استقرت الأسواق الناشئة في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، بعد عدة جلسات من التقلبات، لكن عملات مثل الروبل الروسي والليرة التركية ما زالت أسعارها قريبا من أدنى مستوياتها في عدة سنوات، على الرغم من الدعم القوي الذي قدمته البنوك المركزية.
وختمت أسهم الأسواق الناشئة التي يتابعها المؤشر القياسي "إم.إس.سي.آي" شهر يناير منخفضة 6.7%، على غرار المستويات التي سجلتها في يونيو الماضي حينما تزايد قلق المستثمرين وحيرتهم بشأن متى سيبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي تقليص برامجه للتحفيز النقدي، بحسب وكالة رويترز.
وتعرضت الأسواق الناشئة بوجه عام لموجات من عمليات البيع الواسعة التي تراجعت قليلا منذ أواخر الأسبوع الماضي ويتنبأ محللون أن موجة البيع لم تصل بعد إلى نهايتها.
وفي الوقت نفسه حث صندوق النقد الدولي البنوك المركزية على توخي الحذر بشأن ظروف السيولة.
مهما يكن من أمر فإن محللين قالوا إن تقييد السيولة العالمية الناجم عن تقليص التحفيز الأميركي سيؤدي إلى تفاقم مشكلات الأسواق الناشئة التي تشمل عجوزا يتعذر الإبقاء عليها لموازين المعاملات الجارية وارتفاع المخاطر السياسية واحتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين.
وكان البنك المركزي المجري أحدث البنوك المركزية الذي تدخل بإعلان تأكيدات أنه سيتصرف لتهدئة الأسواق إذا اقتضت الضرورة وذلك بعد التدخل الشفهي من جانب البنوك المركزية في الهند وروسيا والزيادات الكبيرة لأسعار الفائدة في تركيا وجنوب إفريقيا.
وهبطت قيمة العملة المجرية الفورينت ما يصل إلى 1.6% مقابل اليورو إلى أدنى مستوى لها في عامين قبل ان تسترد بعض خسائرها ليصل الهبوط الى 0.8%. وقفزت عوائد سندات الحكومة 20 نقطة أساس.
وفي بولندا المجاورة ارتفعت عوائد سندات لأجل 10 اعوام 10 نقاط اساس الى اعلى مستوى لها في اربعة أشهر ونصف بعد ان أجلت الحكومة نشر خطتها لمعروض الديون وفقدت العملة الزلوتي 1% من قيمتها.
وهوت الليرة التركية وراند جنوب افريقيا نحو واحد في المئة لكل منهما قبل ان يستردا بعض خسارتهما ويرتفعا 0.2 و0.7% على التوالي. وسجلت عوائد السندات المحلية في جنوب افريقيا أعلى مستوياتها منذ منتصف عام 2011 حيث أخذ المستثمرون في الحسبان احتمال حدوث مزيد من قفزات أسعار الفائدة في الأشهر القادمة.
وفي أميركا اللاتينية هبط البيزو التشيلي 1.5% واسترد الريال البرازيلي والبيزو المكسيكي بعض خسائرهما المبكرة.
واغلق الريال دونما تغير يذكر في ختام تعاملات الجمعة بينما ارتفع البيزو 0.3%. وختمت العملتان شهر يناير على هبوط يزيد على 2%.