^ النقد في الصحافة الرياضية هو الأساس أكثر منه في نقل الخبر، فنقل الأخبار لا يحتاج إلى فن كبير سوى الصياغة وتركيب الكلمات، حيث يبدأ بالجملة الفعلية ويستخدم الأسلوب الخبري في صياغة أيّ خبر تريد بتضمينة مكادة خبرية تعتمد على الإثارة في أغلب الأحيان، أما النقد والذي يجب أن يكون بنّاء في جميع الحالات وليس نقداً هدَّاماً، فهذا النوع من الكتابة هو من يتطلب المجهود، فالناقد هو وسيط بين القصور والنقص، وبين الجهة التي بها القصور والنقص فقد تخفى بعض الأمور على هذه الجهة، نتيجة كثرة الأعمال وقلة من يعملون، لذا يتوجب التذكير والتوجيه في بعض الأحيان. والنقذ البنّاء لم يخلق لإحباط من يعمل أو من يريد أنْ يعمل فكم من أناس تركت العمل، وأناس لم تجرؤ على العمل، بسبب سيوف البعض التي وجدت لهدم أعمالهم ولتوجيههم وتقويم أعمالهم. النوع الأول: النقد العكسي، حيث يوجد في صحافتنا نوع من النقد يختلف عن الذي نعرفه، فنقدهم لا يكون للجهة التي يعملون بها، حتى وإنْ كان الخطأ أساس عملهم! فتراهم صمٌ بكمٌ عميٌ عندما يكونوا ضمن الطاقم العامل في جهة معينة، وما إنْ يتركوا تلك الجهة حتى تراهم يكشِّرون عن أنيابهم، وتراهم يستأسدون في فضح وكشف خباياهم حتى تصل في بعض الأحيان إلى التشهير. هؤلاء لا يصح القول لهم سوى « الساكت عن الحق شيطان أخرس» النوع الثاني: نقد المصلحة، وهناك من النقد نوع آخر قد يستخدمه البعض -وأشدد على كلمة البعض هنا- كون أنَّ من يستخدم هذا النوع معروف للجميع، وهو نوع يعتبر مفضوح للأغلبية كونه اتخذ نهج النقد، من أجل الحصول على بعض العطايا، خصوصاً من بعض الاتحادات بجعلهم مرافقين لهم في بعض السفرات طبعاً! النوع الثالث: نقد الاستئذان، وهو ما يتبعه البعض لصرف الأنظار عنهم كونهم يعتبرون من المقربين لبعض الأندية والاتحادات، فتراهم يستأذنون منهم قبل نقدهم، وغالباً ما يكون نقدهم على استحياء ولا يتطرق لأمور الخلل. النوع الرابع: وهناك نوع يتبع المثل القائل «إبعد عن الشر وغني له» وهو النوع الذي لا يتكلم مهما كانت الأسباب ويكتفي بالمشاهدة فقط، ولسان حاله يقول ما فائدة النقد إنْ لم يتبعه إصلاح من المسؤولين، وماذا غيَّر غيري ممن انتقدوا الوضع، وكل ذلك كي يكون محبوباً للجميع، وليضمن عدم إخفاء أخبار الاتحادات والأندية عنه، ولم يأتِ ذلك من فراغ بل الواقع يفرض نفسه في مثل هذه الحالات، فكم هي كثيرة الأندية والاتحادات التي تعقد الصفقات مع بعض الصحفيين والنقاد، من أجل الوصول إلى مبتغاهم ويتبعون أسلوب « لمعني أضمن لك حصرية الأخبار!» فما أحوج الساحة لمن ينفض عنها غبار تلك الأنواع من النقد وما أحوجها إلى من يضفي عليها لمسة غير أخيرة بل ويضيف إليها الواقعية المهنية. وتأكد عزيزي الناقد الحقيقي تأكد بأنك لن تكون محبوباً للجميع، ولن تكون مستساغاً لدى من تنتقدهم وقد يغضب منك البعض ويفرح بك آخرون، لكن ليكن قلمك هو دليلك ويعكس صورتك لدى الجميع، فمهما حوربت فضميرك هو من يقودك ولا تجعل نفسك ضمن قائمة الأربعة، فكن كالسيف في حده الحد بذكر السلبيات والإيجابيات إنْ وجدت، ولكن ليكن أسلوب قلمك في التعبير راقٍ دون التجريح، فالزمان سيشهد لك ولو بعد حين إنْ كنت من الصائبين، وإنْ أخطأت فلا ضير من الاعتذار. أحلى ختام: أكتب وإنْ طال المدى فلسوف يأتي قارئٌ ولا تخش أنْ تُمْحَى الخطوط فللخطوط مرافئٌ [email protected]