تحقيق – يوسف المقهوي جميل جداً أن تعود سباقات البحرين الكبرى الفورمولا واحد، التي من المتوقع تنظيمها خلال أبريل المقبل. فلهذه السباقات انعكاسات إيجابية على قطاع السياحة والفندقة في المملكة البحرين، والمطلوب من القطاع الفندقي الاستعداد لهذا الحدث الرياضي العالمي لكي تتمكن البحرين كما كانت دائماً من تنظيمه بنجاح. وعندما التقيت عدداً من المسؤولين في قطاع السياحة قالوا إن هذا الحدث الكبير والمهم يعوّل عليه الكثير من أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية لما يستقطبه من جمهور كبير من مختلف الدول والأقطار العربية والعالمية. وأضافوا: إن هذا الأمر يشكل قطعاً حدثاً إعلامياً كبيراً بحد ذاته، ويدعم بصفةٍ إيجابية الوضع الأمني في المملكة، لا سيما وأن هذا الوضع بات مستقراً، ويبدو ذلك واضحاً من عودة الحياة التجارية والاجتماعية كافة إلى طبيعتها. وطالب مختصون التقيناهم بأن يتم استثمار مثل هذه الفعاليات الكبيرة كرافعة لتنشيط القطاع السياحي في البحرين من خلال تنظيم العديد من الأنشطة الفنية والترفيهية والعائلية المصاحبة لها مما يوسع من دائرة استفادة أنشطة السياحة كافة منها. اجتذبوا فعاليات أخرى رجل الأعمال إبراهيم زينل أكد أن أي فعالية تقام في البحرين ستساعد على تنشيط الحركة الاقتصادية خاصة في الظروف التي تعيشها، ولكنه أشار إلى أننا نحتاج إلى زيادة مثل تلك الفعاليات، وقال: إن هذه الفعاليات مرحب بها من جميع القطاعات لأنها بالتأكيد تؤثر على بنحو مباشر وغير مباشر، فهي تسهم في تحريك قطاع الفنادق والمطاعم وسائقي سيارات الأجرة ومزودي خدمات النقل، لذا سيكون لسباق الفورمولا واحد تأثير طيب على الاقتصاد. وبما أن سباق الفورمولا واحد حدث عالمي يقام سنوياً في دولة من الدول ومن الصعب إقامته مرتين أو أكثر في دولة بعينها، تمنى زينل محاولة استثمار الحلبة في فعاليات أخرى، وتساءل: لماذا نشجع إقامة فعاليات أخرى؟ وقال: على القائمين أن يجتهدوا بجذب فعاليات أخرى، وأعتقد أنها فكرة جيدة، لذلك أتمنى أن ينظروا بإمكانية استثمار البنية الأساس لفعاليات مماثلة. فوائد متعددة خبير شؤون السياحة والاقتصاد وكيل وزارة شؤون السياحة سابقاً الدكتور كاظم رجب أكد أن سباق الفورمولا واحد يترك تأثيراً حسناً على الأصعدة كلها في البلد، وقال: قبل الفورمولا واحد وأثناءها وبعدها تصل نسبة الإشغال في الفنادق إلى 100% في بعض الأيام، وستكون المعدلات عالية، وهذا يعطي مؤشراً على أن عدد الزوار الذين سيصلون إلى البحرين عدد سيكون كبيراً جداً، وهؤلاء الزوار عندما يعودون إلى بلادهم سيتحدثون عن تجربتهم في البحرين وعن حسن الضيافة وعن طبيعة البحرين وثقافتها وتراثها وشعبها. وأبدى رجب اعتقاده أن الإعلام كله سيتوجه إلى البحرين، وسيتردد اسم البحرين بين الفئات الراقية التي تتابع هذا السباق بالإضافة إلى تردده على صفحات الصحافة العالمية، وهذا يعني أن تأثير الفورمولا واحد سيكون على أكثر من صعيد، وقال: إن الفنادق ستكون قادرة على تعويض خسارتها، وعندما تكون نسبة الإشغال في الفنادق عالية فهي تستهلك مواد غذائية مما يحرك سوق اللحم والخضار، والسياح بطبيعة الحال سيتبضعون من الأسواق وهذا سيحرك قطاع سيارات الأجرة والأسواق والمجمعات، لذلك أتمنى أن تعرف الناس نقطة في غاية الأهمية هي أن المعارضة السياسية الصحيحة لا تستهدف الاقتصاد لأن الضرر في حال التأثير على الاقتصاد سيصل إلى صاحب سيارة الأجرة. واقترح رجب استعمال الحلبة طوال السنة وليس فقط في أيام سباقات الفورمولا واحد، مشيراً إلى أن النشاطات كثيرة ومتعددة ويمكن أن تجذب الكثيرين. «الفورمولا 1» والناتج القومي الخبير الاقتصادي الدكتور أكبر جعفري وصف سباق الفورمولا واحد بأنه مهم من جوانب عدة، وأن التفصيل في هذا الموضوع يحتاج إلى تركيز، وقال: إن مشروع حلبة البحرين مشروع انشطاري، والمشروع الانشطاري في الاقتصاد هو المشروع الذي يحدث انشطارات لمشاريع أخرى، مثلاً، منطقة الصخير صارت مهمة وتم تعميرها بسبب الحلبة، وهناك فنادق وحدائق وفعاليات، والكثير من الأمور التي وجدت بسببها، ثانياً أن الحلبة أثرت على الاقتصاد بنحو كبير، إذ أنها تسهم بـنحو 400 مليون في الناتج القومي، وبوجودها نحصل على هذا المدخول. وأضاف جعفري: نحن نتوقع أن يصل هذا الدخل إلى 600 أو 700 مليون، ولو وصل الدخل إلى 750 مليون سيكون دخلاً مريحاً، والسبب هو أن نسبة أيام التشغيل للحلبة متدنية مقارنة بالحلبات الأخرى، لذلك نريد زيادة أيام التشغيل أضعافاً مضاعفة، إذ كلما زادت أيام التشغيل زادت المشاريع التي حول الفورمولا واحد. وحدث عالمي بهذا الحجم ينبغي أن يكون حجم التجهيزات أكبر بكثير من الموجود، وهذا ما أثاره جعفري، عندما قال: إن تأثير الحلبة على المدى الطويل أمر غير طبيعي، وخارج عن المألوف، لذلك هناك معضلات يجب أن نصارح بها المسؤولين، فما يحدث في البحرين أمر غير مرضي، عندما تتحرك الحلبة يجب أن تتحرك أجهزة الدولة بأكملها معها، في الدول الأخرى ترى أن الأسعار تكون أرخص لجلب أكبر عدد ممكن، فأسعار الطيران والفنادق والمواصلات تكون أقل من الحالات الطبيعية، حتى المجمعات يجب أن تذهب إلى التخفيضات، وهذه هي الطريقة السليمة لجذب السياح. وجهة النظر هذه التي أبداها جعفري جاءت بناء على تجربة دبي التي تستقطب 30 مليون سائح، والفرق هناك أن أجهزة الدولة تتحرك بتناغم وأسلوب تنافسي، وليس بالتنافس في رفع الأسعار لأن هناك طلباً، وقال: على الحكومة تسهيل عملية دخول البلد من خلال التأشيرات والمواصلات والإقامة، ليس فقط أيام الفورمولا واحد، إذا كنا نريد أن نزيد عمل أيام الحلبة فيجب أن تستمر التسهيلات وأن تكون لدينا برامج لزوار الحلبة وروادها. أما بالنسبة للبرامج والفعاليات المصاحبة للفورمولا واحد، فأشار جعفري إلى أن الشركات السياحية والفنادق تقع على عاتقها هذه البرامج، وقال: عندما نأتي بالزوار ليومين أو ثلاثة نستطيع التوسع في البرامج السياحية والثقافية والتراثية والعلاجية، ويجب أن يكون هناك تناغم بين الحلبة ووزارة الثقافة ووزارة الداخلية وغيرها، وبنحو أوضح، يجب أن تكون هناك لجنة عليا للفعاليات. وأضاف جعفري: إن هناك نحو 860 مليون دينار للاستفادة من التراث والثقافة، لذلك فإن الحلبة ستكون آلية نفاذة وفعالة للسياحات جميعها، وستكون بؤرة وما نحتاجه فقط التنسيق، وحالياً ليس هناك تنسيق وليس هناك التزام، وهناك مجال لكننا لم نستثمر أكثر من 15% منها، لدينا 85% ما زالت مهملة، نريد تحركاً منهجياً وعلمياً ومحاسبة من يخفق. «الفورمولا 1» والاقتصاد ووصف عضو مجلس الشورى أحمد إبراهيم بهزاد سباقات “الفورمولا واحد” بأنها من أشهر الرياضات العالمية التي لها موسم رياضي يقبل على متابعته ملايين الجماهير حول العالم لخصوصية نظام هذه الرياضة إذ تصمم جولات السباق في دول عالمية مختلفة وتختص كل دولة بجولة من الجولات، وقال: كان أحد أهم اشتراطات حصول أي دولة على حق استضافة إحدى تلك الجولات السنوية تمتعها بالاستقرار والأمن وهذان العنصران أهم عناصر الازدهار التجاري لأي دولة في العالم، إذن وجود حلبة لسباقات الفورمولا واحد في البحرين يروج للدولة في العالم أجمع بأنها دولة مستقرة وآمنة وتتمتع ببنية قانونية رصينة ما يزيد من جاذبيتها لدى المستثمرين ويشجع رؤوس الأموال على الهجرة إليها، وهذه فائدة كبيرة تعود على الاقتصاد ونحتاجها بشدة. ومن وجهة نظره فإن بناء حلبة (الفورمولا واحد) تعد فكرة ذكية للغاية اختصرت الطريق لبلوغ أهداف الترويج للبحرين فجميعنا يعرف أن هذا الصرح الوطني المهم أصبح نقطة فاصلة فيما يتعلق بسمعة البحرين الدولية وانتشار اسمها فتسليط الأضواء العالمية عليها سنوياً جعل منها اسماً حاضراً لدى جميع المتابعين لسباقات الفورمولا واحد، وقال: يجدر بنا أن نذكر أن هذا السباق تتابعه نخبة كبيرة من أثرياء العالم ومستثمريها مما يجعل من هذا السباق مادة في الصناعات المدرة التي بالإمكان أن تكون لها عوائد كبيرة جداً ناهيك عن تنشيطها للواقع السياحي بقطاعاته الفندقية والمطاعم والأسواق كلها، بالإضافة إلى تنمية البنية التحتية للقطاع كبناء الفنادق والمنتجعات. وأضاف بهزاد: انطلاقاً من هذه الحقيقة فإننا ندعو إلى إدارة هذا المنجز الوطني على وفق أهداف تتناسب وحجم استثمار الدولة فيه بما يضمن إسهامه بصفة فاعلة في الهدف الأساس وهو تنويع مصادر دخل الدولة الذي يضعه الإصلاح الاقتصادي أحد أهم مرتكزاته. ومن هذا المنطلق عبر بهزاد عن أمنيته بابتكار أفكار جريئة ومتقدمة مثل بناء حلبة “الفورمولا واحد” بصفتها منجزات نفتخر بها ونعمل لتنمية مردودها الإيجابي على الدولة وعلى استثمار ورود اسم مملكة البحرين في مختلف نشرات الأخبار في كبريات المؤسسات الإعلامية من إذاعات وتلفزيونات كل عام لمزيد من الترويج والجذب الاقتصادي، ذلك هو التعامل الوطني والمتحضر مع صروح الوطن ومنجزاته.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90