اشتهر نادي ليفربول الإنكليزي لكرة القدم بإنجاب العديد من اللاعبين الموهوبين حلال تاريخه العريق، وهو يجهر هذه الأيام لاعبا جديدا بعيدا عن الأنظار بهدف إطلاق موهبته مع الفريق الاول في المستقبل القريب.
ويالنسبة لناد مثل ليفربول فإن تحضير اللاعبين في سن صغيرة ومنحهم الفرصة للعب على أعلى المستويات، أمر لا مفر منه إذا ما أراد الفريق الحفاظ على إرثه وتاريخه، وأبرز مثال على نجاح سياسة ليفربول هذه يتمثل في القائد الحالي للفريق ستيفن جيرارد الذي لم يلعب لأي فريق سوا ليفربول وقاده للظفر بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2004-2005، كما أن تشكيلة الفريق الحالية تحت قيادة المدرب برندان رودجرز تحتوي على لاعب شاب انطلقت نجوميته بسرعة الصاروخ هو رحيم ستيرلينغ.
وبعد النجاح الذي حققه ستيرلينغ، فإن رودجرز ينوي تكرار التجربة من خلال الاستعانة بلاعب جديد صغير خاض مباراته الدولية الاولى وهو في سن السادسة عشرة واسمه هاري ويلسون.
في ويلز، يطلق على ويلسون اسم "بيل الجديد" نظرا للتقارب الشديد في طريقة اللعب مع مواطنه وأغلى لاعب في العالم حاليا غاريث بايل، فهو جناح سريع يجيد تسجيل الأهداف وصناعتها من خلال الاختراق، كما يسدد بقوة مستخدما قدمه اليسرى.
ولفت ويلسون الانتباه خلال مباراة منتخب ويلز أمام بلجيكا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حيث خاض مباراته الدولية الأولى، وادعى البعض أن قرار استدعائه لم يكن فنيا، وأن الهدف منه إفساد مخططات الإنكليز لضمه مبكرا إلى منتخب "الأسود الثلاثة".
لكن هذا لم يمنع من تلقيه إشادة كبيرة لإظهاره النضج الكروي المبكر، وهو هذه الأيام يقدم مستويات رائعة مع فريق ليفربول في دوري الشباب، وآخر إنجازاته تمثلت في قيادة للفريق للتأهل إلى الدور الخامس من كأس انكلترا للشباب بالفوز أستون فيلا 3-1 الأسبوع الماضي، هذه المباراة حضرها المدرب رودجرز وأسطورة النادي كيني دالغليش، فلم يخيب ويلسون الظن وسجل هدفين.
الجدير ذكره هو أن ويلسون انضم إلى نادي ليفربول وهو في التاسعة من عمره، ولفت انتباه جميع المدربين الذين أشرفوا على تطويره، علما بأن نادي مانشستر يونايتد راقب اللاعب الصغير قبل فترة.
وحتى إذا رغب ليفربول في الاستغناء عنه، فإن ويلسون سيدر عليه ربحا وفيرا، تماما كما فعل مع جده بيتر إدواردز.
وعندما كان ويلسون يبلغ من العمر عامين فقط، راهن بيتر بمبلغ 50 جنيه استرليني، بأن حفيده سيرتدي قميص منتخب ويلز في مباراة رسمية، وعندما نزل اللاعب إلى أرض ميدان مباراة ويلز امام بلجيكا بعد حوال 14 عاما، جمع بيتر ما مقداره 125 ألف جنيه استرليني من رهانه.