"مهما كانت معاناتك، فالشاى الأخصر سيحسنها".. هكذا يعتقد الكثيرون منا، فى أن الشاى الأخضر بات الحل السحرى للتخلص من كل الآلام والمشاكل الصحية، ومع ارتفاع حدة المبالغات المعطاة لذلك المشروب الأخضر، كان علينا مناقشة فوائده الطبية بين الحقائق العلمية والشائعات الترويجية له.
فمؤخراً حذر باحثون يابانيون من تناول مرضى ضغط الدم المرتفع من الشاى الأخضر، مبرهنين ذلك بأن تناوله يضعف من تأثير أقراص الدواء لمرضى ضغط الدم وهى مثبطات البيتا، وأشار الباحثون إلى أن الشاى الأخضر يعيق نقل مواد الدواء إلى خلايا الجسم، ومن ثم يقلل من امتصاص الجسم لها، ومن خلال الدراسات التى أجراها الباحثون تبين أن الإكثار من تناول الشاى الأخضر لمرضى ضغط الدم المرتفع يسبب لهم هبوطاً عاماً فى الدورة الدموية.
وتنصح الجمعية الملكية للصيدلة بضرورة وجود فاصل زمنى بين الكوب والآخر، بفارق أربع ساعات لمن يرغب فى تناول الشاى الأخضر، خاصة من مرضى ضغط الدم المرتفع، حتى لا يكون تأثيره قويا على مسار الدورة الدموية بالجسم.
وبالرغم من التحذيرات فى الدراسة السابقة، إلا أن الباحثون يؤكدون على الفوائد الصحية العديدة التى يحتوى عليها الشاى الأخضر، خاصة فى احتوائه على مضادات الأكسدة التى تقوى مناعة الجسم، وتحميه من الأمراض.
ومن جانبه، يوضح الدكتور وائل صفوت مستشار الصحة الإقليمى، أن الشاى الأخضر من المواد العشبية التى قد لقت رواجا عاليا فى الفترة الأخيرة، وبالرغم من فوائدة الصحية العالية إلا أن حوله العديد من الشائعات غير الطبية والخاطئة.
ويشير إلى أن الشاى الأخضر شأنه شأن غيره من كل النباتات الخضراء، فهى تعمل على تقوية مناعة الجسم بشكل عام، كما يحتوى على مضادات الأكسدة التى تمنع تكون الخلايا السرطانية بالجسم، وبالتالى فهو يقى من الإصابة بالسرطانات المختلفة.
كما يبين أن الشاى الأخضر يساعد فى التخلص من الدهون الموجودة بالجسم، خاصة الدهون الثلاثية الضارة التى تتركز على جدران الشرايين والأوعية الدموية، لذا فهو يساعد فى تحسين عملية الدورة الدموية، ويقلل من مخاطر الدهون على الجسم.
ويقول الدكتور وائل، إنه غالباً ما ننصح مرضى القولون واضطرابات الهضم بتناول الشاى الأخضر، خاصة أنه يحسن من عملية الهضم، ويزيد من حركية القولون ويساعد الجسم فى التخلص من السموم الموجودة به.
وبشكل عام فالسوائل ومن بينها الشاى الأخضر مفيدة للجلد لاحتوائها على الماء المرطب للجلد، لذا فهو يعمل على تحسين نضارة الجلد وتحسين وظائف الكلى.
ومن جانبه، يوضح الدكتور مصطفى نصار رئيس قسم العيون بجامعة المنوفية العين تحتاج إلى مضادات الأكسدة المتوفرة فى النباتات الخضراء ومن بينها الشاى الأخضر، ويبين أن بجسم الإنسان تتكون ثلاث خلايا سرطانية يومياً، بفعل العمليات الحيوية المختلفة التى تحدث فى الجسم، فينتج عنها مواد تؤدى إلى تحور الخلايا إلى خلايا سرطانية، والذى يحمى الخلايا من انتشار هذا التحور هى مضادات الأكسدة، وبالتالى فإن الإكثار منها مفيد بشكل كبير للوقاية من السرطان.
وعلى الجانب الآخر يشير الدكتور وائل إلى أنه لا توجد دراسات كافية توضح الجرعات الصحية لتناول الشاى الأخضر يومياً، كما أن الدراسات التى تناقش مخاطر الإكثار منه مازالت فى طور التجارب الأولية ويصعب الاستعانة بها.
وينصح بتناول الشاى الأخضر مضافاً إليه أعشابا أخرى كالنعناع، وذلك لجعل طعمه مستساغاً ويزيد من فوائدة الصحية للجسم، كما يفضل وضع العسل الأبيض معه لرفع قيمته الغذائية.