في إحدى التقارير التي نشرتها صحيفة اقتصادية قدر محللون عوائد الفورمولا واحد على اقتصاد البحرين بما يتراوح بين 500 إلى 600 مليون دولار سنوياً. وأوضحت دراسة متخصصة شملت أكثر من 1000 منظمة وجهة مساهمة في الحدث أن المنظمات المحلية والإقليمية وموردي الخدمات أسهموا بقرابة 30 مليون دولار من خلال الخدمات المختلفة التي قدموها للحدث، وهذا يشمل كلفة الحملة التسويقية والترويجية والأمور التشغيلية للسباق في البحرين. وهذه المصاريف التي تعد من الأمور الأساس لإقامة السباق العالمي والترويج له جاء في مقابلها تحقيق عوائد مالية عديدة من ضمنها 13.8 مليون دولار عوائد مبيعات التذاكر، والتي تضاف إلى 36.7 مليون دولار عوائد بيع منتجات الحلبة وتذاكرها المختلفة بالإضافة إلى عوائد الأطعمة والمشروبات والاستفادة من الخدمات الأخرى في محيط حلبة البحرين الدولية خلال الحدث. كما أن عوائد الحقوق التلفزيونية والرعاية الرسمية والضيافة وإيجار المرافق حقق مبلغاً قدره 7.7 ملايين دولار كعوائد. واستفادت مملكة البحرين بصفة غير مباشرة من المبالغ التي صرفها الزوار والسياح الذين حضروا للحدث؛ إذ تم تحقيق 116.8 مليون دولار كعوائد للسفر والإقامة والتنقل عبر وسائل المواصلات المتعددة “طائرات، سيارات أجرة ... الخ”، بالإضافة إلى الخدمات العديدة التي تصب عوائدها في مختلف أوجه الاقتصاد البحريني. وبالمقارنة مع العديد من الأحداث الرياضية الكبرى كالألعاب الأولمبية على سبيل المثال وغيرها فإن كلفة إقامة سباق ضخم مثل سباق الجائزة الكبرى مسألة لا يستهان بها. وبفضل الجهود المبذولة في حلبة البحرين الدولية من خلال الفعاليات التي تقام على مدار العام ويأتي سباق الجائزة الكبرى على رأسها، فإن النجاح يتواصل في مجال تعزيز الوعي برياضة السيارات وأبعادها الإيجابية سواء في مملكة البحرين أو في مختلف أنحاء المنطقة والعالم، وخصوصا أن الجميع بات يعرف أن أكثر من 500 مليون شخص يتابعون سباق الجائزة الكبرى عبر شاشات التلفاز حول العالم. وبينت الدراسة أن أكثر من 76 في المئة من الزوار والجماهير التي حضرت سباق جائزة البحرين الكبرى لـ “طيران الخليج” وصلوا المملكة عبر وسائل النقل الجوية، وهي المسألة التي حققت دفعة قوية لجميع الناقلين الرئيسين والعديد من المطارات في المنطقة، وبحسب المسح الذي أجري بشأن زوار الجائزة الكبرى فإن 49 في المئة منهم جاؤوا عبر “طيران الخليج”، فيما سجلت الخطوط الجوية البريطانية استخدام 6 في المائة من الزائرين لخطوطها. وبحسب الدراسة فإن معدل إنفاق الزائر لمملكة البحرين لحضور سباق الجائزة الكبرى بلغ في متوسطه 1356 دولاراً في اليوم الواحد خارج مضمار حلبة البحرين الدولية. وأكد محللون أن البنية التحتية للسياحة لم يتضرر أية منها من الأحداث السياسية الراهنة في البحرين، إذ تتوافر بنية سياحية متطورة ومتكاملة وتوجد على أرضها المرافق والمنشآت التي تقدم متعة التنزه والاستجمام بين غابات النخيل والمتنزهات العامة الخضراء، إلى جانب المعالم الأثرية والتاريخية المتعددة ومراكز التسوق الزاخرة بالمنتجات التقليدية المحلية وبأحدث منتجات الشرق والغرب. وتخطط البحرين لزيادة إسهام السياحة في دخلها الوطني الذي يبلغ حالياً من 8% إلى 10% لترتفع إلى 20%، من خلال مجموعة من المشاريع السياحية تقدر قيمتها بأكثر من ملياري دولار. وخلال العقدين الماضيين شهد القطاع الفندقي نمواً كبيراً؛ إذ وصل عدد المرافق الفندقية إلى 101 وحدة تشمل 80 فندقاً من جميع الدرجات ومنتجعين و16 فندقاً للشقق السياحية. ويعمل فيها نحو 8 آلاف و395 شخصاً، منهم نحو سبعة آلاف غير بحريني. كما تجاوز عدد السياح الـ4 ملايين سائح.