بالأوراق، فتصدت بقية الأطراف من خلال إعطاء الأوراق الأقدم الأولوية في المناقشة، انتقالاً إلى مرحلة التراجعات عن التوافقات الحاصلة، ثم افتعال المواقف المتشنجة والانفعالات. وأشار إلى أنهم بدؤوا بعد ذلك بإدخال قضايا من خارج الحوار لا علاقة لها به، رغم الاتفاق السابق بعدم إدخال ما يحصل خارجاً إلى داخل قاعة الحوار، وصولاً إلى تعليق الحضور جزئياً والاعتراض على المحاضر وعدم التوقيع عليها، وإعادة مناقشتها، ثم الانسحاب المباشر.
بدوره قال ممثل الائتلاف عن التجمع الدستوري عبدالرحمن الباكر، إنه ومنذ الانطلاقة الأولى للحوار شهد تناقضاً في كلام ومواقف الجمعيات السياسية، حيث لم يكونوا المخولين باتخاذ القرارات، وانتظروا وصولها من خارج قاعة الحوار. ولفت إلى أن الجمعيات الخمس خونت باقي الأطراف السياسية، ووضعتهم في بوتقة واحدة، ليصبح وكأنما الجميع ضدها، انطلاقاً من مبدأ ما تدعيه من مظلومية. وأكد أنه لا يمكن الدخول في الحوار مع الجمعيات الخمس إلا بعد نبذ العنف وإدانة الأعمال الإرهابية ضد البحرين، وأن يكون لديها الاستعداد للتنازل والوصول إلى السقوف التوافقية. وأكد ممثل جمعية الشورى الإسلامية عبدالرحمن عبدالسلام، أن الجمعيات الخمس لم ترد الحوار من الأساس ودخلوا بضغط دولي، ما أدى بهم إلى السعي لإفشاله.
وأشار إلى أن الحوار شهد مناورات منذ البداية من خلال الاجتماعات وعدم الجدية، والمماطلة والتعطيل لأكثر من 8 جلسات في نقطة واحدة، والتشديد على نقطة التمثيل المتكافئ وعدم الوصول إلى حل حتى آخر جلسة.
وبين عبدالسلام أنهم وضعوا العصا في العجلة، واستخدموا جميع أنواع العصي، ولم يكن دخولهم الأساسي بنية سليمة، لافتاً إلى أن الجمعيات الخمس غلبت مصلحتها الفئوية على مصلحة الوطن، رغم أن الوطن بحاجة لإعادة اللحمة الوطنية والأمن وعجلة التقدم والتنمية.
وقال ممثل جمعية الحوار الوطني حمد النعيمي، إن حضور الجمعيات الخمس للحوار منذ البداية كان لإفشاله، حيث لم تكن جادة في أطروحاتها، وكانت تنتظر أي حل خارجي، وكانت تماطل في كل جلسة، وتأتي بموضوعات خارجة عن جدول الأعمال.
وأشار إلى أن الجميع في البحرين علموا منذ البداية وجود أناس يخططون من خارج البحرين لإفشال الحوار، مؤكداً أنه لم يفشل وإنما تم تجميده، وأن الحل ليس بالعنف.