يعمل الناس في اليابان على التخلص من البدانة ليس فقط لتفادي الأمراض مثل تراكم الدهون في البطن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل الكولسترول لما يعرف بمتلازمة الاستقلاب التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الوعائية القلبية والسكري، بل لتجنب خرق القانون ايضاً.
ووفق صحيفة "الرياض" السعودية، سن المشرعون اليابانيون قانوناً يحدد قياس محيط الخصر لأي شخص في سن 40 عاماً فما فوق في حدود 85 سنتيمتراً للرجال و90 سنتيمتراً للنساء.
وعلى الرغم من أن القانون يهدف إلى توفير المال من خلال الوقاية من الأمراض ذات الصلة بالبدانة، إلا انه لا يوجد إجماع قومي حوله، ويقول الأطباء والخبراء الصحيون إن حد محيط الخصر يتعارض مع التوجيهات التي أصدرها الاتحاد العالمي للسكري بخصوص اليابان (90 سنتيمترا للرجال و80 سنتيمترا للنساء).
وفي غضون ذلك يقوم السكان العاديون بشراء معدات اللياقة ويلتحقون بأندية الجمباز ويتناولون المستحضرات العشبية في مسعى لخفض أوزانهم، على الرغم من تحذيرات الأطباء لبعضهم بأنهم أنحف من أن يحتاجوا إلى هذه الأشياء.
ووفقاً لنظام التأمين الصحي المعمول به في اليابان، تقوم الشركات بإجراء فحوص طبية لموظفيها مرة كل عام، حيث يتم إلزام من يخفقون في اختبار محيط الخصر بالحصول على استشارة طبية.
وإذا أخفقت الشركات في خفض عدد موظفيها البدناء بنسبة 25% بحلول عام 2025، فإنه سيتم إلزامها بدفع المزيد من المال لصالح برنامج الرعاية الصحية الخاص بكبار السن. وسيتم أخذ قياس 56 مليون ياباني في العام الحالي.
وعلى الرغم من أن اليابان تسجل ادنى معدلات البدانة، أي اقل من 5% بالمقارنة بحوالي 35% في الولايات المتحدة، إلا أن الناس أصبحوا أكثر بدانة على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفقاً لإحصاءات حكومية، والأكثر إثارة للقلق أن عدد الأشخاص المصابين بالسكري قد ارتفع من 6.9 ملايين في عام 1997 إلى 8.9 ملايين في العام الماضي، في دولة أخذت تشيخ بأسرع من أي دولة أخرى بسبب ازدياد العمر المتوقع للسكان وانخفاض معدل المواليد. ومن المتوقع أن تزداد نفقات الرعاية الصحية في اليابان بواقع الضعف بحلول عام 2020 ولهذه الأسباب يؤيد بعض الخبراء الصحيين قانون محيط الخصر.
وعلى الرغم من أن فحوص متلازمة الاستقلاب تشمل ضغط الدم والكولسترول وسكر الدم والوزن والتدخين، إلا أن محيط الخصر يعد العنصر الأساس في القانون الياباني وقد يكون الفحص الأكثر إهانة.
وأدى نفور بعض اليابانيين من كشف بطونهم لأخذ قياساتها بشريط القياس بالحكومة إلى السماح بأخذ القياس من فوق الملابس ومن ثم بات بإمكان الذين يرفضون تعرية بطونهم إنقاص 1.5 سنتيمتر من نتائجهم.