روى شاب بحريني يقضي حكماً بالسجن 11 عاماً في إدارة الإصلاح والتأهيل تجربته مع المخدرات التي قادته إلى الإصابة بفيروس الإيدز القاتل، جراء انسلاخه عن قيم مجتمعه وانغماسه في العلاقات المحرمة وتعاطي المخدرات مع آخرين من خلال استخدام أدوات مشتركة بينها الإبر.
ونقلت «مجلة الأمن» عن الشاب البحريني قوله: «عندما كان عمري 16 سنة جمعتني علاقة عاطفية بفتاة، وعندما قررنا أن نتزوج، رفضت عائلتها، فطلبت هي مني أن أبتعد عنها، فانتابني شعور بالحزن والأسى لفراقها وعشت في فراغ كبير جداً وكنت أريد أن أفعل أي شيء لأنسى ذلك، إلى أن قال لي أحد أصدقائي: «لدي الحل الذي سينسيك كل شيء»، وأعطاني حبة وفور تناولي لها أحسست بأنني في عالم آخر ولكن لفترة محدودة، واكتشفت أنها مجرد مخدر، ثم أعطاني بعد فترة قطعة حشيش، بعدها بدأت رحلة الإدمان والتعاطي والبيع ودخلت عالم الظلام والانكسار والخوف».
وأضاف أنه «خلال الأشهر الستة الأولى وعندما شعرت بأنني قد تماديت في هذا المسلك الخطير، قررت أن أوقف التعاطي وشراء المخدرات، وبالفعل تمكنت في بداية الأمر من ذلك لكنني لم أستطع تحمل الحرمان من المخدرات التي كانت تنسيني كل شيء، فعدت لها وتطورت لدي الأمور فأصبحت أسافر إلى الخارج للحصول عليها.
وفي بداية الأمر كان من المفترض وحسب عرف المخدرات، أنه يجب على المدمن أن يقوم ببيعها حتى يحصل على الجرعة التي يحتاجها، وفي أحد الأيام اتفقت مع أحد الأشخاص على بيع لفافتين من المخدرات، حيث قمت بتسليمها إلى المشتري واستلمت منه 20 ديناراً، ولكنه كان كميناً من رجال الشرطة فتم القبض علي واقتيادي إلى إدارة مكافحة المخدرات، ومن ثم عرضي على المحكمة التي قضت بسجني 11 سنة و3 أشهر لأن أحكام بيع المخدرات شديدة جداً، مضافاً إليها قضية تعاطي في السابق».
وتابع: «عندما تم توقيفي وحبسي وإجراء الفحوصات الطبية لي، كانت الفاجعة الكبرى حيث تبين بأنني حامل لفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، فتذكرت عدم المبالاة والسهرات المحرمة ومشاركة الآخرين في إبر المخدرات، وسفرات الجنس، فانتابني الخوف والحزن الشديد، فقررت أن أعود إلى رشدي وأصحح كل خطأ اقترفته، وأعود إلى ربي وأتوب إليه، وسمعت بأنه يوجد برنامج في إدارة الإصلاح والتأهيل لمعالجة السلوكيات الخطرة لدى الإنسان فالتحقت به، فكشف لي هذا البرنامج كل الأمور التي كنت أجهلها ومنها معرفة السلوكيات الخطرة، وحقيقة الإدمان ومخاطره، فدخولي لهذا البرنامج يعني الاستسلام للصدق والمصارحة».
وأشار إلى أنه «قبل أن أتحدث عن البرنامج أود أن أعرب عن شكري وتقديري لجميع القائمين على إدارة الإصلاح والتأهيل وللأستاذ باسم رئيس البرنامج، فقد عرفني هذا البرنامج بنفسي وكيف أتعامل معها ومع الآخرين، واكتشفت قدراتي الإيجابية فأصبحت أرى نفسي بأنني إنسان آخر، فإذا فهمت نفسي سأفهم مشاعر الآخرين فهناك مهارات في الحياة يجب أن أتقنها، فلقد أخذت المخدرات مني كل إيجابياتي وكل شيء جميل لدي، وجعلني البرنامج أستبدل سلبياتي بالإيجابيات».
وخلص الشاب البحريني إلى أنه «خضت تجربة مؤلمة، لم أرَ يوماً جميلاً مع المخدرات وكنت دائماً أرجع إلى الخلف، وأوهم نفسي بأنني سعيد فهي دقائق وساعات بسيطة تحس فيها بالراحة ثم تشعر بالندم، فالمخدر ليس هو الحل بل هو دمار شامل، وأي شاب يريد حل مشاكله بالحبوب فليعلم بأنه يزيدها تعقيداً، وإذا كانت لديك أي مشكلة لا تفكر بالمخدر بل الجأ إلى الدين والعقل أو الأطباء، لأنك لن تستفيد من أصحاب السوء، وأنا الآن أحمد ربي بأنني على قيد الحياة حيث إنني في فترة الإدمان حاولت الانتحار بجرعات زائدة بسبب اليأس، إلا أن البرنامج شجعني على الالتزام بالصلاة وأداء الفروض اليومية والصبر وقراءة القران، فإذا خرجت من السجن سأكون إنساناً آخر، فمن المؤلم حقاً أن تحرم من حريتك، وتكون أنت السبب في ذلك».