لم يكن يعلم الفيلسوف الفارسي والشاعر الصوفي جلال الدين الرومي والذي توفي قبل 741 عاماً وتحديداً في عام 1273 ميلادياً، أنه سيكون مصدر خلافات نيابية في الكويت، وأنه أصبح ممنوعاً من "الدخول وإلقاء أي أمسية شعره حتى وإن كانت عن طريق شاعر آخر".
بل قد يكون سبباً مباشراً في استجواب وزير الإعلام الكويتي، بعدما قام بإلغاء أمسية كانت مقررة لإلقاء شعره، ويبدو أنها كانت مقتصرة على الحضور النسائي.
وتعود الحكاية عندما طالب النائب محمد الجبري بمنع دخول الشاعر "معتقداً أنه شاعر يعيش بين ظهرانينا" وإلغاء أمسيته والتي اقتصرت على النساء.
وحدث ما أراد عندما منعت وزارتا الداخلية والإعلام أي أمسية للشاعر جلال الدين الرومي.
إلا أن ذلك لم يُعجب نواباً آخرين ملوّحين بمساءلة وزير الإعلام، حيث طالب نواب تيار التحالف بعدم الانصياع لرأي النائب لأنه يعد مخالفاً للدستور.
وكان أمين عام تيار التحالف الوطني عادل الفوزان قال إن دعوة النائب لإيقاف تلك الأمسية مخالفة لحرية الرأي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الوطن".
وأشار الفوزان إلى أن الإيقاف هنا ليس تقييداً لحرية المتكلم فقط وإنما المستمع أيضاً، مضيفاً بالقول: "مستعدون لاستضافة أدباء وسياسيين وكُتاب لعمل أمسية توضح ما لجلال الدين الرومي وما عليه، فهو اجتهد ورحل ومن حقك أن تنتقده أو لا تستمع لندوةٍ عنه، أما أن تمنع أحداً من أن يناقش أعماله فهذا لا يجوز".
وبيّن الفوزان أنه لم يتم تحديد موعد الندوة ولكن قريباً سيتم ذلك، واصفاً موقف التحالف الوطني الديمقراطي من تلك الندوة بأنه موقف مبدئي حتى لا تتكرر هذه القضية، مشيراً إلى أن الحرية في وضع صعب، ونحن مهتمون بهذا الأمر، وسنقف ضد مَنْ يتراجع عن حرية الشعب في التعبير.
يُذكر أن الشاعر جلال الدين الرومي أو ما يُعرف بالفارسية بجلال الدين محمد بلخي، نسبة إلى بلدته في "بلخ"، هو شاعر وفقيه وصوفي فارسي مسلم، وُلد في بلاد فارس وآسيا الوسطى، ثم انتقل إلى الأناضول، حيث عاش بقية حياته بـ"قونية" في عهد دولة السلاجقة الأتراك، وتركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية والتي كتبت بلغته الأم الفارسية تأثيراً واسعاً في العالم الإسلامي، خاصة على الثقافة الفارسية والأردية والبنغالية والتركية، وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولاقت صدى واسعاً، حتى أنه يُعتبر من أكثر شعراء الشرق شعبية في أميركا.
وكان "الجدل" بدأ بعدما طالب النائب الكويتي محمد الجبري وزارتي الداخلية والإعلام بمنع جلال الدين الرومي من إحياء الأمسية، وذلك بسبب أن مثل هذه الأمسيات فيها من "الخزعبلات والرقص" المنافي للشريعة الإسلامية.
وأكد حينها أنه تحدث لوزيري الأوقاف والإعلام في الكويت، وطالبهما بمنع مثل هذه الأمسيات، مشيراً إلى أن دعواتها وُجّهت للنساء فقط، ما أحدث ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل خاص في "تويتر"، ما بين مؤيد ومعارض وما بين مصدّق ومستهجن المنع.