كسر فيلم "هم الكلاب" رتابة فعاليات المهرجان الوطني للفيلم الوطني بطنجة شمال المغرب، بتطرقه لموضوع سياسي آني، بأسلوب جديد في السينما العربية تبعا للنقاد والمهتمين الذين يتابعون حصاد السينما المغربية.
ويتناول الفيلم قصة مواطن مغربي تعرض للاعتقال على إثر ما يعرف في المغرب، بانتفاضة الخبز لسنة 1981، وسيفرج عنه بعد 30 سنة، وسيتزامن خروجه من السجن مع أحداث الربيع العربي وحركة 20 فبراير المغربية.

ويقابل بطل الفيلم طاقما صحفيا، يعمل لصالح قناة تلفزيونية، للبحث عن الأخبار المثيرة أثناء تغطيته للمظاهرات بمدينة الدار البيضاء، فيقرر تتبع رحلة هذا الشخص بالبحث في ماضيه المليء بالأحداث والتفاصيل.
من جانبه قال المخرج المغربي المقيم ببلجيكا محمد بوحاري، لـ "العربية نت"، إن الفيلم يعتبر مساهمة رئيسية في النقلة النوعية التي تنشدها السينما المغربية، بالانتقال من الكم إلى الكيف، مؤكداً أن أهم ما أثاره في الفيلم هو نوع من النقد الذكي لوسائل الاتصال الحديثة والتي لا يمكن الحديث عن ثورات الربيع العربي دون التطرق إليها.
وسيلة لتخدير الشعوب

بطل الفيلم حسن باديدة
ويقول مخرج العمل الشاب هشام العسري، إنه لم يكن يهدف من خلال فيلمه، إلى توجيه رسالة محددة، بقدر ما كان يرغب في الإشارة إلى أن وسائل الإعلام التقليدية كانت تستعمل كسلاح من أجل تخدير الشعوب وتعنيفها، في حين أن وسائل الاتصال الحديثة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت وتساهم في صياغة نظرة جديدة إلى العالم، مشيرا إلى أن لجوءه إلى عقد مقارنة بين انتفاضة الخبز لسنة 1981 وثورة الربيع العربي هو من باب التأكيد على هذه التحولات التي مست المجتمعات المعاصرة.
ويرى في السياق ذاته، أن انتفاضة 1981 بالمغرب، لم يكتب لها الاستمرارية نظرا لغياب المواكبة الإعلامية التي كان يمكن أن تحد من أشكال القمع الذي تعرضت له، خاصة أن الإعلام يلعب دورا أساسيا في فضح وتعرية الأنظمة القمعية في الداخل والخارج، كما يساهم في رواج المعلومة وهو الشيء الذي تحقق في زمن الربيع العربي.
يذكر أن فيلم "هم الكلاب"، توج بجوائز دولية عديدة، كما أن بطله الممثل حسن باديدة، فاز أخيرا بجائزة أحسن دور رجالي في مهرجان دبي السينمائي، كما يشارك هذا الفيلم إلى جانب "روك القصبة" للمخرجة المغربية ليلى المراكشي في المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بمصر.