أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، أن مملكة البحرين مهد حضاري لامع في تاريخ الإنسانية والتراث الإنساني مما أهلها لأن تحمل سجلا تراثيًا وفنيًا متنوعًا شهد له العالم.

وأضاف سموه أن البحرين واكبت كل مفاهيم الحياة الانسانية وتطورها وارتقت في مدارج الثقافة وكل مصادر المعرفة.

وقال سموه "إن اتساع آفاق الحياة والفن في البحرين كان على درجة كبيرة من الوعي، وساهم في إنماء ودعم هذا الفن وما أنتجه من حداثة وتطور ومعارف في مختلف المدارس الفنية.

ونوه سموه إلى إن مشاركات معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلة ازدهت هذا العام بفن راق أوجد لدينا متسعا من المتعة والتأمل بما تضمنه المعرض من لوحات فنية معبرة ومعروضات جذابة تميزت بالإبداع العالي.

جاء ذلك خلال تفضل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر صباح اليوم بافتتاح معرض البحرين السنوي الأربعين للفنون التشكيلية في متحف البحرين الوطني، وذلك بحضور معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وعدد من الوزراء، والنواب، وكبار المسئولين، وضيوف البلاد من الفنانين ورجال السلك الدبلوماسي، ورجال الصحافة والاعلام، ورجال الأعمال، والمثقّفين والمهتمّين بالحركة التشكيلية البحرينية.

وأكد سموه أن المعروضات التي شاهدناها اليوم وصاغتها أنامل رشيقة قد لا تستطيع الكلمات أن تفصح عنها، فهي لغة إنسانية واسعة أبدعها الفنان البحريني عبر هذا المعرض الذي يتجدد كل عام.

وقال سموه "إننا أحوج ما يكون في هذه المرحلة إلى رسالة فنية عصرية تعزز من روح المحبة والتسامح وترسخ القيم الأصيلة للمجتمع البحريني.


وأكد سموه ان الفنان التشكيلي البحريني استطاع بابداعاته ورؤاه أن يضع أسس مدرسة فنية متميزة ترتكز في مضمونها ومعانيها على إرث إنساني خصب ونبض حضاري ممتد على مر تاريخ البحرين العريق.

وأضاف سموه أن اهتمام مملكة البحرين بدعم ورعاية الأنشطة الثقافية والفنية يأتي انطلاقا من أنها تمثل الوعاء الذي يحفظ ذاكرة الشعوب ويجسد انجازات الأوطان الحضارية ومسيرتها في البناء في كافة المجالات.

وقال سموه " إن قطاعات الثقافة والفنون والآداب تمثل جزءً محوري في تاريخ التطور البشري والانساني ولا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر إذا لم يكن لهذه القطاعات دور أساسي في تشكيل وعي الرأي العام وتنويره".

وقد قام سموه بجولة في أروقة المعرض اطلع خلالها على الأعمال الفنية المشاركة من داخل مملكة البحرين وخارجها، واستمع سموه إلى شرح من الفنانين عن أعمالهم الفنية وما تتضمنه من رؤى ومضامين.

وأبدى سموه اعجابه بما اشتمل عليه المعرض من أعمال فنية متميزة عبرت عن مختلف المدارس الفنية التشكيلية، وقال سموه إن البحرين ستظل حاضنة لكل صاحب فكر وإبداع في كافة المجالات لما للعمل الفني من تأثير كبير في تنمية أذواق الشعوب ورقيها.

وأشار سموه إلى أن مناسبة مرور أربعين عاما على تنظيم معرض البحرين للفنون التشكيلية تؤكد أن المعرض يسير على الطريق الصحيح وأنه استطاع أن يحقق سمعة إقليمية ودولية طيبة شجعت الفنانين على المشاركة فيه سنويًا.

وأكد سموه أن المعرض استطاع أن يصنع بصمة بحرينية ذات طابع خاص على صعيد الفن التشكيلي أبدعتها أحاسيس أجيال متعاقبة من الفنانين البحرينيين بعطاءاتهم اللامحدودة، ووفر ساحة لتلاقي ابداعات الفنانين من مختلف دول العالم في تواصل وتقارب من خلال فن راق.


بعدها تفضل سموه بتسجيل كلمة في سجل المعرض، أعرب سموه فيها عن سعادته بأن يلتقي بالفنانين البحرينيين المشاركين في المعرض الذي مرت 4 عقود على انطلاقته، كما أعرب سموه عن سروره لاطلاق وزارة الثقافة التي تنظم المعرض في هذه الذكرى عاما كاملا مخصصا للفن في مملكة البحرين.

وأضاف سموه أن الذكرى الأربعين لانطلاقة معرض البحرين للفنون التشكيلية ومرور ثلاثة عقود على تأسيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية مناسبتين تعكسان أهمية هذه الفنون كلغة مشتركة تخاطب العالم.

وقال سموه "يسعدنا أن نرى اصدارا توثيقيا لتاريخ الفن التشكيلي البحريني بهذه المناسبة عاكسا غنى السنوات السابقة بفن نتمنى له الدوام على أرضنا الحبيبة.

وتوجه سموه بهذه المناسبة بالشكر والتقدير إلى معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة وإلى سعادة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية وإلى كافة العاملين في وزارة الثقافة على الجهود المخلصة التي بذلت في إعداد وتنظيم هذين المعرضين بالمستوي الرفيع، داعيًا سموه المولى القدير أن يوفق الجميع لما فيه خير البلد العزيز.

من جانبها، توجهت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بعميق الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر لرعايته المعرض منذ بداياته الأولى، مؤكّدةً أنّ هذه اللّفتة الإنسانيّة تحيط الفنّانين بالاهتمام وتدلّ على أنّ الوطن يستوعب أعمالهم ونتاجاتهم ويضيف إبداعاتهم إلى منجزاته وحضارته.

وقالت إن رعاية سموه لهذا المعرض هو التفافٌ حميم لكلّ الفنّانين ويؤكد لهم في الوقت ذاته أنّ ثمّة من يتابعهم ويحيطهم بصدق في انتظار فنونهم ومن أنهم قادرين دائمًا على فعل المزيد.

وأكدت أن المنامة تعيش اليوم متوازيات ثقافيّة جميلة مع بداية برنامج "الفنّ عامنا"، إذ للمّرة الأولى ينسجم معرض البحرين السّنويّ للفنون التّشكيليّة بسنواته الأربعين مع جمعية البحرين للفنون التّشكيليّة التي أكملت ثلاثين عامًا من العطاء.
وقالت إن وزارة الثّقافة في سياق احتفاء المعرض بالعقود الأربعة وبفكرة الفنون وقدرتها على التّواصل وإحداث الجمال، كرست عامها لمواصلة الأثر الذي يُحدِثه المعرض، فيما يتّخذ المعرض من مساحاته فضاءً ثقافيًّا وإنسانيًّا تتقاطع موجوداته ومكوّناته، وتتقارب فيها تجربة الفنّان المحترف بالمواهب المبتكرة.
وأوضحت معالي وزيرة الثّقافة أن المنامة لا تكتفي اليوم بمعرضها السّنويّ فحسب، بل تُطلِق ذاكرتها وحياة أربعين عامًا كانت تنتقي لنفسها فيها أجمل الخطابات الإنسانيّة وأكثرها قدرة على النّطق بالجمال.

وتابعت "أربعون عامًا كنّا نصنع فيها ذاكرة المرئيّ والمحسوس في آن، ونحاول أن نغيّر ونستبدل الاعتياديّ بالجميل واستطعنا، ها نحنُ نصنع للمنامة عمرًا جميلاً، نجعل هذا الجمال مشاعًا ومحسوسًا وقادرًا على الوصول إلى خارج الأمكنة".

وقالت إن "معرض البحرين السّنويّ للفنون التّشكيليّة توثيق لسيرة اللّون والتّشكيل في البحرين، نراهن على ما نملك مبدعين وفنّانين، ونراهن أيضًا على الأجيال التي تؤمن بالفنّ على اعتباره أداة للحبّ وإشاعة الجمال".

وأثنت معالي وزيرة الثقافة على جهود الرّئيس الفخريّ لجمعية البحرين للفنون التّشكيليّة الشّيخ راشد بن خليفة آل خليفة وتعاونه المستمرّ واهتمامه بالفنون التّشكيليّة والنّتاج الفنّيّ الجميل.