رفض عضو المكتب السياسي بتجمع الوحدة الوطنية د.ناجي العربي ما أسماه الحوار الثنائي بين الحكم والمخربين، وقال: “إن خيانتنا للأمانة مستحيلة، وإن طرح الرؤى والحلول بحاجة إلى وجود طرفين -الحكم والمخربين- بجانب مكون الفاتح يرغبان في إيجاد حل للمشكلة وقد استمعنا جميعاً إلى رغبة المخربين للحوار مع الدولة بشكل منفرد فكيف لي أن أتحاور وأجد حلولاً مع من لا يعترف بي كشريكٍ في الوطن”، وأضاف “على الوفاق والجمعيات المتشاركة معها الاعتذار للشعب وطلب الصفح منه على ما سببوه من دمار للاقتصاد وإثارة الفتنة بين المواطنين لتكشف نيتهم الصادقة لحل الأزمة”. جاء ذلك خلال زيارة العربي لمجلس أحمد جناحي بعراد، ضمن برنامج تجمّع الوحدة الوطنية للتواصل مع الجمهور. وذكّر العربي مُرتادي المجلس بأحداث مارس الماضي وكيف حمى الشعب البحريني الأرض والبلاد بسواعد شبابها الذين شكلوا اللجان الشعبية عندما غابت الدولة وانتشر الخوف والهلع بين الناس، وقال إن: “المواطنين الشرفاء من أهل السنة والجماعة وإخواننا الشيعة وشركائنا في الوطن من غير المسلمين هم من ثبتوا شرعية الحكم في لحظة ضعفها، ولو لا ذلك لضاعت البحرين في دماء.. وثأر.. وانتقام”. قضية الطفل عُمر وشن العربي هجوماً على المرجعيات الدينية الطائفية الذين “يفسدون في الأرض ولا يصلحون” ووزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية، على مواقفهم المخزية تجاه قضية الطفل عمر وتلك “المعلمة المجرمة” التي أهانت بشرية ذلك الطفل وشدد على المبدأ القرآني “ولقد كرمنا بني آدم..” (سورة الإسراء آية 70) بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو عرقه. كما أشار إلى أن وفداً من تجمّع الوحدة الوطنية قد سافر إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر حول حقوق الإنسان حاملين معهم ملف حقوق الإنسان في البلاد ومن ضمنه ملف الطفل عمر البريء. شباب الصحوة وتطرق العربي لفعالية شباب الصحوة لنصرة عُمر أمام وزارة التربية والتعليم وأكد بأن حضوره كان من أجل وحدة الصف ونصرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستنكر بشدة عدم السماح بالاعتصام أمام الوزارة وتفريقه وتقييد حرية التعبير بينما في المقابل “تقوم الدولة بالسماح لعشر مسيرات للمخربين في يوم واحد ويستمرون في الإرهاب والتخريب دون رادع”. الموقف من الحوار وأكد العربي أن قرار التجمع برفض الحوار كان صائباً في ظل الظروف الحالية واستمرار العنف الممنهج تجاه المواطنين ورجال الأمن، وقال إن ذلك الموقف أربك الدولة وخلط وبعثر أوراق المخربين، وأضاف “لا يمكن أن نقبل بحوار ثنائي بين الحكم والمخربين، ومن المستحيل أن نخون الأمانة ولن نقبل أن تقودنا أجندة المخربين المرتبطين بالخارج”. للمخربين رسالة وانتقد العربي التمزق والتشتت في شارع الفاتح بعد توحده لفترة طويلة وعودته لسابق عهده من التكاسل والسلبية، وقال “الآن نعيش واقعاً مريراً ومؤلماً بسبب تراجعات الدولة وضعفها ولم يكن لنا كمواطنين موقف واضح تجاه الدولة ولا المخربين، ورأى بأن الطرف الآخر من أعلى القيادات الدينية والسياسية حتى أصغر مخرب في الشارع لديه رسالة واضحة، فرسالة المخرب رمي الحجارة وسد الطرقات وآخر رسالته الكذب في وسائل الإعلام وآخر رسالته تمويل الإرهاب والتخريب، فكل منهم له عمل واضح ويقوم بدور يوازي بأهميته الآخر، وسخر العربي من ادعاءات بعض المتطرفين من الطرف الآخر بوصفه بأنه قائد عسكري وقال “لا أعلم متى تدربت عسكرياً لكي أحصل على رتبة المشير!”. السنة والشيعة لرب العالمين وقال العربي إنه منذ قبل الأزمة دعا النظام ألا يرى الشعب بأنهم سنة وشيعة بل التعامل مع الجميع بأنهم مواطنون و«أي بحريني يفعل ما يستحق المكافأة لأنه بحريني.. وأي بحريني يفعل ما يستحق العقاب فعاقبوه لأنه بحريني واتركوا أمر سنة أو شيعة إلى رب العالمين”. وأضاف “عندما بدأت الفتنة في البسيتين ووقعت حادثة دهس الأخ عبدالرحمن الذي مازال يعاني من إعاقة وأراد الشباب الانتقام من هؤلاء المجرمين قمت شخصياً بإخراجهم وتعرضت للضرب وذلك لأنني لا أرضى أن يهان بحريني وفي المواطنة الجميع متساوٍ كما إننا جميعاً متساوون في الإنسانية”. استقالة محمد العثمان وكشف العربي أن نائب الأمين العام محمد العثمان قدم طلب تنحيه من منصبه وتم قبوله في الهيئة المركزية، وعلى ذلك تم تكليف قيادة التجمع بالتواصل معه، وفي الشأن ذاته أكد نائب رئيس الدائرة الإعلامية يعقوب السليس الحاضر في المجلس إن الشائعات لن تهز ثقتنا في القيادات التي قدمت الكثير للتجمّع، وإن الأعضاء القياديين لديهم من المقدرة السياسية والمسؤولية والأمانة الوطنية ما يجعلنا نؤمن بصوابية خياراتهم التي لن تخرج عن قرارات قيادة التجمّع.