أوصت طالبات في برنامج الهندسة المدنية بجامعة البحرين بإضافة مادة البلاستيك إلى خلطة الإسفلت التي ترصف بها الشوارع في البحرين بعد إجرائهن تجارب أثبتت أن البلاستيك يقوي الإسفلت ويزيد من تحمله ويقلل الكلفة.
وعرضت الطالبات مشروع إضافة البلاستيك للإسفلت مؤخراً في معرض مشروعات التخرج لكلية الهندسة للفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2013/2014.
واستحقت الطالبات: شيخة عبدالرحمن، وعائشة مختار، وعائشة المنصوري المركز الأول في مسابقة أفضل مشروع تخرج في فئة مشروعات طلبة برنامج الهندسة المدنية.
وقالت الطالبة شيخة عبدالرحمن: "يستفيد المشروع من كميات البلاستيك المهملة المضرة للبيئة في خلطة الإسفلت التي تطوع وتمهد بها الشوارع".
وأضافت قائلة "كشفت دراساتنا الأولية أن كمية النفايات الصلبة في البحرين تبلغ 1.2 مليون طن، وأن البلاستيك يمثل 84 ألف طن أي نحو 7% من نسبة النفايات الصلبة، وهي نسبة كبيرة، وقد ارتأينا الاستفادة العملية من هذه النفايات وتخليص البيئة منها بطريقة مبتكرة ومفيدة".
وعن أسباب اختيارهن مادة البلاستك قالت عائشة مختار: "إن اختيارنا مادة البلاستك يرجع إلى أن فيها خاصية القدرة على الترابط مع مادة البتمن (القار) التي يتكون منها الإسفلت، كما أن درجة حرارة ذوبان البلاستيك تتناسب مع درجة الحرارة في عملية تصنيع مادة الإسفلت أيضاً".
وذكرت مختار أن فريق العمل قام بعملية خلط البلاستيك مع مادة الإسفلت البترولية بنسب متفاوتة في تجارب عدة، وانتهى إلى أن نسبة 4% من البلاستيك في مادة البتمن أحد المكونات الرئيسية لخلطة الإسفلت هي النسبة الفضلى التي تضمن قوة الإسفلت وتحمله لدرجة حرارة عالية.
ونوهت الطالبة عائشة المنصوري إلى أن التجارب العملية أثبتت أن إضافة البلاستيك يعطي مادة أفضل بنحو 11% في القوة وتحمل الضغط، و8% أفضل في تحمل درجة الحرارة بالمقارنة مع خطلة الإسفلت التي لا تحتوي على مواد بلاستيكية، كما أنه يقلل من خاصية الإنزلاق في الإسفلت.
وعن التكلفة قالت المنصوري: "إن التكلفة ستكون قليلة لأننا نستخدم مواد بلاستيكية مهملة ونفايات، وستكون التكلفة في عملية الفرز والمعالجة الأولية فقط".
وأوضحت الطالبة شيخة عبدالرحمن أنَّ "وزارة الأشغال استخدمت مادة البتمن للمشاريع الصغيرة والإصلاحات خلال العام 2012 بكلفة تصل إلى 1.4 مليون دينار، وقد قمنا بعملية حسابية افترضت استخدام الخلطة المعدلة التي طورناها للمشروعات نفسها وتبيَّن أن الكلفة ستنخفض إلى 1.3 مليون دينار أي بانخفاض نسبته 6.7% في حال استخدمت الخلطة المطورة".
وعن الصعوبات التي واجهها الفريق قالت الطالبة عائشة مختار: "إن الصعوبات تمثلت في صعوبة الحصول على البلاستيك ومعالجته حرارياً لإذابته وخلطه في الوقت نفسه"، مشيرة إلى أن "الخطة الأولية كانت تقتضي استخدام بلاستيك قناني الماء، لكننا عندما قطعناها لقطع صغيرة لم تذب كما ينبغي مع المادة البترولية ولم تشكل مادة مترابطة حيث لم يكن لدينا جهاز التذويب والخلط فاضطررنا إلى استخدام مواد بلاستيكية أخرى أكثر قابلية للذوبان".
وفيما يتعلق بفوائد هذه التجربة قالت عائشة المنصوري: "أعتقد أن في هذه التجربة فوائد عديدة، من أهمها: التدريب العملي، والعمل بروح الفريق الواحد، والتمرن على إدارة الوقت بشكل جيد، وتنظيمه بين البحث والدروس، كما أننا مارسنا أساليب الإقناع في الحصول على راعٍ للمشروع، وقد دعمت المشروع شركة ناس".
وقدمت الطالبات شكرهن لمشرف المشروع، وشركة ناس التي أتاحت لهن استخدام مختبراتها.
ويبحث الطالب في مقرر مشروع التخرج إشكالية في اختصاصه نظرياً وعملياً، ويضع لها الحلول خلال فصل أو فصلين دراسيين، وغالباً ما يكون المشروع في الفصل الأخير من الدراسة الأكاديمية.
وكان عميد كلية الهندسة في جامعة البحرين الأستاذ الدكتور نادر البستكي الذي افتتح المعرض وتجول في أركانه أشاد بمشروعات الطلبة، ورأى أنها "مشحونة بالأفكار الإبداعية وملتصقة في غالبها بالقطاع الصناعي والمشكلات الحياتية".