كتب - حسن عبدالنبي: رصدت وزارة الثقافة وغرفة تجارة وصناعة البحرين 50 ألف دينار لإقامة فعاليات بسوق المنامة القديم أثناء “الفورمولا1”، في وقت طالب عدد من التجار بالاهتمام بالمرافق العامة بالسوق ووضع لوحات إرشادية لتوجية السواح ومرتادي السوق. وقال النائب الأول لغرفة تجارة وصناعة البحرين إبراهيم زينل أمس -خلال اللقاء التشاوري الذي عقد بالغرفة- إن موضوع السوق القديم كبير وشائك، موضحاً أن حضور أعضاء السوق القديم وأعضاء الغرفة دليل على اهتمام المملكة بتلمس ما يشعر به القطاع الخاص. وأوضح أن هناك خطوات لإعادة هيكلة السوق القديم في الفترة الماضية، إذ قامت الغرفة بترتيب زيارات ميدانية لتنشيط الوضع الاقتصادي، لافتاً إلى أن هناك ضغوط على الحركة التجارية في هذا السوق وتراجع في نسب المبيعات نتيجة لعدة عوامل منها عدم تواجد الخدمات والبنية التحتية وإغلاق بعض الشوارع مما سبب في تراجع كبير في عمليات المبيعات. وواصل زينل: “اقترحت الغرفة العديد من الأمور التي نفذ بعضها والبعض الآخر في طور التنفيذ .. صرفت مبالغ كبيرة لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ساهمت الغرفة بجزء منها”، مبيناً أنه في حال لم يعد الوضع الأمني لما كان عليه فإن ذلك سينعكس سلباً على أوضاع التجار. وأضاف زينل: “قامت وزيرة الثقافة خلال الأسبوع الماضي بزيارة إلى السوق القديم مع تجار السوق .. ستقام فعالية بمناسبة الفورمولا1 بميزانية مخصصة تقدر بـ50 ألف دينار مناصفة بين الغرفة والوزارة بهدف التنشيط لحركة وجذب السواح”. بدوره، قال رئيس لجنة القطاع التجاري والسوق القديم عضو مجلس إدارة الغرفة، جواد الحواج إن لجنة السوق القديم تأسست قبل 10 أعوام وتم تأسيسها بناء على معلومات أن قطاع التجزئة يعاني ولابد من دعم القطاع”. وأضاف الحواج: “حصلنا على توجيهات ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بعد تأسيس أول لجنة حكومية بمتابعة تطوير السوق برئاسة وزير الصناعة والتجارة السابق علي الصالح في 3 أغسطس 2002 .. كان هناك متابعة وكثير من التطورات التي حصلت وأخذ في الاعتبار السوق القديم ليس لتعميره أو لمحة عمرانية وإنما هو لإحياء هذا السوق”. وتابع: “هناك دراسات متواصلة لتطوير السوق لكن مهمة تطوير السوق انتقلت إلى وزارة الثقافة .. الوزارة لديها أفكار كثيرة جداً .. هناك اهتمام كبير بأن يكون السوق منتعشاً وفي حركة تتماشى”، منوهاً إلى أن المشكلة ليست في السوق القديم فقط ولكن مشكلة عامة بسبب الوضع الحالي في البحرين”. إلى ذلك، تطرق رئيس لجنة المؤتمرات والمعارض والترويج عضو مجلس إدارة الغرفة، كاظم السعيد إلى دور وزارة الصناعة والتجارة واهتمامها بزيارة السوق القديم وكافة الأسواق. ودعا الجهات المختصة كوزارة الداخلية إلى المرونة في إصدار التأشيرات للزوار لكون السوق يعاني من قلة رواده، موضحاً أن استقطاب المزيد من السواح سيساهم في تنشيط وضع السوق. أما رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عضو مجلس إدارة الغرفة، خلف حجير فطالب وزارة البلديات بتوفير فريق عمل لتنظيف السوق بشكل دائم، بالإضافة إلى توفير مرافق صحية ولوحات إرشادية لرواد السوق، مطالباً وزارة الداخلية بتسهيل دخول وخروج السيارات إلى السوق، مطالباً “تمكين” بفتح اعتمادات بنكية غير ربحية لتحريك الحركة التجارية في السوق. من جهة أخرى، قال النقيب جمال بمديرية أمن العاصمة إن مشكلة تدهور التجارة وعوائدها في منطقة سوق المنامة تعود إلى الأوضاع الأمنية المتكررة، لذا على التجار المساهمة في توعية قاطني المنامة بالإبلاغ عن أية مناوشات أمنية، ويترتب على ذلك قلة الزوار والسواح إلى هذه المنطقة. وقال تاجر ملابس الأطفال والعباءات في سوق المنامة القديم رياض المحروس: “إن الأوضاع الحالية للسوق مقلقة، إذ انخفضت المبيعات بمعدلات كبيرة، وأغلقت الكثير من المحال سواء في المجمعات أو في الشوارع التجارية”. وأوضح المحروس أن ظاهرة إغلاق المحلات كانت مقتصرة على البحرينيين، غير أن الوضع الحالي اضطر الكثير من الأجانب للإغلاق أيضاً، وذلك بعد محاولات لتقليص العمال والحد من النفقات. وأردف: “الإجراءات الحكومية التي تمثلت في تجميد الرسوم جيدة لكنها ليست كافية لأن العمل انخفض بنسب كثيرة .. العديد من الزبائن أحجموا عن التوجه إلى السوق .. إغلاق الشوارع المؤدية إلى المنامة ليس حلاً لمنع التظاهر فيها”. ووصف المحروس السوق بأنه يحتضر، إذ إن التجار فيه يعانون من ثقل الديون، مطالباً بوضع جدول زمني لتنفيذ خطوات تطوير السوق، معيلاً على اللجنة إعلان هذا الجدول لمعرفة مصير السوق. وفي مداخلتها أكدت الوكيل المساعد لقطاع السياحة بوزارة الثقافة ندى ياسين على ضرورة الحفاظ على منطقة باب البحرين وسوق المنامة القديم لما تمثله من قيمة استراتيجية بالغة الأهمية باعتبارها قلب العاصمة وأحد المعالم السياحية والتجارية البارزة. وأوضحت أن مشروع التطوير يهدف إلى إنعاش الحركة التجارية والسياحية بمنطقة السوق القديم، خاصة في ظل اختيار المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012 وعاصمة السياحة العربية للعام 2013. وأوضحت ياسين أن قطاع السياحة بدأ منذ سبتمبر الماضي بالعمل على إحياء منطقة سوق المنامة التي تعتبر سياحته أساسية للعديد من السياح خاصة سياح البواخر. وأكدت على أهمية باب البحرين وسوق المنامة كمركز استراتيجي ومنارة لاستقطاب السياح، فضلاً عما يمثله السوق من عمق تاريخي وحضاري للمملكة، ما يشكل عامل جذب للاقتصاد وينسجم مع العمران الحديث الذي يتوافق مع البناء التطويري. أما تاجر الملابس كريم فليج فقال: “مشكلة عدم توافر المواقف مستمرة منذ 10 أعوام .. هذه المشكلة الأكبر بين المشكلات التي تواجهها السوق”، داعياً إلى ضخ سيولة في الأسواق ومنح التجار قروضاً عبر “تمكين” دون أرباح ليتسنى لهم النهوض، موضحاً أن سوق المنامة القديم بمثابة معلم سياحي للبحرين، كونه قديماً وتعود أصل التجارة إليه قبل أن تنتقل إلى المجمعات التجارية. وأوضح نائب رئيس لجنة السوق القديم بالغرفة، فواز المناعي أن التجار بحاجة إلى جهة حكومية واضحة ليتعاملوا معها لحل مشاكلهم، داعياً إلى تحديد جهة معينة لتنظيم أمور السوق. أما وكيل وزارة الصناعة، حميد رحمة فقال: “جميع ما تقدم به التجار من مقترحات سهلة التنفيذ .. لكن هناك عدم تواصل بين الجهات الحكومية .. مسؤولية تطوير السوق حالياً تقع على عاتق وزارة الثقافة”. وفيما يتعلق بشارع باب البحرين، أكد ممثل وزارة الأشغال في الجلسة المهندس كاظم، أن شارع باب البحرين أعد للمشاة، كونه لا يوجد به أرصفة، لذا يصعب فتحه لمرور السيارات، وتسعى وزارة الأشغال إلى تطوير عدد من طرقات السوق القديم في الفترة المقبلة. من جهته قال مدير بلدية المنامة، الشيخ محمد آل خليفة أن البلدية تقوم بحملات تفتيشية بصورة مستمرة للباعة المتجولين، من أجل الحفاظ على تطبيق القوانين والحفاظ على جمالية السوق وانسيابية عمل التجارة فيه، موضحاً أنه سيتم تشييد دورات مياه جديدة خلال الأشهر الـ3 المقبلة خلف مبنى البريد حالياً كخطوة من خطوات التطوير.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90