دخلت شوارع العاصمة البريطانية لندن في حالة من الفوضى والاختناقات المرورية، وأصبحت الحياة شبه معطلة ومشلولة، بسبب إضراب عام أعلنه العاملون في شبكة القطارات تسبب في إغلاق غالبية المحطات، وتعطل الحركة فيها بشكل شبه كامل.
ولم يتمكن آلاف الموظفين من الوصول إلى أعمالهم، فيما شهدت حافلات النقل العام وسيارات التكسي ضغطاً كبيراً في الطلب عليها، فيما استخدم الآلاف سياراتهم الخاصة من أجل الوصول إلى وسط لندن، بدلاً من استخدام القطارات، ما أدى إلى اختناقات مرورية كبيرة.
وتعطل الشارع الرئيس الواصل بين مطار "هيثرو" ووسط لندن بسبب الازدحام الشديد، وهو الشارع ذاته الذي يمثل شرياناً مهماً للمدينة ويربط شرقها بغربها.
وأعلن العاملون في شبكة القطارات الرئيسية إضراباً عاماً وتوقفاً كاملاً عن العمل اعتباراً من الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء الرابع من فبراير ولمدة 48 ساعة، إلا أن هذا هو الإضراب الأول من أصل اثنين قرر العمال تنفيذهما في أسبوعين مختلفين، وذلك احتجاجاً على نية الحكومة إغلاق مكاتب الاستعلام وبيع التذاكر في محطات القطار وبالتالي تسريح العاملين فيها، أي 950 موظفاً.
وكان العاملون في وسائل النقل والمواصلات العامة ينفذون عادة الإضرابات والاحتجاجات خلال عطلات نهاية الأسبوع من أجل عدم الإضرار بالمستخدمين الذين يحتاجون الوصول إلى أعمالهم ووظائفهم، إلا أن هذا الإضراب يأتي يومي الأربعاء والخميس في تحرك نادر من نوعه، وربما يتم لأول مرة.
ونقلت وسائل إعلام محلية في لندن عن خبراء ومحللين تقديرهم بأن إضراب القطارات لمدة 48 ساعة سيكبد الشركات والاقتصاد المحلي خسائر بعشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية.
ودعا عمدة لندن بوريس جونسون الاتحادات العمالية إلى التراجع عن الإضراب ودعوة أعضائها إلى الرجوع لأعمالهم من أجل إنهاء حالة الفوضى المرورية التي تشهدها المدينة، فيما أدان سياسيون ومسؤولون في الحكومة الإضراب، ودعوا إلى تغيير القوانين التي تتيح الإضراب عن العمل، خاصة في القطاعات الحيوية.