كتبت - نور القاسمي:
قال رئيس قسم الأورام بمستشفى السلمانية د.فريد خليفة، إن القسم يستقبل حوالي 400 مراجع يومياً 100 منهم مصابون بالسرطان، أغلبهم مصابين بسرطان الرئة لدى الشباب المدخن، وسرطان الثدي عند الإناث، لافتاً إلى أن مستشفى الملك حمد يعمل على تخصيص قسم للأورام خلال عامين. وتوقع خليفة زيادة معدلات المصابين بالسرطان مستقبلاً، بسبب ما يمارسه البعض من أنماط سلوكية وحياتية غير صحية، ونتيجة تراكم المواد المسرطنة على مر السنين في الجو والأطعمة.
وأرجع ارتفاع نسب السرطان بمنطقة الخليج قياساً بالمناطق العربية الأخرى، إلى الحياة المرفهة التي يعيشها المجتمع الخليجي مصحوبة بقلة الحركة وزيادة كميات الطعام المتناولة في كل وجبة، والابتعاد عن ممارسة الرياضة.
وأضاف أن مرض السرطان ينتشر في دول العالم الثالث أكثر منه في الدول الغربية المتقدمة، بسبب عادات سيئة اكتسبتها مجتمعات العالم النامي مثل التدخين وشرب الكحول وتناول الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية، والابتعاد عن الطعام الصحي الطازج والعزوف عن ممارسة الرياضة، فيما تشهد الدول المتقدمة انخفاضاً ملحوظاً في نسب الإصابة بمرض السرطان لاتباعهم سلوكيات صحية. وقال إن البعد عن الفطرة الطبيعية السليمة في نمط الحياة أحد أسباب السرطان، وغيرها من الأمراض المزمنة مثل أمراض الدم والقلب والشرايين والسكر والضغط والكلسترول. وذكر أن البحرين تملك أدوية متقدمة لعلاج السرطان لا توجد في أمريكا ودول أوروبية تقدم مجاناً، وبعضها تصل كلفته إلى 6 آلاف دينار شهرياً للمريض الواحد. ولفت إلى أن المملكة تحتاج إلى مستشفيات تختص بعلاج الأمراض السرطانية، خاصة بعد زيادة نسب الإصابة والوفيات الناتجة عن المرض، مضيفاً أن قسم الأورام بمجمع السلمانية الطبي يحتاج إلى توسعة، لتقديم الخدمة العلاجية للمرضى والمراجعين.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية مطلع يناير الحالي، ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض السرطان حول العالم من 14 مليون مصاب عام 2008، إلى 12.7 مليون شخص في 2014، لافتة إلى ازدياد أعداد الوفيات بالسرطان خلال الفترة من 7.6 مليون شخص إلى 8.2 مليون.
ووفقاً لتقرير صادر عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، زادت أعراض سرطان الثدي بأكثر من 20% منذ عام 2008، بينما زادت نسبة الوفيات المرتبطة بالمرض أكثر من 14% في نفس الفترة، ويعد سرطان الثدي سبب الوفاة الأكثر شيوعاً بين النساء، إذ تسبب في وفاة 522 ألف امرأة عام 2012. يعتبر السرطان من أبرز أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، وتقف سرطانات «الرئة، المعدة، الكبد، الرحم، القولون والثدي» وراء معظم الوفيات التي تحدث بنسب عالية في جميع دول العالم.
والسرطان مصطلح عام يشمل مجموعة من الأمراض يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم، ويشار إلى تلك الأمراض أيضاً بالأورام والأورام الخبيثة. ومن السمات التي تطبع السرطان التوالد السريع لخلايا شاذة يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة، واقتحام أجزاء الجسد المتلاصقة والانتشار إلى أعضاء أخرى، ويطلق على تلك الظاهرة اسم «النقيلة»، وتمثل النقائل أهم أسباب الوفاة من جراء السرطان.
ينشأ السرطان من خلية واحدة، وتتحول الخلية الطبيعية إلى خلية ورمية في مراحل متعددة، وعادة ما يتم التحول من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة، وهذه التغيرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية.
وتهاجم الأورام السرطانية وتدمر الخلايا والأنسجة المحيطة بها ولها قدرة عالية على الانتشار بطرق مختلفة، منها انتشار مباشر للأنسجة والأعضاء المحيطة بالعضو المصاب عن طريق الجهاز اللمفاوي، وعن طريق الدم حيث تنفصل خلية أو خلايا من الورم السرطاني الأولي وتنتقل عن طريق الجهاز اللمفاوي أو الدم إلى أعضاء أخرى بعيدة لتستقر في أحد الأعضاء مثل الرئة، الكبد أو العقد اللمفاوية وغيرها متسببة في نمو أورام سرطانية أخرى.
ويمكن الوقاية من أكثر من 30% من حالات السرطان بتغيير أو تلافي عوامل الخطر الرئيسة ومنها تعاطي التبغ وفرط الوزن والسمنة، واتباع نظام غذائي غير صحي ينطوي على تناول كمية قليلة من الخضراوات والفواكة، إضافة إلى قلة النشاط البدني أو التعرض بكثرة للدخان أينما كان داخل الأماكن المغلقة.
وفيات السرطان حول العالم سنوياً:
سرطان الرئة مليونا حالة وفاة
سرطان المعدة 836 ألف وفاة
سرطان الكبد 795 ألف وفاة
السرطان القولوني المستقيمي 708 آلاف وفاة
سرطان الثدي 558 ألف حالة
سرطان عنق الرحم 350 ألف حالة