ينعم ريال مدريد بفترة رائعة هذه الأيام خصوصا بعدما قلص فارق صدارة الدوري الاسباني مع برشلونة وأتلتيكو مدريد إلى نقطة واحدة، ويعود الفضل في هذا التألق إلى مجموعة من اللاعبين الذين يتمتعون بثبات المستوى منذ بداية الموسم.
ولا يوجد شك في أن كريستيانو رونالدو هو النجم الأوحد للفريق، كما أن لوكا مودريتش يقدم أداء أقرب للمثالية في خط الوسط، ويبدو أن كريم بنزيمة استعاد حاسته التهديفية، في وقت يبرع فيه خيسي عندما يحصل على فرصة المشاركة، لكن البرتغالي بيبي يمتاز عن البقية بأنه تحول في ليلة وضحاها من لاعب مرشح للرحيل إلى صمام الأمان الأبرز في خط الدفاع.
بالنسبة لقلب دفاع المنتخب البرتغالي فإن الأوضاع تحسنت إلى أفضل حال منذ رحيل مواطنه المدرب جوزيه مورينيو، فقد عانى بيبي من الجلوس بديلا بعدما انتقد قرار مورينيو بعدم الاستعانة بالحارس القدير إيكر كاسياس خلال المباريات، وثارت العديد من التكهنات حول امكانية رحيله الصيف الماضي بعدما أبدت أندية عدة اهتمامها بخدماته وعلى رأسها مانشستر سيتي.
لكن المدرب الجديد كارلو أنشيلوتي لم يكن راغبا في التفريط بمدافع بورتو السابق خصوصا في ظل إصابة الفرنسي الشاب رفاييل فاران، ومنحه الحرية المطلقة في قيادة الخط الخلفي إلى جانب قائد الفريق حاليا سيرجيو راموس، ومنذ ذلك الحين يقدم بيبي أداء راقيا وساهم في المحافظة على نظافة شباك فريقه في الكثير من المناسبات.
الحالة البدنية للاعب ساعدته على تقديم أفضل مستوى له منذ فترة طويلة، وهذا هو الموسم الأول الذي لم يعاني فيه بيبي من الإصابة منذ انتقاله إلى ريال مدريد قبل سبعة أعوام.
وشارك بيبي في 27 مباراة من أصل 31 مع ريال مدريد هذا الموسم، ولعب جميعها من البداية وحتى إطلاق الحكم صافرة النهاية، وغاب عن مباراة واحدة بسبب الإيقاف لتراكم البطاقات الصفراء، وارتأى أنشيلوتي إراحته في ثلاث، نضيف إلى ذلك أن بيبي هو الوحيد الذي لعب كل دقيقة في مباريات الفريق بدور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
الأمر اللافت للانتباه هو أن بيب المعروف بخشونته والتحامته العنيفة وأعصابه المشدودة، لم يتلق بطاقة حمراء واحدة منذ عامين، ما يدل على اكتسابه النضج اللازم للاستمرار في صفوف فريق مثل ريال مدريد.
أما بالنسبة للأداء الهجومي، فإن بيبي أحرز هذا الموسم ثلاثة أهداف، وهو رقم لم يصل إليه سابقا في هذه الفترة من الموسم، كما أن جمهور ريال مدريد أظهر إعجابه بلاعبه البرتغالي بسبب أدائه الرجولي الذي ساعد ريال مدريد على تعزيز حظوظه في المنافسة على ألقاب الموسم الحالي.