واصل بايرن ميونخ نتائج أوائل المجموعات المميزة خارج أرضهم وذلك بعد أن هزم آرسنال بهدفين نظيفين في لقاء شهد ركلتي جزاء ضائعتين وبطاقة حمراء من نصيب حارس آرسنال شيزني..

الآن مع تحليل اللقاء...

آرسنال | مشكلة فينجر أنه رجل أكاديمي


آرسن فينجر مدرب مميز .. يجيد اكتشاف المواهب ويجيد اختيار التشكيلات الأساسية مع بعض التحفظات على تبديلاته وتعامله التكتيكي مع المعطيات الجديدة للمباريات حيث يفقد السيطرة أحياناً رغم تفوقه في بدايات المباريات كثيراً، لكن عيب آرسن فينجر الأكبر أنه رجل أكاديمي..

بعد إضاعة مسعود أوزيل لركلة جزاء أمام مارسيليا، دافع آرسن فينجر عن قراره بجعل الدولي الألماني هو من يسدد الركلات بالقول إنه "أفضل من يسددها في التدريبات".

والحقيقة أن في هذا الأمر اختزال لكرة القدم في هيئة أرقام، فكرة القدم ليست بالعلم القابل للتكرار .. لا أفهم كيف يسدد أوزيل أمام زميله في المنتخب وأمام فريق ألماني ووسط ضغط كبير عليه خصوصاً مع أدائه الهزيل جداً في الفترة الأخيرة ؟ هذه أمور لا يمكن كشفها في التدريب ! ألم يكن ممكناً أن يسدد لاعب آخر ككاثورلا مثلاً ؟ كفلاميني الذي يمتلك أعصاباً أهدأ بكل تأكيد ؟ أو حتى كميرتساكر الألماني لكنه يمتلك من الخبرة والهدوء الذي يتيح له القيام بهذا الأمر ؟

في النهاية دفع فينجر ثمن أكاديميته وزاد أوزيل الضغط على نفسه في الفترة القادمة خصوصاً مع 15 تمريرة صحيحة فقط من أصل 28 تمريرة -فقط أيضاً ..!- في لقاء كبير كهذا.



قلت في النقطة الأولى إن فينجر من المدربين المميزين في الإعداد للمباريات واختيار التشكيلات، لكن أبداً لم أجده مميزاً في التبديلات وقد تكرر هذا الأمر اليوم، إذ أنني لم أفهم فكرة إخراج كاثورلا فهو اللاعب الوحيد الحقيقي القادر على أداء دور هجومي ودفاعي لآرسنال في نفس الوقت وبنفس الكفاءة، كما أن أداء لاعب فياريال وملقة السابق في نسق تصاعدي منذ عدة مباريات وقدم نصف ساعة جيدة جداً اليوم أيضاً.. هذا التغيير قوّض في رأيي فكرة نقل آرسنال من الحالة الدفاعية للهجومية فمسعود أوزيل غير قادر على القيام بدور بدني عنيف في ظل النقص العددي وكذلك ويلشير منشغل بالواجبات الدفاعي ومساندة فلاميني.. الصحيح كان في إخراج أوزيل المنتهي بدنياً منذ البوكسينج دايز أو اختيار إخراج سانوجو -الذي أدى بشكل جيد بالمناسبة لكن في حدود إمكانياته- واللعب على محاربة بايرن في وسط الملعب بدلاً من تقليل أفراد الوسط أمام فريق يلعب 6 منه على الأقل في الوسط في أي لقطة سواء هجومية أو دفاعية..! الشوط الثاني ظهر واضحاً وجلياً أن آرسنال لم يخسر المعركة بدنياً فقط بسبب النقص العددي في التشكيلة، بل بسبب النقص العددي في الوسط فقد زاد الطين بلة بانهيار أوزيل بدنياً -كالعادة- وبالتالي نقص عددي أكبر في الوسط وزيادة جبروت جوارديولا بأدواته في الوسط باللعب بخطته الشهير 3/7/0..!


يكيل محبو آرسنال المديح لمدافعيه يوماً بعد الآخر معتبرين ميرتساكر وكوسييلني أفضل ثنائي دفاعي في الدوري الإنجليزي .. الحقيقة أنهما يقدمان موسماً جيداً لكنهما دائماً سيكونا بالنسبة ليسا من المدافعين "التوب كلاس" فتجدهما دائماً يسرحان في لقطات الوان تو الطويلة .. لقطة الطرد كانت واحدة من تلك اللقطات التي تعج بها مباريات المنافسين مع آرسنال وكثيراً ما تنجح.

آرسن فينجر بدأ المباراة بشكل ممتاز جداً، والحقيقة أنه كان شجاعاً في فكرة مواجهة البايرن بنفس سلاحه .. الدفاع العالي والضغط الهجومي بلاعبي الوسط الدفاعي وعدم تركهما لمساحة بينهما وبين لاعبي الوسط الهجومي .. الحقيقة أن جاك ويلشير رغم أنه أيضاً لاعب "overrated" بالنسبة لي إلا أنه كان حجر زاوية في هذا الأمر فقد كان دائماً يسد الفراغ الذي تبدأ منه هجمة أي فريق .. ذلك الفراغ الذي يكون مسرحاً لالتفافة لاعب المنافس بعد تسلمه الكرة ولعبها للأمام .. دائماً كنت تجد ويلشير ومعه ماتيو فلاميني حاضرين لوأد الهجمة في مهدها بل ومواصلة آرسنال لضغطه .

المثير للتساؤل كان في أنه ربما وجد فينجر نفسه غير موفق في تبديله الأول -وهذا وارد في عالم كرة القدم- لكنه أصر على الاستمرار في الخطأ بإخراج تشامبرلين -القادر على الاستمرار- والإبقاء على أوزيل من جديد..! ربما لو أخرج أوزيل وأشرك روزيسكي لحصل تشامبرلين على حرية أكبر في الانطلاق ومحاولة تغيير شيءٍ ما.


بايرن ميونخ | جوارديولا المهووس، وهذا هو من افتقده في البرسا



يُقدّس بيب جوارديولا خط الوسط بشكل مهووس .. أحياناً أتصور أنه يحترمه أكثر من والدته..! الحقيقة أن للرجل كل الأسباب التي تجعله كذلك، فاليوم خط الوسط هو ما منحه هذه السيطرة الجهنمية على الشوط الثاني عن طريق 3/7/0 التي صار مدمناً لها.

رغم ذلك فإن الرجل الذي منح جوارديولا مراده اليوم هو نفس الرجل الذي افتقده لسنوات في بايرن ميونخ .. توني كروس .. ببساطة رجل يسدد بدقة وقوة ليفك لك أصعب المباريات.. غمغم لي صديقي البرشلوني وهو يشاهد مباراة اليوم قائلاً "لقد افتقد جوارديولا هذا الرجل في البرسا .. لو كان معنا لهزمنا تشيلسي والإنتر" والحقيقة أنه كان محقاً بدرجة بشعة..!


كلمة "أشبه" تكررت كثيراً في هذا المقال لسبب طبيعي .. لا أحد تقريباً يتقيد بالمراكز في البايرن..!
وإن كان ذكر توني كروس كان لفكرة التسديد من أساسها فإنه لو سمّينا شخصاً معيناً يقود هذه المنظومة لبايرن ميونخ فهو أذكى من عمل معه جوارديولا حسب قوله .. فيليب لام .. قبل شهرين قلت لزوار صفحتي على فيس بوك إنني أتوقع أن يفوز الألماني بالكرة الذهبية لعام 2014 وأنا هنا سأنتظر فربما يتحقق توقعي شريطة أن تحقق ألمانيا كأس العالم..!

لام لاعب قادر على أن يمنحك أكثر من دور في نفس الوقت .. حدث هذا في الشوط الثاني بشكل صارخ فصحيح أنه لعب كلاعب وسط لكنه أشبه بالظهير في بعض اللقطات، أشبه بالجناح في لقطات أخرى وأشبه بصانع ألعاب في لقطات أخرى وأخرى.. الحقيقة أن أداء لام يستحق التأمل فهو تقريباً لا يُخطئ في التمرير وأعتقد أن أغلب التمريرات الخاطئة التي قد تجدها في الإحصائيات ستكون من العرضيات التي لا يظفر بها لاعبو البايرن .. تذكروا .. كرة القدم ليست مجرد أرقام.


الجميع يتحدث عن 4/1/4/1 لبيب جوارديولا، لكن اليوم كانت الخطة أشبه بـ4/3/3 للفريق البافاري أكثر منها أي خطة أخرى .. المشكلة هنا في أن توني كروس وتياجو ألكانتارا لاعبي وسط يعشقون اللعب من القلب لذلك كانا مقتربين جداً من بعضهما وفي ظل أداء خافي مارتينيز الضعيف نجحت كماشة وسط آرسنال في التكالب عليها وتقويض أهم نقاط قوة النادي البافاري .. الشوط الثاني تفادى جوارديولا هذا الأمر بشكل واضح عندما أشرك فيليب لام في الوسط فهو قادر على فتح مساحات الملعب كما أن اللعب بظهير نشيط كرافينيا ونقل اللعب ناحيته بشكل كبير ساهم في توسعة الملعب .. جوارديولا نجح أيضاً في فك الاشتباك بين كروس وتياجو بنقل الأخير كلاعب أشبه بالجناح الأيسر .. تلاحظون كثيراً تكرار كلمة "أشبه" لكنها الكلمة الوحيدة المتاحة مع فريق يؤمن مدربه بأنه لا مركز محدد للاعبه وهذا يقودنا لنقطة جديدة.


بايرن الذي فاز اليوم لعب بمولر احتياطي وبدون ريبيري وشفاينشتايجر .. تصوروا..!؟
صحيح إن غياب فرانك ريبيري مؤثر لكنه منح آريين روبين حرية كبيرة جداً فتقريباً كنت عاجزاً طوال الوقت عن تحديد مركز محدد له .. هو أشبه بالجناح الأيمن لكنك تجده عند دائرة المنتصف وأمام منطقة الجزاء وكل مكان خصوصاً في الشوط الأول وذلك لمنح ماريو جوتسة فرصة أكبر للعب في القلب كمهاجم مزور خلف ماندجوكيتش.. الحقيقة أن المجال لا يتسع للحديث عن كل شيء يخص العمل الكبير الذي يقوم به بيب جوارديولا مع النادي البافاري فهو يحتاج للعديد من المقالات .. الخلاصة أن القصة ليست مجرد لاعبين كبار فقط فكم من فرق كانت تمتلك لاعبين كبار ولم تنجح .. الحديث عن هذا الأمر تقليل كبير مما يفعله جوارديولا رغم التأكيد على أنه يمتلك أدوات رائعة لتنفيذ ما يريده.


لا يفوتنا الحديث عن مانويل نوير، فلولاه لما كان هناك كل هذا الحديث بالأعلى .. حارس ألمانيا الأول أنقذ تسديدة من سانوجو ثم ركلة جزاء من أوزيل فضمن لفريقه البقاء متعادلاً في مباراة لا تحتمل أن تتأخر في نتيجتها مبكراً .. كثيرون يحسدون بايرن ميونخ على حارسهم بكل تأكيد.