مانشستر سيتي بهجوم كاسح! إرث كبير الذي يتركه مانشيني، مانشيني دائماً وأبداً مدرب مرحلة .. قم بجلبه لفريق منهار متخبط بلا هوية "كـ ميلان" حالياً او فريق يُنشأ من الصفر .. وحالما يصل لأقصى نقطة وتبدأ بالبحث عن أكثر من ذلك وتجد مانشيني عاجز افهم أن البناء اكتمل، قم بإقالة مانشيني وضع مدرب بفكر يهدم المنافسين، يتفوق يكتسح بهوية شرسة! مانشيني هويته خجولة ويخشى المنافس ويحاول الخروج باقل الأضرار وحذر .. هذه بيئة مناسب تبنيها لفريق منهار أصلاً .. ألا يجازف! لكن بعد ذلك أنت تريد أكثر من مجرد الحذر .. مرحلة مانشيني تنتهي.

مانشيني لن يكون أبداً ذلك المدرب الأسطوري الذي يحقق دوري الأبطال وكأس عالم وخلافه.. لكنه سيكون رجل بسجل يُذكر فيُشكر في بناء أندية كبيرة .. أنشأ فيورنتينا قوي عائد من الهبوط، وأنشأ لاتسيو قوي وحالما تركه قبل انتهاء مشروعه انهار، وأنشأ إنتر عائد وقام بتجهيزه لمورينيو وحدث نفس الأمر مع السيتي الآن.

فيورنتينا هبط للدرجة الرابعة وعندما عاد للسيري آ تعاقب عليه مدربين فشلوا في تحقيق شيء يفوق البقاء في السيري آ حتى جاء مانشيني. مانشيني في معظم الفترات كان لا يحصل على راتبه مع الفيولا كما أنه كان يفقد أحياناً مفاتيح لعب مهمة وذلك عندما قاموا ببيع روي كوستا للميلان وفرانشيسكو تولدو للإنتر، ورغم ذلك حقق معهم كأس إيطاليا بعد 10 أشهر من توليه مهمة تدريب فيورنتينا. تولى تدريب لاتسيو بعدها الذي عانى من الإفلاس وقام ببيع هيرنان كريسبو وأليساندرو نيستا ورغم هذا قاد الفريق لنصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي ثم قادهم لمركز مؤهل لدوري الأبطال بشكل مميز وحقق معهم كأس ايطاليا، لكنه رحل ولاتسيو مع لوتيتو لم يكمل مشروع البناء بل استمر بالبيع وأصبحت هوية لاتسيو غير واضحة.

استلم إنتر وهو في حالة انهيار .. غرف الملابس في فوضى، في دوري الأبطال حدث شجار كبير مع لاعبي فالنسيا ولم يستطع أحد إيقافهم! حالة سيئة وفوضى كبيرة جاء فيها مانشيني ووجد الإنتر يعاني منها، ثم بمعاونة جابرييل أوريالي أعادهم للبطولة ثم ما لبث ان بدأ جعلهم أكثر من مجرد بطل يحقق اللقب بصعوبة إنما بطل بشكل قياسي "رغم تدهور حالة الدوري الإيطالي وقتها" وهنا انتهت مهمته. مانشيني لا يستطيع عمل أكثر من ذلك، فقام الإنتر بالخطوة الثانية من مشروعه، جلب مورينيو الذي أكمل بناء فريق قوي على ما تم بناءه من انضباطية وروح مانشيني بالفريق!

ما أريد أن أقوله لك عزيزي عمرو هو أن أي مدرب سيقود فريق معظمه نجوم سيكون أكثر من مجرد مدرب بفكر تكتيكي وقيادة فنية، سيكون منظم أوبرالي، رجل مايسترو لمجموعة ماهرة تهوى العزف بشكل منفرد أو تهوى القيادة ولا يمكنها أن تقبل الدور الثانوي أو الجماعية غالباً. كـريال مدريد فترة الغلاكتيكوس حيث أنه بالإجماع هناك فشل لكل من دربهم في تلك المرحلة لأنهم جاءوا بفكر يخص المعشب الاخضر، لكنه لا يخص غرف تبديل الملابس، لا يخص الحياة الشخصية، لا يعالج الجوانب النفسية ولا يفرض ذاته ابتداءً بلوكسمبورغو وخواندي راموس وغيرهم .. خلاصة الأمر أنه ترك لبلجريني فريق نجومه لا يتنازعون على النجومية أو المركز الأساسي إنما فريق منضبط منسجم كل منهم يلعب في أي دقيقة وفي أي مركز ويخدم الفريق! العقلية هو الشيء الذي زرعه مانشيني! لهذا كان مطلوباً في باريس سان جيرمان .. الفريق الذي يمكنه انتداب مورينيو وكابيلو وجوارديولا لماذا سيفكر بانتداب روبيرتو مانشيني؟ لأن ليوناردو ملم بأن الفريق يحتاج أيضاً لروح الجماعة.

روح الجماعة التي إذا ما غابت لن يصبح لـ 22 نجم أسطوري موجودين معك أي فائدة تذكر! بالمقابل بالروح الجماعية على سبيل المثال في مانشستر يونايتد كانت تحقق كل شيء، السير أليكس فيرجسون في هذه الناحية كان مبتكر وفيلسوف ومدرب أسطوري كبير.

الحفاظ على العقلية، الشراسة و الروح. هذا الشيء قال السير بصدده أننا اكتسبناه من يوفنتوس ما قبل الكالشيوبولي.

ولتعلم ياعمرو أن الأمر ليس فقط أفكار عسكرية وعلوم عبقرية، إنما هي معالجة نفسية أبوية تربوية. ومانشيني إن كان يؤول إليه فضل في كرة القدم، فإنه سيكون مبتكر قانون (نكران الذات).