تتزايد جاذبية الاستثمار في الصومال بين أبنائه المهاجرين في الخارج مع استمرار جهود الحكومة لتعزيز الأمن والاستقرار وإعادة البناء.
وعاد كثير من الصوماليين الذين هاجروا إلى الخارج إبان سنوات الحروب التي مزقت البلد ليستثمروا مدخراتهم في مشاريع جديدة في بلدهم.
نعيمة آدم التي قضت 24 عاماً في لندن قررت العودة وإنشاء شركة جديدة لمواد البناء.
وقالت نعيمة "كانت فكرة مجنونة أن تفعل ذلك. لكني فكرت أن الأمر يستحق العناء في آخر المطاف. تحدثت إلى كثير من الأهالي والمهندسين وأجريت بعض الأبحاث ثم أدركت أن ثمة حاجة حقيقية "لمواد البناء"، مقديشو يعاد بناؤها فقررت ألا أضيع الفرصة."
وخاضت قوات حفظ السلام الدولية في الصومال حملة لمعاونة قوات الحكومة على طرد مقاتلي حركة الشباب المتمردة في مقديشو قبل عامين.
وتراجعت قوات الشباب إلى المناطق الريفية في وسط وجنوب الصومال وضعف نفوذها أمام الجيش الصومالي وقوات الاتحاد الإفريقي.
وذكرت نعيمة آدم أنها أدركت أن الطلب سوف يزيد في مقديشو على النوعية الجيدة من مواد البناء لاستخدامها في مشاريع إعادة الإعمار.
وقالت "يمكن أن تساعدنا الحكومة بتخفيض الضريبة في الميناء على الأقل أو بتسهيل استيراد الآلات ليحل الإنتاج المحلي مكان الاستيراد."
وباتت مواقع البناء تنتشر في مختلف أنحاء مقديشو وامتلأت منطقة الشاطئ بمصابيح الإنارة، التي تعمل بالطاقة الشمسية وفتحت المطاعم والمقاهي أبوابها لاستقبال الزبائن.
أما عبدالقادر فقد عاد من بريستول العام الماضي بعد أن قضى 23 عاماً في بريطانيا وفتح محل حلاقة في مقديشو وجلب إليه أحدث آلات قص وتجفيف الشعر.
وذكر عبدالقادر أنه قرر العودة للاستفادة من الفرص العديدة التي هيأتها عودة الاستقرار إلى الصومال.
وقال "الفارق ضخم بين بريستول ومقديشو من الناحيتين الاجتماعية والتجارية. التحديات أكبر كثيراً في دخول السوق في مقديشو بعد الحرب الأهلية الطويلة. لكن ثمة تحديات أخرى في بريستول مثل ساعات العمل الطويلة التي كانت تحرمني من قضاء وقت مع أسرتي وأصدقائي. لكن الصومال وطني وأشعر أن أمرا يستحق الكفاح والتضحية هنا."
وتشجع الحكومة الصومالية مواطنيها المهاجرين في الخارج على العودة والمشاركة في إعادة إعمار البلد. كما تسعى السلطات إلى فتح مجالات الاستثمار المختلفة أمام الأجانب.
وقالت فوزية يوسف حاجي آدم وزيرة الخارجية الصومالية "هذا أفضل وقت للاستثمار للاستفادة من الإعفاء الضريبي والحصول على أرض للمشاريع الصناعية ولبناء المستشفيات والشركات. هذا هو الوقت المناسب لأن الأسعار أقل. سيبدأ فرض القيود في وقت لاحق ولذا أدعوكم للحضور والاستفادة من الظروف الراهنة. الصومال بلد بالغ الثراء وبلد جميل يحتاج إلى إعادة إعمار."
وتمكنت حركة الشباب من تنفيذ هجمات في بعض أنحاء مقديشو بسهولة تثير القلق. ولا تزال قوات حفظ السلام تسير دوريات في شوارع العاصمة داخل مركبات مصفحة.
ويحتاج الصومال إلى استثمارات ضخمة لعملية إعادة الإعمار والبنية الأساسية.